استشارى معمارى: ممشى أهل مصر عبقرية تمنع التعديات على النيل

صورة موضوعية
صورة موضوعية

أثار تمثال ممشى مصر بعد ظهوره إلى النور وانتشاره على السوشيال ميديا حراكاً، حيث أبدى الكثيرون اعجابهم بهذا التمثال مقارنة بأعمال فنية كثيرة جداً للأسف كان عليها نقد كثير.

 

‎الاستشارى المعمارى وخبير التراث حمدى السطوحى يرى أن هذا التمثال الذى قام بتصميمه وتنفيذه الفنان أحمد موسى المدرس بكلية الفنون الجميلة، هو نقطة بداية لأشياء كثيرة حلوة، وتنبهنا إلى أنه عندما نعطى المتخصص الفرصة فانهم سيبدعون.

‎لقد عبر التمثال المتواجد في المرحلة الأولى لممشى أهل مصر بشكل كبير عن قدراتنا الإبداعية الفنية والثقافية والتى تجسدت فى هذا التمثال ورمزيته وتعبيره، ومن المؤكد أن مصر فيها حاجات كثيرة حلوة وليس التمثال فقط..

‎لكن أهم ما يجب أن ننتبه إليه هو ان ممشى أهل مصر هو لكل أهل مصر، وهو فكرة عبقرية تحول كورنيش النيل إلى ممشى للجميع، وتؤدى إلى اختفاء التعديات على النيل.

 

‎ويرى السطوحى أن المرحلة الأولى من مشروع ممشى أهل مصر ناجحة تماما، كما تشير المرحلة الثانية إلى ذلك ولكن علينا أن نكون حذرين من ان يحيد المشروع عن هدفه الرئيسى وأنه ممشى لأهل مصر بحيث يكون متاحا للجميع، فأخشى أن يتحول فى المراحل التالية لمشروع استثمارى يأخذ فيه البعد الاقتصادى حقه أكثر من حق الإنسان ونجده يتحول فيما بعد إلى مجموعة كافيتيريات ومطاعم تخصص لمن لديه القدرة المالية فقط. 

‎لذلك يجب التمسك بأن يكون الممشى لأهل مصر، ليس فقط لأن نتمشى فيه أو نستمتع بمنظر النيل لكن يجب أن نرتوى ثقافياً، بمعنى لماذا لا يتحول هذا الممشى خاصة فى المنطقة المقابلة للزمالك مروراً بماسبيرو إلى التحرير  إلى معرضاً لكل الإبداعات الفنية لطلبة كليات الفنون، وتزين مشاريع الطلبة وأعمالهم النحتية هذا الممشى ويتحول لمعرض سنوى يؤدى إلى تراكم للأعمال الفنية عام بعد عام.. آنذاك أهل مصر سيرتوون ثقافياً ليس فقط بالمياه التى يرمز لها تمثال للمرأة فى وضع الجلوس يشابه المصرى القديم وإنما يرتوون ثقافياً، ويكون لدينا إدراك ووعى وقدرات ثقافية تجعلنا منتجين وليس فقط متذوقين.. منتجين لما هو يعبر عن ثقافتنا التى تجسد هويتنا.

 

‎ويقترح السطوحى أن يكون هناك أنشطة ثقافية يمارسها المجتمع من خلال تواجده فى هذا الممشى كآداة لعمل حراك معرفى ثقافى.. أما النقطة الثالثة وهى الأهم، تتلخص في ان لا ننسى أن أهل مصر  ليسوا فقط من يتمشون ولكن بائعوا السميط والترمس وحمص الشام وخلافة، لأنهم جزء من أهل مصر. 

 

‎ويشير السطوحى إلى العلاقة ما بين المواطن القادم للتنزه والمواطن الذى يبيع الترمس والحمص والسميط والذرة وهذه الأكلات هي علاقة ديناميكية شديدة الأهمية، تحتاج الى التطوير ووضع ضوابط وقدرات جيدة لممارسة هذه الأنشطة، التى تعبر عن هويتنا بحيث لا تكون ععفوية وحتى لا تسئ إلى قيمة المكان.

 

‎ويحذر  السطوحى من الإنسياق إلى البعد المادى فى المرحلة الأخيرة أو أن يتحول المشروع إلى عدد من المحلات، فيكون العائد والقيمة الاجتماعية والثقافية للمشروع صفر.. فلنرتوى ثقافيا ومصر فيها حاجات حلوة كثيرة.

ترشيحاتنا