غسان مسعود في العرض الخاص لفيلم حكاية في دمشق

غسان مسعود
غسان مسعود

أطلقت المؤسسة العامة للسينما ليلة أمس الفيلم الروائي الطويل "حكاية في دمشق" للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون – قاعة الدراما.

وحضر نجوم الفيلم على رأسهم الفنان غسان مسعود،  وتدور أحداثه في أجواء اجتماعية إنسانية تحتضنها شوارع وأزقة دمشق، حول قصة حب تنشأ بين فتاة تمتلك جاليري وشاب يبحث عن أباه الذي يعاني مرض الزهايمر، ويتردد كثيرا على الجاليري دون أن تلاحظ صاحبته أنه مريض، وبينما يعاني الابن تصرفات والده يدق قلبه ولا يملك رفاهية التفرغ لرعاية والده.

وفي كلمة للمدير العام للمؤسسة العامة للسينما مراد شاهين قال فيها: يسعدني أن أرحب بكم في العرض الخاص للفيلم الروائي الطويل "حكاية في دمشق" للمخرج أحمد إبراهيم أحمد ومن إنتاج المؤسسة العامة للسينما.

لن أتحدث في هذه العجالة عن الفيلم، فأنتم ستشاهدونه بعد قليل، سأستثمر وقوفي أمامكم لأتحدث عن أهمية استمرار عمل الإنتاج السينمائي كجزء أساسي من المكون الثقافي في بلدنا الحبيب ضمن ظروف الحرب التي عشناها ومازلنا نعيشها حتى الآن.

فرغم شح الموارد ووحشية الحصار المفروض علينا وقسوة الظروف فإن إنتاج الأفلام كما العروض المسرحية، وإقامة المعارض الفنية والأمسيات الثقافية وحفلات دار الأوبرا، وطباعة الكتب، لم تنقطع يوماً.

إن دل هذا على شيء فهو يدل على أهمية المنتج الثقافي كحاجة أساسية لكل فرد في المجتمع وخاصة في زمن الحرب، وأهمية ذلك تكمن في تأمين الأدوات الأساسية لامتلاك القدرة لدى الأفراد للمحافظة على التوازن النفسي والوجودي في المجتمع ليكونوا قادرين على مواجهة كل الضغوط التي يتعرضون لها ولكي يستطيع كل فرد أن يضبط بوصلته دائماً بالاتجاه الصحيح وليتمكن من التمييز بين ما هو مرحلي مرتبط بأحداث طارئة وبين ما هو أزلي ثابت لا يتغير.

فالدمار الذي يحدثه غياب الثقافة لا يقل خطورة عن الدمار الذي تحدثه الحروب.

وإذا كانت الحرب تخرّب المدن والبيوت فإن غياب الثقافة يخرّب الأرواح والنفوس، ويحوّلها إلى أوعية صماء خاوية.

الثقافة بكل مكوناتها هي التي تمنحنا الطاقة الروحية اللازمة لمواجهة الخراب، وهي التي تبعث في نفوسنا الأمل بالغد، وتحصننا في مواجهة كل أشكال الغزو التي تسعى لاستلابنا وتشويهنا فكرياً وروحياً. الأوطان لا تحيا إلا بأناس أحياء قادرين على تذوق كل ما هو جميل في هذا الكون.

ترشيحاتنا