الجميلة الطيبة مها أبوعوف.. شكراً

مها أبوعوف
مها أبوعوف

عملنا معا فى فيلم "كازانوفا" وكان أول عمل فنى يجمعنا معا، كنت أعرفها كفنانة موهوبة جميلة رقيقة.. ولكنى لم أعرفها إنسانيا، التقيت معها أول يوم تصوير وكانت لاتعرفنى سوى إسمًا وأنا لا اعرفها سوى فنانة ونجمة، بدأنا التحضير للمشهد جلسنا معًا نقرأ ونعيش تفاصيل الشخصية الدرامية التى تجسدها بالعمل، ومع مرور الوقت بدأنا نتلاقى إنسانياً ويتعرف كل منا على الآخر إنسانيا لاكتشف أنها بجانب أنها فنانة موهوبة وجميلة انسانة اكقر جمالا طيبة جدعة دمها خفيف تملاء مكان التصوير بالحب والطاقة الايجابية.

ومن طرائف التصوير كانت دائما تأتى فى بداية الاوردر مستعجلة تكهرب الجو بمطالبتها السريعة والعاجلة ببداية تصوير شوتتها لانها مشغولة وعندها شغل اخر ويجب ان تبدأوتنتهى سريعا من مشاهدها معنا بشكل يربك مساعدين الاخراج وبالفعل المخرج يبدأ اول مشهد بها ثم نجلس معها ونحاول اقناعها بأن هناك مثلا مشهد اخر ليل ونتكلم عن اهميته وأهمية وجودها معنا بقية اليوم وأنها لو مشيت سيسبب خللا ف اليوم والانتاج، فتتبدل فجأة ويظهر بداخلها مها الجدعة الطيبة، فتستأذن فقط لتذهب للافطار وتظبيط مواعيدها الأخرى لتعود بعد ساعة أو اثنين حد تانى تملأ اللوكيشن ضحك وحب ومودة، تركز فى شغلها وتساعد من حولها خاصة من الممثلين الشباب التى توجههم وتنصحهم بحب، وما أن تقف أمام الكاميرا حتى تجدها حد تالت ترتدى عباءة الشخصية الدرامية بشكل يجعلك تنسى مها ابوعوف الحقيقية، وتعيش مع الشخصية وكأنها واقع، والطريف أننا فى آخر يوم تصوير فى الفيلم وكنا نصور فرح فى فيلا بالمنصورية ونزلت الشبورة وغطت المكان فتعطل التصوير وتوترت مها وطلبت الانصراف سريعا لان عندها تصوير اخر وظلت تلح وتتعصب الى أن قلت لها مدام مها لو عايزة تمشى لامانع، بس ح تمشى ازاى وسط طرق المنصورية الزراعية مع الشبورة، لتصمت وتتلفت حولها لترى اننا نعيش داخل بلونة من الشبورة وكأنها تفاجأت ثم وقعت فى ضحك هيستيرى.

 وقالت بخفة دم وعفوية ايوه صحيح ح امشى ازاى..ده ايه الدماغ دى.. فتستقر معنا وكل كرو العمل وتتبادل الحوار والافيهات خاصة مع المطرب عبدالباسط حمودة الذى ظل يغازلها ويغازل جمالها بعفوية وفطرية.. لنعيش احلى اوقات الفيلم وكلنا ملمومين حولها ايساف و راندة البحيرى والهام عبدالبديع والمخرج اسامة فاضل وكل كرو العمل مستمتعين معها وبرقتها وجمالها وإنسانيتها الجميلة الى أن انقشعت الشبورة ونسيت ونسينا اننا يجب ان نعود للتصوير الى أن صررخ الإنتاج وعدنا للتصوير لنستكمل لحظات الواقع ماقبل التصوير بخفة دمها وسعادتها مع اجواء تصوير مشهد الفرح والكل غنى ورقض على صوت عبدالباسط وايساف واختلط الجد بالخيال والواقع بالتمثيل.

ومها ابو عوف بحضورها الطاغى امام الكاميرات وخفة دمها وضحكتها الرقيقة سرقت الكاميرا من الجميع والكل امام الكاميرات سعيد ونحن خلفها سعداء الى قال المخرج كلمته ستووب وانتهى المشهد وانتهت مها ابوعوف من تصوير اخر مشاهدها بالفيلم ولكن لم تنتهى علاقة حبنا بها بل كانت البداية وهى تصافح تصافحظ الجميع وتشكرهم على العمل وتودعنا وهى لاتريد ان تنصرف ولانحن نريدها ان تنصرف.

ولكن لان لكل شئ نهاية كان لابد ان تنصرف.. ورحلت وهى واخدة قلوبنا كلنا.. كما ان رحيلها عن دنيانا احذ قلوب كل جمهورها فى مصر والوطن العربى ..رحلت من الفيلم وقلنا لها شكرا مها ابو عوف على عملك معنا الذى اضاف لنا الكثير والكثير فنيا وانسانيا.

ورحلت عن الدنيا ونقول لها شكراً على طيبتك وجدعنتك ورقتك وحبك لكل الناس،رحلت بعد معاناتها مع المرض اللعين ولكنها لم تُشعر أحدا بهذه المعاناة ظلت تبتسم فى وجه الجميع ولا احد يعلم ماتعانيه بداخلها، رحم الله الجميلة الطيبة مها أبو عوف.

ترشيحاتنا