كروت روسيا الرابحة في أزمه أوكرانيا .. تعرف عليها

بوتن
بوتن

 

تسعى روسيا لاستغلال نقاط الضعف الغربية من أجل تأجيج الأزمات في آن واحد، كما هو الحال في أوكرانيا وجورجيا وحدود دول الاتحاد الأوروبي؛ وذلك في محاولة لدحض آراء المراقبين حول تراجع القوة الروسية، وإثارة حالة من الانقسام داخل المعسكر الأوروبي حول السياسة المُثلى التي يجب إتباعها مع موسكو؛ وهو ما حدث بالفعل، إذ ترى ألمانيا أنه من الأفضل استخدام سياسة "الاسترضاء"، بينما تطالب دول البلطيق برد أكثر صرامة إزاء التهديدات الروسية.

وتشير الفورين بوليسي الي ان هذا ويُعدُّ تأخُّر الدول الغربية في الرد على التحركات الروسية الأخيرة إثباتًا لمزاعم روسيا حول تشرذم الاتحاد الأوروبي، وتراجع القوة الأمريكية في أعقاب الانسحاب من أفغانستان، فقد فشل الغرب في الاستفادة من دروس حرب جورجيا في أغسطس 2008، حينما غاب الرد على الهجوم الروسي الذي أدى إلى احتلال 20% من الأراضي الجورجية، فتجرأت موسكو أكثر، وقامت بالاعتداء على أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم بعد ست سنوات، مما يؤكِّد أن سياسات الاسترضاء غير مجدية في التعامل مع موسكو.

و تقول ذا ناشيونال إنترست  الي ان روسيا تنظر  إلى دول البلقان باعتبارها نقطة ضعف في منظومة الأمن الجماعي الأوروبي؛ إذ تُعد هذه الدول بمثابة الحديقة الخلفية لأوروبا، وتتشارك حدودها مع حدود دول أوروبية. ورغم ذلك، تظل هذه الدول غير مندمجة حتى الآن في الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وفي هذا الصدد، فإنه مثلما يعمل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي على توطيد نفوذه في كلٍّ من جورجيا وأوكرانيا، وإضعاف النفوذ الروسي في هاتيْن الدولتيْن اللتيْن يُنظر إليهما باعتبارهما "حديقة خلفية" لموسكو"، فإن روسيا تعمل على إتباع ذات التكتيك عبر إضعاف النفوذ الغربي في دول البلقان، باعتبارها "الحديقة الخلفية" لدول الاتحاد الأوروبي.

جدير بالذكر أن دول البلقان تقع على طريق نقل الغاز الروسي إلى تركيا والبحر الأسود، ومن ثمَّ، فإن توطيد النفوذ الروسي في تلك الدول أمر محوري لاستمرار الشراكة في مجال الطاقة بين موسكو ودول العالم.

ورغم المحاولات الروسية الدؤوبة لتوطئة نفوذها في دول البلقان، فإن النفوذ الروسي في تلك الدول أقل بكثير إذا ما قورن بمناطق النفوذ التقليدي لروسيا، من قبيل دول آسيا الوسطى والقوقاز؛ ولذا تعمل موسكو على توظيف جميع الأدوات لتقوية نفوذها في البلقان، من خلال الاعتماد على ساسة محليين يحظون بنفوذ كبير في هذه الدول، وكذلك رجال أعمال بارزين، ووسائل الإعلام الموالية، فضلًا عن الكنيسة الأرثوذكسية الصربية.

ترشيحاتنا