«الاحتباس الحرارى» يطارد فقراء العالم .. فهل تنقذهم "دبلوماسية المناخ" ؟

"الاحتباس الحراري"
"الاحتباس الحراري"

بالرغم من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تسبب العديد من المشكلات، فإن بعض الحلول التي قد يقترحها نشطاء المناخ أسوأ بكثير مما يحاولون منعه، وفي هذا الشأن يشير "بيورن لومبورج" (jorn Lomborg) إلى أن الإنسانية قد حلت مشكلات أكثر خطورة بكثير من التغير المناخي خلال القرن الماضي، وأن صانعي السياسات عليهم أن يفعلوا الكثير لإبطاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ولن يكلف ذلك سوى 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويًّا، وهو ما يُعد تكلفة ضئيلة مقارنةً بمخاطر مثل تلوث الهواء.

 

هذا و تشير وول ستريت جورنال  الي ان فقراء العالم سيدفعون فاتوره تلوث الهواء و الاحتباس الحراري أكثر من غيرهم  مثل الجوع والمرض والموت بسبب الحرارة والفيضانات، لكن الضوابط الصارمة التي يدافع عنها نشطاء المناخ ستضر الفقراء أكثر، ومثال على ذلك، أدى النمو الاقتصادي إلى خفض الوفيات الناجمة عن سوء التغذية بشكل كبير خلال الثلاثين عامًا الماضية ومن المرجح أن يستمر في حدوث ذلك على مدار الثلاثين عامًا القادمة، إلا أن الضوابط المناخية الصارمة قد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي؛ مما يؤدي إلى إبقاء ما يصل إلى 80 مليون شخص في حالة فقر في عام 2030 -ممن لم يكونوا كذلك لولا تنفيذ تلك الضوابط- مما يتسبب في المزيد من الوفيات الناجمة عن سوء التغذية.

 

و رغم ارتفاع سقف الطموحات فيما يتعلق بنتائج قمة "جلاسكو" للتغير المناخي، يؤكد الواقع أن تحقيق النجاح في المفاوضات لن يكون أمرًا سهلًا، بالنظر إلى تحديات ثلاثة؛ أولها عدم موافقة روسيا بسهولة على الالتزامات الجديدة، وثانيًا احتمالية تراجع رغبة الهند في الاعتماد على الطاقة المتجددة في ظل موجة أزمة الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر في الآونة الأخيرة، ومن ثم غياب استعداد نيودلهي للتخلص التدريجي من الفحم، وأخيرًا، عدم كفاية تعهدات الصين بشأن الوفاء بالتزاماتها تجاه مكافحة التغيرات المناخية حسب المجلس الاوروبي

 

وعليه، تبرز ثمة تحذيرات بشأن احتمالية فشل قمة "جلاسكو" للتغير المناخي، لتكون بمثابة تكرار لإخفاقات مؤتمر "كوبنهاجن" للمناخ عام 2009. ورغم هذه التوقعات المتشائمة فإن الوعي بين القادة والمسؤولين السياسيين الأوروبيين أصبح أعلى بكثير مما سبق، وأصبحت دبلوماسية المناخ أكثر كثافة وفعالية، ومن ثم، يُتوقع أن يضطلع الاتحاد الأوروبي بدور محوري في قمة جلاسكو المقبلة، لاسيما في ظل العديد من الآليات والمبادرات التي تقدَّم بها لمكافحة التغيرات المناخية، لعل أبرزها آلية تعديل حدود الكربون.

 

ترشيحاتنا