برنامج الأغذية العالمى: 44 مليون شخص من 38 دولة "على حافة المجاعة"

الأمم المتحدة
الأمم المتحدة

 

جدد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قلقه العميق إزاء تزايد عدد الضحايا المدنيين في أوكرانيا، في أعقاب الغزو الروسي، الذي بدأ في 24 فبراير.

وذكر المكتب الأممي موسكو بأن أي استهداف لغير المقاتلين يمكن أن يكون جريمة حرب.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل: 

"يتعرض المدنيون للقتل والتشويه فيما يبدو أنه هجمات عشوائية، حيث تستخدم القوات الروسية أسلحة متفجرة، ذات آثار واسعة النطاق، في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها. وتشمل الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة، فضلا عن الغارات الجوية."


 تعرضت المدارس والمستشفيات ودور الحضانة للقصف، وتم استخدام القنابل العنقودية أيضًا في العديد من المناطق المأهولة بالسكان، وفقا للمتحدثة الأممية.

سجلت المفوضية السامية لحقوق الإنسان، حتى منتصف ليل 9مارس، مقتل 549 مدنيا وإصابة 957 آخرين في أوكرانيا، مع الإقرار أيضا بأن هذا الرقم من المرجح أن يكون أعلى بكثير.

وقال طارق ياساريفيتش، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، متحدثا من لفيف في غرب أوكرانيا:

أكدت منظمة الصحة العالمية، حتى الآن، 29 هجوما على مرافق الرعاية الصحية، مما أسفر عن 12 حالة وفاة - بما في ذلك عاملون صحيون - وإصابة 34 شخصا.

وأدانت ثروسيل كل هذا الاستهداف للمدنيين والبنية التحتية المدنية، ووجهت رسالة مباشرة إلى موسكو:

"نذكر السلطات الروسية بأن توجيه الهجمات ضد المدنيين والأعيان المدنية، فضلا عما يسمى بالقصف في البلدات والقرى وأشكال أخرى من الهجمات العشوائية، محظور بموجب القانون الدولي، وقد ترقى (الهجمات تلك) إلى جرائم الحرب “.


بدوره، أشار المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ماثيو سالتمارش إلى بدء عملية مساعدات إنسانية ضخمة داخل البلاد، في وقت عبر فيه أكثر من 2.5 مليون شخص الحدود الأوكرانية بحثا عن الأمان.

وقال السيد ماثيو سالتمارش، متحدثا من بولندا:"ما زلنا نعمل في وسط وغرب أوكرانيا. هناك الآن ما لا يقل عن مليوني نازح داخليا، بالإضافة إلى 12.65 مليون شخص متأثرين، بصورة مباشرة بالنزاع، ويعانون من انخفاض درجات الحرارة."

وأضاف المتحدث باسم المفوضية أن المخزونات المخزنة مسبقا ومواد الإغاثة الأساسية الواردة جاهزة للتوزيع في مواقع مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق الشرقية. كما فتحت المفوضية مستودعات في فينيتسا وأوزهورود وتشرنيفتسي، إلى جانب مستودعات في لفيف.


وأشار السيد سالتمارش إلى القيود الشديدة التي تحول دون الوصول إلى المجتمعات المتضررة من النزاع في المدن، بما في ذلك مدينة ماريوبول المحاصرة "بسبب الأنشطة العسكرية المستمرة وزيادة وجود الألغام الأرضية، مما يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية يوما تلو الآخر."

وقال إن موظفي المفوضية على الأرض عالقون في القتال، مثلهم مثل السكان المدنيين، "هناك حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والأدوية والرعاية الطبية والمأوى والمستلزمات المنزلية الأساسية والبطانيات والفرش والنقود، ومواد البناء، والمولدات، والوقود."


من بين الباحثين عن الأمان بعيدا عن القصف والغارات في أوكرانيا، تمكن الآن حوالي 116 ألف شخص من مواطني الدول الثالثة من مغادرة البلاد، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

وقال بول ديلون، المتحدث باسم المنظمة:"لقد تواصلت معنا العشرات من دولنا الأعضاء، خلال الأيام الأخيرة، حيث تقدمت بطلبات لإعادة أكثر من 14 ألفا من مواطني الدول الثالثة من الدول المجاورة. إنها قضية كبرى". 


يأتي هذا التطور في وقت أشار فيه برنامج الأغذية العالمي إلى تداعيات مقلقة على الأمن الغذائي العالمي بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، والتي لا تزال تصر على تسميتها بـ "عملية عسكرية خاصة"وفقا لتقرير جديد للبرنامج الأممي، من المرجح أن تدفع الحرب أسعار الغذاء والوقود إلى مستويات أعلى، مما يهدد البلدان الضعيفة على وجه الخصوص، والعمليات الإنسانية للوكالة الأممية.


وقال برنامج الأغذية العالمي: "يأتي الصراع في وقت يشهد احتياجات إنسانية غير مسبوقة، حيث تحيط "حلقة من النار" حول العالم، وتسبب الصدمات المناخية، والصراع، وكـوفيد-19، وارتفاع التكاليف، في دفع الملايين إلى حافة المجاعة."

وأضاف أنه على الصعيد العالمي، يتأرجح 44 مليون شخص من 38 دولة "على حافة المجاعة."

لقد تم بالفعل قطع الحصص الغذائية عن اللاجئين وغيرهم من المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء شرق إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن، "حيث يعاني 16.2 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي وهناك جيوب من الظروف الشبيهة بالمجاعة".


من جانبها، حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، من أن أسعار الغذاء العالمية قد وصلت بالفعل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، قبل أن يتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في حدوث صدمة في أسواق السلع الدولية.

وقال مدير منظمة الفاو، شو دونيو، في اجتماع استثنائي لوزراء الزراعة من مجموعة الدول السبع الثرية، إن هذا يرجع في الغالب إلى ظروف السوق الحالية، ولكن أيضا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة وجميع الخدمات الزراعية الأخرى.

وأضاف مدير عام الفاو أن مؤشر الفاو لأسعار الغذاء عكس ذلك في فبراير 2022 عندما "وصل إلى رقم قياسي تاريخي جديد - 21 في المائة فوق مستواه في العام السابق، و2.2 في المائة أعلى من ذروته السابقة فيفبراير 2011".


وقال شو دونيو: "تمثل الأزمة تحديا للأمن الغذائي للعديد من البلدان، وخاصة بالنسبة للبلدان منخفضة الدخل المعتمدة على الواردات الغذائية، والفئات السكانية الضعيفة."وفقًا لمنظمة الفاو، تمثل صادرات القمح من روسيا وأوكرانيا حوالي 30 في المائة من السوق العالمية، بينما تمثل صادرات زيت عباد الشمس مجتمعة 55 في المائة.

يُعد كلا البلدين أيضا مصدرين بارزين للذرة والشعير وزيت بذور اللفت، وتعد وروسيا مُصدِّرا رئيسيا للأسمدة - حيث احتلت المرتبة الأولى في تصدير الأسمدة النيتروجينية في عام 2020، كما تعد ثاني أكبر مورد للبوتاسيوم، وثالث أكبر مصدر للأسمدة الفوسفورية.


 

 

.

ترشيحاتنا