|
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة أن مصر بلد الأمن والأمان والحنان ، حيث يقول سبحانه على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) : " ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاء اللَّهُ آمِنِينَ" ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " إِنَّكم ستفتحونَ مصر ، وهِيَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ ، فإذا فتحتُموها ، فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا ، فإِنَّ لهم ذمَّةً و رَحِمًا" فأهل مصر هم أهلنا ، وهي القلب النابض في جسد الأمة ، وفيها العلم النافع والأزهر الطيب ، والوطن الحاضن للثقافة الإسلامية والقيم الإنسانية ، وهي أرض السعادة والاستقرار والشاهدة على كتابة التاريخ ، والحاضنة للتسامح بين الأديان وصانعة التراحم بين الإنسان وأخيه الإنسان .
كما أكد أن حب الوطن يمتزج بقيمنا الإيمانية وعقيدتنا الدينية ، ولقد عجزت التيارات المتطرفة عن استيعاب هذه القيم الراقية لقيم المواطنية فقامت بشويه صورة الوطن في عيون أتباعها وعلمتهم أن الدين والوطن نقيضان لا يجتمعان ، ودعتهم إلى الانخراط في تدمير أوطانهم ومعادات أهليهم وتقطيع أرحامهم ، تحت شعرات مزيفة تحمل في طياتها معاني العنف الدموي مغلفة بمفاهيم مغلوطة ، تحت وهم المفاصلة بين الدين والوطن مشيرًا إلى تحول وجوب تحويل مفهوم المواطنة إلى ممارسات وسلوكيات نابعة من قناعات ذاكية ، تظهر آثارها في إدراك المسئولية المجتمعية واحترام القوانين والتزام الأنظمة والتحلي بالأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية النبيلة .
وفي ختام كلمته اقترح إعداد ميثاق لسلوك المواطنة الإيجابية وتأصيله الشرعي بحيث يتم تبنيه من الدول الأعضاء بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ليكون دليل عمل لوضع استراتيجيتها ومبادراتها لترسيخ قيم المواطنة .