مستثمري النفط: فرض عقوبات على روسيا يرفع برميل النفط الخام إلى 200 دولار

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 

 فرضت الولايات المتحدة في الثامن من مارس 2022 حظرًا شاملًا على واردات النفط الروسي، واستهدف الاتحاد الأوروبي خفض اعتماده على الغاز الروسي و اشارت الإيكونومست انه إذا تم فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا فقد يصل النفط الخام إلى 200 دولار للبرميل هذا العام، إلا أن هناك قيودًا من جانب الدول الأوروبية ورفضًا من جانب الصين والهند.ولكن لا تزيد أسعار النفط بشكل كبير مرة أخرى على المدى القصير، فقد انخفض سعر خام برنت بأكثر من 5٪ في 9 مارس؛ حيث استوعبت الصناعة الصدمة. 

و تناول "محمد باركيندو"، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، التطورات الجيوسياسية الدراماتيكية التي شهدتها المنظمة الأسابيع القليلة الماضية، حيث لاحظ أن منظمة أوبك شهدت سبع دورات ازدهار وكساد في النفط منذ تأسيسها في عام 1960، وأعرب عن قلقه من أن الأزمة الروسية قد تؤدي إلى "كارثة" أخرى من هذا القبيل.

جاء تحذير "باركيندو" في يوم تاريخي في تاريخ الطاقة، حيث فرضت الولايات المتحدة في الثامن من مارس 2022 حظرًا شاملًا على واردات النفط الروسي، ورغم عدم انضمام أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي إلى الحظر، فإنه في اليوم نفسه كشفت المفوضية الأوروبية عن استراتيجيتها الجديدة للطاقة، التي تهدف لخفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي، والذي يمثل حوالي 40٪ من إجمالي استهلاكه من الوقود الأحفوري.

وقد اعتادت روسيا أن يُنظر إليها على أنها شريك موثوق به لكن الآن يُنظر إليها "ليس فقط على أنها غير موثوق بها ولكن غير مرغوب فيها أيضًا"، وإذا تم فرض العقوبات عليها فقد يصل النفط الخام إلى 200 دولار للبرميل هذا العام.

ويتساءل "باركيندو" عن استمرار أسعار النفط في الارتفاع، فيعتمد ذلك على عدة عوامل، بدءًا من الحظر، وبالنسبة للولايات المتحدة فإنها لا تستورد سوى كمية ضئيلة من المنتجات البترولية من روسيا، وحظر استيرادها للنفط من روسيا يؤدي لاضطراب يمكن إدارته بسهولة، فالحظر الأمريكي لن يكون له تأثير كبير؛ لأن المصافي الأمريكية كانت تجد بالفعل طرقًا "لتحسين" خسارة تلك الواردات، ومن ناحيتها زعمت شركات الطاقة الكندية أنها تستطيع زيادة الإنتاج لتعويض ثلث الواردات الروسية المفقودة "غدًا".

واتصالًا، فقد يتغير ذلك إذا حشدت الولايات العالم لحظر عالمي على النفط الروسي، ومع ذلك، فإن مثل هذه النتيجة تبدو غير مرجحة، فالاتحاد الأوروبي متحفظ، على الأقل في المدى القصير، ولن تنضم الصين والهند، فصفقة الغاز الأخيرة بين روسيا والصين والتي ستتم تسويتها باليورو بدلًا من الدولار إشارة إلى أن البلدين يمكنهما الالتفاف على العقوبات الأمريكية، وقد يستوردون المزيد من خام الأورال الروسي، لأسباب ليس أقلها إنه يتم تداوله بسعر أقل من خام برنت.

يؤكد الخبراء أن لا أحد يستطيع تعويض الخسارة المحتملة في الإنتاج الروسي، والتي تقدّر بنحو 8 ملايين برميل يوميًّا بما في ذلك المنتجات النفطية، وبالنسبة للنفط الصخري الأمريكي، فمن المتوقع أن ينمو إنتاج النفط الصخري الأمريكي هذا العام بنحو 750 ألف برميل يوميًّا. لكن حتى زيادة الإنتاج بشكل أكبر لن تكون كافية لتعويض فقد النفط الخام الروسي.

وختامًا، قد لا تزيد أسعار النفط بشكل كبير مرة أخرى على المدى القصير فقد انخفض سعر خام برنت بأكثر من 5٪ في 9 مارس؛ حيث استوعبت الصناعة هذه الاعتبارات، ولكن حتى إذا تم حل الأزمة الروسية قريبًا إلى حد ما - وهي أزمة كبيرة - فقد يظل العالم عالقًا في سوق نفط غير مستقرة ومفككة بشدة ومتقلبة لسنوات قادمة.

 

ترشيحاتنا