الأقصر استعدت

العالم يترقب كرنفالات أحفاد الفراعنة لإحياء "طريق الكباش" وعيد "الأوبت"

طريق الكباش بعد التطوير
طريق الكباش بعد التطوير

 
استعدت مدينة الأقصر للاحتفال بافتتاح طريق المواكب الكبرى
حيث تستمرأعمال البروفات والتجهيزات للاحتفال بافتتاح طريق الكباش
والمقرر خلال نوفمبر المقبل.

حضور عالمى

ومن المنتظر أن يشهد الاحتفال الرئيس السيسى وبحضور عدد ضخم من الشخصيات العالمية من ملوك ورؤساء الدول والمشاهير لمتابعة الحدث الأسطورى الذى سيذاع علي كل القنوات العالمية والمصرية حيث ستتناقلة أكثر من ٤٠٠ محطة وقناة حول العالم حتى نفتخر ببلدنا وتاريخنا وحضارتنا .. والاحتفال بهذا الحدث  يعكس قوة مصر كما أنه مبعث فخر المصريين كلهم بحضارتهم العريقة.
 

احتفالات كرنفالية 

لأول مرة فى التاريخ سيتم تنظيم احتفالات كرنفالية كبرى ستمر فى الطريق بعد افتتاحه مع إعادة إحياء عيد الأوبت والذى ينتظره العالم.

ويقود الأوركسترا المايسترو نادر عباسى الذى يجرى حاليا بروفات الحفل ويتضمن عدة فقرات منها ما هو في نهر النيل حيث تبحر عدد من القوارب المضاءة بالألوان الجميلة والمبهرة، على صفحة النيل الخالد بالأقصر وفى الكرنك سيظهر  مجموعة من الفنانين يرتدون الملابس المصرية القديمة للسير ضمن الموكب حتى معبد الأقصر، كما أن ضمن الفقرات ستتم إضاءة معابد الأقصر والكرنك ومعبد حتشبسوت بإضاءات مبهرة وساحرة وسط استعراض فرقة محمود رضا "أقصر بلدنا بلد سياح" والتى يؤديها فريق من فنانى وزارة الثقافة.

موكب آمون

طريق الكباش او طريق ابو الهول فى معظمه طريق للمواكب والاحتفالات في مصر القديمة بمدينة طيبة التي هى الاقصر عاصمه العالم القديم، وإحدي عواصم مصر في عصرها الذهبي، وكان فيه عيد مهم جدا هو عيد الابت "هذا العيد كان موكب المعبود آمون في مصر القديمه يخرج من معابد الكرنك إلي معبد الاقصر" مستخدما طريق المواكب الكبرى والعوده الي معابد الكرنك مرة أخرى بعد قضاء من عشرة أيام الي ثلاثه اسابيع في بعض الفترات ويتم عمل احتفالات عظيمة في جميع أرجاء طيبة.
 

حدث أسطورى

وفى ظل اهتمام واصرار الدوله علي تنظيم حفل افتتاح اسطوري لطريق الكباش الذي يربط بين معبد الاقصر ومعابد الكرنك بطول٢٧٠٠ متر، يليق بعظمه الحضارة المصرية، ويعكس إهتمام الدوله بالاثار والتراث المصرى، وهى رساله اطمئنان للعالم كله ان مصر تستطيع.
هذا الافتتاح الأسطورى سيتواكب مع العيد القومى لمحافظه الأقصر، فى نوفمبر الذى يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة الملك الذهبي توت عنخ امون عام ١٩٢٢م.
في الحدث الرائع سيتم عرض وتقديم وغناء انشودة آمون العظيمة "وهى أنشودة مصرية قديمة" مثل انشودة ايزيس التى تابعناها فى موكب نقل المومياوات الملكية وافتتاح متحف الحضارة. 

مهرجان الأوبت

وعن أهمية مشروع تطوير طريق الكباش، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن عيد الأوبت له أهمية كبرى فى تاريخ مصر القديمة حيث أن  مهرجان الأوبت أو الإبت هو احتفال مصري قديم كان يقام سنويًا في طيبة "الأقصر" فى عهد الدولة الحديثة وما بعدها، وفيه كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة - آمون وموت وابنهما خونسو - مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة في موكب احتفالي كبير من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر في رحلة تمتد لأكثر من 2 كم وما يتم إبرازه في هذا الطقس هو لقاء أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر وتجديد الولادة هو الموضوع الرئيسي في احتفال الإبت، وعادة ما يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.
 
وأضاف ريحان أن فى الاحتفالات الأولى من مهرجان الإبت، كانت تماثيل الإله تؤخذ عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف في المعابد الصغيرة التي شيدت خصيصًا في طريقها، وهذه المعابد الصغيرة أوالأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين، المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس وفي نهاية الاحتفالات في معبد الأقصر، تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك، وفي الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر، كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك - الأقصر عن طريق القوارب في النهر وليس عبر طريق الكباش البري. ويُعقد احتفال إبت في الشهر الثاني من فصل أخت، وهو موسم فيضان نهر النيل.
 
وأوضح أن مظاهر الاحتفال مصورة بمعبد الأقصر فى عدة مناظر على الجدار الغربى من الفناء الأول لرمسيس الثانى وعلى الجدار الغربى لبهو 14 العمود الخاص بالملك أمنحتب الثالث والذى ربما أكمله الملك توت عنخ آمون ونقشه بمناظر عيد الأوبت وهناك مناظر على المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت بمعبد آمون رع بالكرنك ومعبد الرامسيوم الخاص برمسيس الثانى.
 
يذكر أن طريق الكباش يبلغ طوله من حافة المرسى من الخلف 52م  وينتهى قبل البيلون الأول بعشرين متر وعرضه 13.10م  وكان يدعى طريق الكباش أيضًا باللغة المصرية القديمة ويزدان المرسى بمسلتين صغيرتين ارتفاع كل منهما 2م وارتفاع القاعدة 75سم أقامهما سيتى الثانى من الأسرة 19 فى نهاية المرسى على جانبى الطريق الذى يخرج منها ويمتد إلى واجهة معبد الكرنك.
 
والطريق فى شكله الحالى وما يحف به من كباش يرجع إلى عصر رمسيس الثانى ويبلغ عدد الكباش فى كل صف من الطريق فى الجزء الخارجى الذى يمتد من المرسى حتى الصرح الأول 20 كبشًا، والجزء الداخلى عدد 13 فى الناحية الجنوبية و19 كبشًا فى الجهة الشمالية ولا يزال طريق الكباش يحتفظ بجماله.
 

ترميمات مثالية

وكان فريق الترميم والأثريين والعمال المصريين القائمين على أعمال ترميم الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك قد نجحوا فى إظهار ألوانها الأصلية لأول مرة حتى أن البعض ظن أنهم قاموا بطلائها من جديد.. فضلا عن نجاحهم فى أعمال ترميم طريق الكباش وإعادة تركيب أجزاء من تماثيل أبى الهول فى أماكنها.. وذلك استعدادا للافتتاح المرتقب الذى سيحول محافظة الأقصر لمتحف مفتوح يجذب السياح من كل بقاع العالم.
 

مظهر حضارى

 وأوضح د. مصطفي الصغير مدير عام آثار الكرنك ان أعمال التطوير شملت تجديد وإحلال الأرضيات، وتزويدها بالإضاءة المناسبة ودهان الأسوار، وكذا أعمال الزراعة من الأشجار والنخيل وأحواض الزهور بالمسطحات الخضراء، لتحقيق مظهر حضاري متكامل للموقع بما يتفق مع القيمة الأثرية و السياحية للمنطقة بأكملها.
 
ويضيف الصغير إن مشروع طريق المواكب الكبرى هو أحد أهم المشروعات الأثرية التى قامت بها الدولة حالياً بالأقصر وحظى بإشراف كبير جداً من رئاسة الجمهورية؛ حيث تقوم بتنفيذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.
 
ويضيف الصغير لقد بدأت أعمال الكشف عنه فى 18 مارس 1949 عندما قام الأثرى زكريا غنيم بأعمال الحفائر الخاصة به أمام معبد الأقصر وبالصدفة اكتشف أول تمثال هناك حتى استكمل الحفائر وبدأ يكتشف 4 تماثيل ومن هنا ظهرت بداية الطريق.
 
ثم توالى الأثريون د. محمد عبدالقادر فى أواخر الخمسينيات؛ حيث اكتشف 22 تمثالاً وجاء د. محمود عبدالرازق فى أوائل الستينيات واكتشف حوالى 55 تمثالاً ثم جاء د. محمد الصغير فى فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتى بداية الألفية واكتشفت أجزاء كبيرة على الطريق ليس فقط عند معبد الأقصر لكن على طول الطريق وهو ما حدد مسار الطريق، ثم جاء الأثرى منصور بريك حتى ثورة الشام واكتشف العديد منها ومن هذا الوقت وحتى الآن, وأشرف حالياً على المشروع الذى نأمل الانتهاء منه قريباً والافتتاح يكون فى 2021 ونأمل أن يكون هناك افتتاح كبير جداً يرتقى بعظمة المشروع.
 
ويوضح مدير عام آثار الكرنك أن المشروع بإجمالى أطوال الطريق بداية من معبد الكرنك وصولاً إلى معبد الأقصر حوالى 2700 متر وقد أنشأه المصرى القديم بداية من عصر الأسرة الـ18 والطريق يبدأ من عند الصرح العاشر إلى معبد «موت» حوالى 600 متر وتتميز التماثيل به بشكل كبير بين جسد أسد ورأس كبش, ورأس الكبش أحد الرموز الرئيسية للمعبود آمون الذى يعد المعبود الرئيسى لمدينة طيبة القديمة، إضافة إلى ذلك هناك الطريق الذى يتقدم بوابة معبد «خنسو» وهو على شكل الكباش كاملة، ويرجع لعصر الأسرة الـ18 الملك أمنحتب الثالث ولم يكن مكان إقامته فى الأصل وهذه التماثيل تم إحضارها من موقعها الأصلى من أمام معبد أمنحتب الثالث الجنائزى بالبرالغربى والذى لم يبق منه إلا تمثالى «ممنون» حاليًاً وخلال الأسرة 21، أما المصرى القديم كان يجلب هذه التماثيل ويضعها أمام معبد الأقصر بعد ذلك ومن عند معبد «أمون» إلى معبد «الأقصر» الطريق الذى بناه الملك نختنبو الأول من عصر الأسرة الـ30 وهى تماثيل بحجم أصغر قليلاً بجسد أسد ورأس إنسان تحمل ملامح الملك نختنبو الأول والطريق عبارة عن رصيف حجرى من الحجر الرملى تحيطه من الجانبين تماثيل الكباش.
 

اكتشافات التطوير

ويشير د. مصطفى الصغير المشرف على طريق الكباش إلى أن فريق العمل اكتشف أشياء مهمة جداً فى الطريق مثل معاصر كاملة للنبيذ من النماذج الكاملة والمهمة التى توضح لنا صناعة النبيذ فى العصر القديم، والتى كانت ترتبط بالاحتفالات أو المواكب التى أنشئ من أجلها الطريق الذى يلقب بـ«طريق المواكب الكبرى» وهو الغرض الأساسى من الطريق وهى الاحتفالات أو المواكب الكبرى التى كان يحتفل بها المصرى القديم.
كما عثرنا على بعض الأحواض التى يتم بها غسل العنب المخصصة لاغتسال العاملين على عصر العنب لصناعة النبيذ، أيضاً أفران للفخار وصناعة الأنابيب التى توصل خطوط صرف المياه، لأن لدينا على طول الطريق بين الرصيف والثانى حوض مستدير مخصص لزراعة الزهور والأشجار التى تزين الطريق، ومصانع أخرى لصناعة الأوانى الفخارية التى يتم وضع النبيذ فيها.
كما اكتشفنا مقياساً للنيل يوضح ارتفاع وانخفاض منسوب الفيضان كل عام مرتبطاً باحتفالات الأعياد عند المصري القديم، وهناك معاصير لاستراحات الزوار المقدسة، بعضها للأسرة الـ18 أيام الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث كما تم اكتشاف أماكن أخرى لصناعة التمائم والرموز الصغيرة ولها قدسية دينية عند المصرى القديم.
 
طريق المواكب الكبرى كما يقول د. الصغير طريق أثرى كبير جداً يوضح الحياة الدينية والملكية والاجتماعية والاقتصادية عند المصرى القديم من خلال الأنشطة الموجودة على طول الطريق، كما تم تطويره إلى حد كبير من خلال مداخل ومخارج للطريق من أجل فتحه للزيارة, وقد زودنا الطريق ببروجولات واستراحات للزيارة على طول الطريق تمكن الزائر من الاستراحة قليلاً فى مكان مظلل كما خصصنا مكاناً لعمل كافتيريا فى منتصف الطريق حتى تقدم خدمات للزوار وخصصنا مكاناً كمتحف مفتوح يعرض أهم الاكتشافات التى تم العثور عليها فى الطريق، إضافة إلى عمل إضاءة ليلة مبهرة جداً على طول الطريق لتمكن الزائرين من زيارة الطريق ليلاً وهى أحد أهم العناصر الموجودة بالطريق منها إتاحة الزائرين لزيارة معالم الطريق ليلاً، خاصة أن الأقصر تتميز بالحرارة وقد يوجد فيها صعوبة فى التحرك صباحاً مثلاً، وسيتم الانتهاء من الطريق قريباً وهو يعتبر إضافة أثرية مهمة جداً تحوّل الأقصر لأكبر متحف مفتوح فى العالم من خلال معبد الكرنك وطريق الكباش ومعبد الأقصر، إضافة إلى إيجاد فرص استثمارية من خلال الخدمات التى ستقدم عليه.
 
 

ترشيحاتنا