أزمة وساطة بيلاروسيا.. دعوة روسية للتفاوض تصطدم بجدار رفض أوكراني

جنود أوكران
جنود أوكران

بعد أيام من عرض بيلاروسيا وساطتها بين روسيا وأوكرانيا، يبدو أن المشهد يزداد تعقيدا مع قبول موسكو وتحفظ كييف على "الطرف الثالث".

وتزامنا مع اليوم الرابع للحرب الروسية الأوكرانية وما شهدته من تسجيل الطرفين لخسائر ميدانية عسكرية وبشرية، أعلن الكرملين وصول وفد روسي إلى بيلاروسيا لبدء مفاوضات مع أوكرانيا.

وبحسب الرئاسة الروسية فإن الوفد يضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع والإدارة الرئاسية.

وأكد الكرملين انتظار الوفد الروسي للأوكرانيين لبدء مفاوضات فورا في مدينة جوميل ببيلاروسيا إلا أن تلك الدعوة قوبلت بـ"تحفظ أوكراني".

وأضاف: "أبلغنا الجانب الأوكراني أن العمليات العسكرية لن تتوقف أثناء انعقاد المباحثات".
ورد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جاء سريعا؛ حيث أكد أن "المحادثات في مينسك كان يمكن أن تعقد إذا لم تهاجم روسيا بلاده من أراضي روسيا البيضاء".

ولم يغلق زيلينسكي الباب بالكامل في وجه المحادثات مع روسيا لكنه أكد استعداد بلاده للتفاوض في بلد آخر.

وقال الرئيس الأوكراني: "إجراء مفاوضات في مينسك كان ممكنا في حال لم تهاجمنا روسيا من بيلاروسيا".

وأضاف: "منفتحون على إجراء مباحثات مع الجانب الروسي في أماكن أخرى غير تلك التي تعادي أوكرانيا".

وشدد على أن قتالا يدور في شوارع مدينة خاركيف الأوكرانية، مؤكدا أن الليلة الماضية كانت صعبة؛ حيث قصفت القوات الروسية البنى التحتية المدنية.

ومضى في اتهاماته لموسكو بقوله: "القوات الروسية تهاجم مناطق مدنية لا توجد فيها بنية تحتية عسكرية، وتهاجم كل شيء حتى سيارات الإسعاف". 

وتابع: "موسكو تريد الانتقام منا وتخطط لتكثيف الضرب على المدن الأوكرانية.. القوات الروسية تتعمد استخدام تكتيكات لاستهداف المدنيين".

وحذر الرئيس الأوكراني من تصرفات القوات الروسية في أوكرانيا تحمل سمات الإبادة.

من جانبه، قال مستشار الرئيس الأوكراني إن الوفد الروسي في جوميل ببيلاوسيا يعلم أن لا فائدة من ذهابه.

ونبه إلى أن "زيلينسكي موقفه ثابت إزاء المباحثات مع الجانب الروسي، ويجب عقد مفاوضات جدية بدون تهديدات".

أما الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، فقد أكد إطلاق صواريخ من أراضي بلاده على مواقع في أوكرانيا، لكنه قال: إنها "خطوة اضطرارية".

بدورها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية: "نرى أن القوات الأوكرانية مستمرة في مقاومة الجيش الروسي، ونخشى من احتمالية طول أمد الأزمة".

وبعد ساعات من بدء العملية الروسية ضد أوكرانيا، عرض رئيس بيلاروسيا، الخميس، استضافة محادثات سلام بين البلدين في العاصمة مينسك.

إلا أنه قال إن روسيا لن تجلس على طاولة محادثات إلا إذا استجابت أوكرانيا إلى جميع مطالب موسكو الأمنية.

وأشار على وجه الخصوص إلى المطالب الروسية الخاصة بنزع سلاح أوكرانيا، وتخلي كييف عن الانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ووقف الهجمات على جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا.

وقعت روسيا وأوكرانيا في العاصمة البيلاروسية مينسك الاتفاق الأول في 5 سبتمبر 2014، إلا أنه لم يتم الالتزام به، بل خرق بعد ساعات فقط على توقيعه بسبب المعارك التي دارت في إقليمي لوغانسك ودونيتسك في منطقة دونباس.

وتم التوصل إلى اتفاق "مينسك 2" في 12 فبراير/شباط 2015، وكان من المفترض أن تنهي اتفاقات مينسك للسلام الصراع في شرق أوكرانيا، لكنها لم توقف القتال ولم تحل الأزمة.. فهل تكون "مينسك 3" حلا لوقف الحرب الحالية؟