مجلس القطب الشمالي: مشاركه روسيا أساسية لحل مشكلات المناخ 

بوتين
بوتين

كشفت وكالة بلومبرج كيفيه عرقل الصراع الروسي الأوكراني خطط "مجلس القطب الشمالي" بشأن أزمة المناخ كما أدانت سبع من الدول الثماني التي يتألف منها "مجلس القطب الشمالي" العمليةَ العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأوقفت الدول بشكل مؤقت المشاركة في اجتماعات المجلس وهيئاته الفرعية.و يتوقع عدد من خبراء البيئة أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي إلى تغيير الطقس وتيارات المحيطات خلال الفترة القادمة، ويرى الخبراء أن لروسيا دور مهم في هذا الشأن، حيث تضم 53% من ساحل القطب الشمالي، بالإضافة إلى 70% من سكانه.و يعوِّل العالم على "مجلس القطب الشمالي" في وضع حلول للحد من مشكلات المناخ في القطب؛ حيث تنتشر به حرائق الغابات، التي تعد مصدرًا لانبعاثات الكربون بشكل مستمر.

سلطت وكالة "بلومبرج" الضوء على الأضرار الجانبية التي أدى لها الصراع الروسي الأوكراني، حيث أدانت سبع من الدول الثماني التي يتألف منها "مجلس القطب الشمالي"، العمليةَ العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأوقفت الدول بشكل مؤقت المشاركة في اجتماعات المجلس وهيئاته الفرعية. 

وأشارت "بلومبرج" إلى أن مجلس القطب الشمالي يتألف من روسيا، وكندا والدنمارك وفنلندا وأيسلندا والنرويج والسويد والولايات المتحدة، وتعد المبادئ الأساسية للسيادة والسلامة الإقليمية المستندة إلى القانون الدولي أساس عمل المجلس، الذي تترأسه روسيا حاليا، لتعزيز حماية البيئة والتنمية المستدامة.

وأوضحت الوكالة أن قرار مجلس القطب الشمالي له تداعيات سلبية على أزمة المناخ؛ حيث إنه أهم منتدى دبلوماسي لصنع السياسات في أقصى الشمال، وبتعطيل اجتماعات المجلس خلال الفترة القادمة، قد يتسبب ذلك في عدم قدرة الدول على التنسيق فيما يتعلق بالدراسات والأبحاث الخاصة بأزمة المناخ والاستجابة لها خلال العام الجاري. 

ويعوّل العالم على مجلس القطب الشمالي في وضع حلول للحد من مشكلات المناخ في القطب؛ حيث تنتشر حرائق الغابات، والتي تعد مصدرًا لانبعاثات الكربون بشكل مستمر، ومع ارتفاع درجة حرارة المناخ، لا يمكن التغاضي عن دور روسيا في مساعدة المجلس على تنفيذ سياساته الخاصة بالبيئة والاقتصاد.

ويتوقع عدد من خبراء البيئة أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي إلى تغيير الطقس وتيارات المحيطات ومصايد الأسماك خلال الفترة القادمة، وفي هذا الإطار، يرى الخبراء أن لروسيا دور مهم، حيث تضم 53% من ساحل القطب الشمالي، بالإضافة إلى 70% من سكانه؛ لذا يتعين عليها الاستجابة السريعة لتلك الأزمة، كما يجب على دول ومجتمعات القطب الشمالي الأخرى مواصلة التخطيط والاستجابة لأزمة المناخ.

ومن الجدير بالذكر أنه لم تكن دول القطب الشمالي قديمًا في حاجة إلى الحوكمة الدولية لمشكلات القطب، حيث إنها لم تشارك في استخراج الموارد على نطاق واسع؛ لذلك لم تحدث الاحتكاكات الدولية التي تتطلب من تلك الدول تشكيل مجلس لإدارة الموارد أو حل النزاعات، لكنه عندما طمحت الدول القومية في استغلال موارد القطب الشمالي، ظهرت الخلافات بين الدول، وتفاقمت أزمة المناخ هناك؛ لذلك سعت الدول لتشيكل مجلس القطب الشمالي لحل هذه المشكلات.

وأضافت الوكالة أن مجلس القطب الشمالي يفتقر إلى أن تكون له مكانة مثل مكانة المنظمات الدولية الرسمية، مثل الاتحاد الأوروبي أو منظمة التجارة العالمية، وهو ما يعني أنه يعمل وفقًا للإجماع غير الرسمي لأعضائه، وقد تمخضت عن بعض الاتفاقيات المفيدة بين أعضاء المجلس، بما في ذلك الاتفاقات الملزمة قانونًا، حلولٌ لمشكلة الانسكاب النفطي وتحققت الاستجابة الفعالة لها.

وأثبتت اتفاقية عام 2018 -المصممة لتعزيز التعاون العلمي عبر الحدود- أنها مفيدة بشكل خاص، حيث حفزت جهود البحث في جميع أنحاء منطقة القطب الشمالي، بدءًا من قائمة الجرد التي تم إصدارها مؤخرًا للحفاظ على التنوع البيولوجي في القطب، إلى التقييمات طويلة الأجل لتأثير أضرار الكربون الأسود على الصحة العامة. 

وأظهرت "بلومبرج" أنه مر حتى الآن أقل من ثلاثة أسابيع منذ توقف عمل المجلس مؤقتًا؛ لذا فإن التأثير غير واضح، لكنه من المؤكد أن تعطيل اجتماعات المجلس لفترة طويلة سيمثل إشكالية. وفي هذا الإطار، يخشى العلماء من أن مجموعة من الأولويات البحثية، بما في ذلك مراقبة حرائق الغابات، وذوبان الجليد الدائم، وانبعاثات غاز الميثان، يمكن أن تتعطل بسبب الانقطاع الممتد بين دول المجلس.

وفي هذا الصدد، صرح "إيفان بلوم" الخبير القطبي في "مركز وودرو ويلسون" الأمريكي للأبحاث، بأنه لا يمكن التغاضي عن الدور الذي تلعبه روسيا داخل مجلس القطب الشمالي، كما أنه من الصعب إجراء أو تنفيذ سياسات في القطب الشمالي دون مشاركة روسيا.

وأضاف "بلوم" أنه يعلم جيدًا أن كل أبحاث القطب الشمالي قد لا تشمل روسيا بالضرورة، وأن التعاون سيستمر بين الباحثين الدوليين في منشآت مثل مركز أبحاث القطب الشمالي الدولي في مدينة "فيربانكس" بولاية "ألاسكا" الأمريكية، كما أوضح أنه يجب على دول القطب الشمالي والمجتمعات الأصلية استخدام فترة توقف الاجتماعات داخل المجلس لإعادة تخصيص الموارد وتحديد أولويات البحث التي يمكن إنجازها بدون روسيا.

وأكد "بلوم" أن الجهود طويلة المدى لمعالجة ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي والقضايا ذات الصلة، ستتطلب مشاركة روسية، وأنه لن يتم استئناف ذلك ما لم توقف روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

وقال "بلوم": إن روسيا تعتبر نفسها لاعبا رئيسا في القطب الشمالي؛ لذا فإنه يتعين على دول مجلس القطب الشمالي الاعتراف بهذا الطموح من خلال عدم استبعاد روسيا بشكل دائم من الحوار والبحوث التي تخص منطقة القطب الشمالي؛ لأن الحرب ستنتهي مهما طالت، لكن أزمة تغير المناخ وتأثيرها على القطب الشمالي لن تنتهي، وستحتاج الدول الكبري إلى مشاركة روسيا في جهود حل هذه المشكلة. 

 

ترشيحاتنا