رشوان : الفوز بالحرب الخيار الوحيد لبوتين .. وأوروبا سر الصراع بين روسيا والولايات المتحدة 

سيناريو أوكرانيا يلاحق فنلندا بعد إعلان تأييدها الانضمام للناتو 

.
.

أثار إعلان الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين، الخميس، عن تأييدهما لانضمام بلدهما إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو )، إلي اعتبار موسكو الإعلان بأنه تهديد مباشر لروسيا، ما يثير التكهنات بتكرار سيناريو أوكرانيا .

وردا علي إعلان فنلندا، قالت شركة آر أيه أو نورديك الروسية الحكومية  إنها سوف تعلق إمدادات الكهرباء إلى هلسنكي  بدءا من السبت المقبل، مبررة القرار بمشكلات تتعلق بسداد مستحقاتها المالية.

وذكرت الشركة الروسية إنها لم تحصل على مستحقاتها المالية مقابل إمدادات الكهرباء التي أوصلتها إلى فنلندا بوقت سابق ، ويأتي القرار بعد إعلان هلسنكي انضمامها للناتو ، ما قابل خطوات تصعيدية من الجانب الروسي ، ووسط توقعات بقطع إمدادات الغاز الروسي عنها.

وقد ذكرت الشركة الفنلندية،  إن انقطاع الكهرباء سوف نعوضه من السويد بجانب مشروعات الكهرباء النووية بالبلاد ، ما يفوق الإمدادات المقطوعة من روسيا .

ومن المتوقع أن تعلن  فنلندا قراراها الرسمي بشأن مسألة تقديم ترشيحها لعضوية الناتو ،الأحد ، ما يصادف اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو 14 و 15 مايو الجاري في برلين.

وترتبط فنلندا مع روسيا بحدود برية تصل إلي 1340 كيلومترا،  ويزيد من تمدد الناتو وعسكرة الشمال الأوروبي، ما قد يعتبره البعض بأنه خطوة "تاريخية " لفنلندا التي ظلت محايدة لفترة طويلة،  كما أنها كانت نموذج يحتذي به في العلاقات الأوروبية الروسية .

 

 

وحول تداعيات الإعلان الفنلندي يقول الدكتور نبيل رشوان الخبير في الشأن الروسي، أن الرئيس الفنلندي نينيستو، ألقي باللوم علي الرئيس بوتين قائلا أنه السبب في اعلان تأييد الانضمام للناتو ، ويجب أن يري بوتين نفسه بالمرايا،  في إشارة إلي الأزمة الأوكرانية.

وأضاف رشوان ، أن روسيا تقع في مشكلة كبيرة ، سيما إذا انضمت بالفعل فنلندا والسويد إلى الناتو،  وهو ما يضعها في مواجهة مباشرة مع الحلف ، وحينها لن تستطيع روسيا فتح جبهتين من القتال في وقت واحد. 

كما تواجه موسكو تحدي آخر في مقاطعة "كاريليا"،  والتي خسرتها فنلندا في حرب 1939 _1940 مع الاتحاد السوفيتي،  وبانضمامها إلي الناتو سيعزز فرصها في المطالبة ب" كاريليا "، مثل سابقتها اليابان ومطالبتها بجزر الكوريل .

وعن استغناء أوروبا عن أمنها أمام إضعاف روسيا،  يقول رشوان لا أعتقد ذلك ، خاصة وأن أوروبا منقسمة حاليا فيما يخص بالنفط الروسي، مثل الدول غير المطلة علي البحار منها المجر وسلوفاكيا المؤيدتان لاستخدام النفط الروسي والتعامل بالروبل،  بالإضافة إلي أن توريدات النفط الروسي إلي أوروبا تصل إلي نحو 150 مليار متر مكعب سنويا ، من النفط فحسب،  ولكن إذا أوقفت ألمانيا وإيطاليا أصحاب الكثافة السكانية استيراد النفط الروسي ، وقتها يجب علي موسكو إيجاد أسواق أخري لتخفيف الآثار الناتجة عنها .

ويذكر رشوان ان تاريخ اعتماد أوروبا علي مشتقات الطاقة من روسيا يرجع إلي السبعينات من القرن الماضي عندما تم قطع إمدادات النفط العربي إلي الغرب في عام 73 ، حينها بدأ التوجه لموسكو .

وحول وجود عالم متعدد الاقطاب،  قال أن خلال الفترة الماضية بزع نجم بريطانيا  وان كان تحت راية الولايات المتحدة،  في قيام بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني بخطوة استباقية ، وتوقيع ضمانات أمنية مع فنلندا والسويد تمهيدا للانضمام للناتو ، ووسط تقهقهر للدور الروسي .

 وتعتبر أوروبا "لب الصراع"،  بين روسيا والولايات المتحدة ،  إذ تريد كلا منهما أن تثبت لأوروبا قدرتها علي حمايتها ، ووفقا لرشوان،  نجد أوروبا تميل إلي الولايات المتحدة ، نظرا لتقارب وجهات النظر والعادات والتي تختلف كثيرا عن روسيا ، في حين تري الأخيرة أنها الأولى بحماية جيرانها ، وما زاد الأمر سوءا لأوروبا هو دخول روسيا أوكرانيا. 

وشدد رشوان أن بوتين ليس له بديل عن الفوز بالحرب في أوكرانيا، خاصة وسط مطالبات دولية بأجزاء سيطرت عليها روسيا مثل اليابان وجزر الكوريل ومقاطعة كليبنجراد بألمانيا، وكاريليا بفنلندا، ودخوله في أكثر من عملية عسكرية في جورجيا 2008 ، ثم سيطرته علي شبه جزيرة القرم 2014 ، ثم الآن شرق أوكرانيا وإقليم الدونباس.

 

ترشيحاتنا