انتخابات فنزويلا| استحقاق برلماني يمثل استفتاءً على الرئيس مادورو

نيكولاس مادورو
نيكولاس مادورو

تعيش فنزويلا، اليوم الأحد 6 ديسمبر، على وقع انتخاباتٍ تشريعيةٍ يسعى من خلالها الحزب الاشتراكي الحاكم، بزعامة الرئيس نيكولاس مادورو إلى استعادة السيطرة على الجمعية الوطنية (البرلمان)، التي تخضع لسيطرة المعارضة في البلاد.

ليس هذا فحسب، بل إن الانتخابات الحالية ستمثل حجر الزاوية، التي سيتكأ عليها مادورو، لتثبيت أركان حكمه المرتعش منذ بداية الاضطرابات الشعبية في البلاد في أبريل 2017، وسط ضغوطاتٍ مستمرة من الولايات المتحدة، الداعمة للمعارضة في فنزويلا.

وانتُخب مادورو، أحد ألد أعداء الولايات المتحدة، رئيسًا لفنزويلا عام 2013، ليخلف الزعيم الراحل هوجو تشافيز، الذي تُوفي في العام ذاته، وكان وقتها مادورو يشغل منصب النائب له.

وأُعيد انتخاب مادورو رئيسًا للبلاد لولايةٍ ثانيةٍ في مايو 2019، خلال انتخاباتٍ قاطعتها المعارضة الفنزويلية، رفضت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبلدان أخرى الإقرار بشرعيتها.

بلد برئيسين

وأعلن زعيم الكونجرس آنذاك خوان جوايدو في 26 يناير 2019 تنصيب نفسه رئيسًا انتقاليًا للبلاد، وسارعت الولايات المتحدة وبلدان في الاتحاد الأوروبي في الاعتراف بشرعية جوايدو.

إعلان تنصيب جوايدو رئيسًا للبلاد جاء بعد يومين من إصدار المحكمة العليا حينها قرارًا بإلغاء تولي جوايدو رئاسة الجمعية الوطنية الفنزويلية.

وظلت فنزويلا على مدار عام ونصف العام في حالة من الانقسام المجتمع بين الرئيس الاشتراكي مادورو، المعادي لواشنطن، والرئيس الموازي جوايدو، الموالي للولايات المتحدة.

وبعد نحو سنة ونصف من النزاع بينهما، توصل الجانبان لاتفاقٍ يتعلق بالتنسيق فيما بينهما في جهود مكافحة تفشي وباء كورونا.

تعهد مادورو

وتعتبر الانتخابات التشريعية، التي تُجرى اليوم مصيرية بالنسبة لاستمرار حكم مادورو، المهتز منذ أكثر من عامين، حيث تعهد الرئيس الفنزويلي بمغادرة منصبه، حال تمكنت المعارضة من تحقيق الانتصار في الانتخابات.

وعشية الانتخابات التشريعية، قال مادور: "أقول للشعب مصيري بين أياديكم. في حال فازت المعارضة مرة أخرى، سأترك الرئاسة. في حال فازت (المعارضة) بالانتخابات، لن أبق هنا".

ولكن فرصة حدوث ذلك تبدو ضئيلة وفق محللين، ففي المشهد الانتخابي، على الرغم من كثرة الأحزاب المتنافسة في الانتخابات، والتي تجاوز عددها مائة حزب، إلا أن حزب المعارضة الرئيسي بزعامة جوايدو، قد قرر مقاطعة الانتخابات.

وعلى ضوء ذلك، يرى المحللون أن فرصة خسارة حزب الرئيس الفنزويلي للانتخابات ضعيفة،  ويبقى الرهان في المشهد الانتخابي على المشاركة الكثيفة للناخبين، والتي ستعطي شرعيةً أكبر بالنسبة لمادورو، الذي سيكون في موقفٍ محرجٍ للغاية، حال عزوف قطاع كبير من الناخبين عن المشاركة.

ترشيحاتنا