خبير آثار لـ «القمنى»: بنو إسرائيل طلبوا استبدال المن والسلوى بالبقوليات وليست قدور اللحم

موضوعية
موضوعية

استمرارً لسلسلة المغالطات التاريخية والدينية الذى ذكرها الدكتور سيد القمنى فى الحلقة المذاعة على فضائية القاهرة والناس يوم 25 أكتوبر وإعادتها يوم 10 نوفمبر عن التجلى الأعظم حيث ذكر أن رفض بنو إسرائيل لأفضل طعام فى سيناء وهو المن والسلوى لشوقهم لقدور اللحم فى مصر يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن ما ذكره  يخالف نص الآية القرآنية الواضح  }وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ{ وبالتالى فإن طلبهم هو استبدال المن والسلوى المتوفر لديهم بمعجزة إلهية بالفول والعدس والثوم والبصل الغير متوفر لديهم تعجيزًا لنبى الله موسى 

ويوضح الدكتور ريحان بأن الدكتور سيد القمنى استند إلى نصوص التوراة فقط فى كل شئ دون الرجوع لآيات القرآن الكريم حيث ذكرت التوراة فى سفر الخروج 16 الآيات (1-3) "ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ. وَأَتَى كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ سِينٍ، الَّتِي بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ فِي الْبَرِّيَّةِ. وَقَالَ لَهُمَا بَنُو إِسْرَائِيلَ: «لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مِصْرَ، إِذْ كُنَّا جَالِسِينَ عِنْدَ قُدُورِ اللَّحْمِ نَأْكُلُ خُبْزًا لِلشَّبَعِ. فَإِنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هذَا الْقَفْرِ لِكَيْ تُمِيتَا كُلَّ هذَا الْجُمْهُورِ بِالْجُوعِ».

ويشير الدكتور ريحان بأن تفسير هذا النص من التوراة يدل على أنه سابق على رزق الله لهم بالمن والسلوى وأنه تذمر من الجوع أصلًا  وليس استبدال الطعام ولأن عاداتهم التذمر فبعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام من المن والسلوى تذمروا لاستبداله بآخر تعجيزًا لنبى الله موسى ولأن الدكتور القمنى لم يكلف نفسه بالبحث عن الحقيقة كاملة فى موضوع يجب أن لا يتحدث فيه إلّا مؤرخ أو متخصص فى الآثار وقارئ متميز لنصوص القرآن الكريم والتوراة وتفسيرها ومقارنتها بالأحداث التاريخية والآثار إن وجدت اقتصر على نص التوراة فسقط فى كل هذا الكم من المغالطات الدينية والتاريخية 

ولقد جاء فى تفسير الشيخ محمد متولى الشعراوى هذه الآية أتستبدلون الذى هو رزق مباشر من الله تبارك وتعالى وهو المن والسلوى يأتيكم (بكن فيكون) قريب من رزق الآخرة بما هو أقل منه درجة وهو رزق الأسباب في الدنيا، ولم يجب بنو إسرائيل على هذا التأنيب 

 ويشير الدكتور ريحان إلى قول الحق سبحانه وتعالى }اهبطوا مِصْرًا{ بأن هذا الرد جاء لأنهم أصروا على الطلب برغم أن الحق جل جلاله بين لهم أن ما ينزله إليهم خير مما يطلبونه، وأن كلمة مصر جاءت هنا منوّنةً، ومن شرف مصر أنها ذكرت أكثر من مرة فى القرآن الكريم، وقد تلاحظ أن مصر حينما يقصد بها وادى النيل لا تأتى أبدًا منونة مثل قوله تعالى {تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً}  وفى سورة الزخرف {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأنهار تَجْرِي مِن تحتي} ، وفى سورة يوسف {وَقَالَ الذي اشتراه مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} ، {ادخلوا مِصْرَ إِن شَآءَ الله آمِنِينَ} .

ويتابع الدكتور ريحان أن هذه الآية {اهبطوا مِصْرًا{ جاءت بالتنوين، فهل مصر هذه هى مصر الواردة في الآيات المشار إليها؟، الإجابة ربما يكون المعنى مصرًا من الأمصار لأن مصر التى لم تنون هي علم على مصر التى نعيش فيها، أمّا مصرًا التى خضعت للتنوين فهى تعنى كل وادٍ فيه زرع .

 

ترشيحاتنا