هناك تعريف شائع للمدينة المستدامة في معظم الدراسات والأبحاث العلمية بأنها المدينة التي توفر احتياجات الأفراد في الوقت الحالي دون التأثير على احتياجات أجيال المستقبل، و يشير تقرير لمعلومات مجلس الوزراء الي ان هذا يؤدي الي عدة أبعاد أساسية (اجتماعية، واقتصادية، وبيئية)، وهنا لا بد من التأكيد على أن تخطيط وتصميم وتنمية المدينة والمجتمعات بطريقة مستدامة هي عملية تنموية متكاملة يتم فيها تقليل المدخلات اللازمة من الطاقة والمياه والغذاء وكافة الموارد الطبيعية وتقليل المخرجات من فضلات وغازات ومواد ملوثة لتحقيق التوازن بين الأسس الرئيسة لأي مدينة أو مجتمع عمراني (التنمية الاقتصادية، والسلامة البيئية، والرفاهية الاجتماعية).
و تشير دكتوره هند فروح استاذ البيئة و التنميه العمرانيه المستدامة الي ان مفهوم المدن والمجتمعات المستدامة، وذلك في إطار الأهداف الأممية للتنمية المستدامة؛ تركيزا علي العلاقة بين الهدف الحادي عشر للمدن والمجتمعات المحلية المستدامة، والهدف السابع للحصول على طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، والخطوات التي اتخذتها مصر لتحقيق ذلك في ضوء رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وقصة نجاح مصر في تنفيذ محطات الطاقة الشمسية في المباني والمدن، كما سيتم عرض ملامح لمقترح "خارطة طريق استراتيجية مبدئية لتطوير وتنفيذ خطة رئيسة للطاقة الشمسية لمدينة العاصمة الإدارية الجديدة"، والتي تمتد أهدافها حتى عام 2030 من خلال التعاون بين شركة العاصمة الإدارية ومشروع نظم الخلايا الشمسية الصغيرة المتصلة بالشبكة “Egypt-PV”، الذي ينفذه مركز تحديث الصناعة بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من مرفق البيئة العالمي والحائز علي جائزة "معهد الطاقة البريطاني" كأفضل المشروعات المُقدمة عالميا لخفض غازات الاحتباس الحراري لعام 2020، حيث يهدف مشروع “Egypt-PV”إلى تطوير ودعم انتشار تركيب نظم الخلايا الشمسية الصغيرة بالمصانع والفنادق والمنشآت العامة والتجارية والسكنية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز الدعم الفني والاستشارات؛ بهدف زيادة وتعزيز نسبة المكون المحلي وإعداد كوادر وقدرات فنية، وتوفير فرص عمل جديدة وإزالة العقبات التي تعوق عملية زيادة إنتاج الطاقة بواسطة الخلايا الشمسية الصغيرة اللامركزية المتصلة بالشبكة.
و لا يوجد نموذج واحد لمدينة مستدامة يمكن أن يطبق في كل دولة، بل هي عبارة عن مجموعة من الحلول المختلفة المصممة لدعم التوازن البيئي على المدى الطويل وفقا للواقع المعماري والعمراني وإمكانيات وخصوصية الموقع والموارد الطبيعية والبشرية لكل مدينة أو مجتمع عمراني، وهنا لا بد أن نؤكد أنه يجب العمل على فكرة المجتمع العمراني وليس التجمع العمراني؛ لأن إدماج الأبعاد الاجتماعية بشكل مستدام من أهم العناصر التي تحقق الاستدامة للمدينة، وهناك بعض الأساسيات التي تعتبر ضرورية لتصنيف أي مدينة بأنها مستدامة، وهي الوصول إلى الموارد والخدمات العامة: حيث إن رفاهية السكان أمر بالغ الأهمية في المدن المستدامة، وهو ما يعني ضمان الوصول إلى التعليم الجيد، والمراكز الصحية الآمنة، وسهولة الوصول إلى وسائل النقل العام، وسلامة الهواء وجودته، وغيرها من الضروريات، ومع تحديات تغير المناخ داخل المدن، فإن الحاجة إلى حلول تكيُّفية أصبح أمرا ضروريا.
