بيزنس «الفود بلوجر» على السوشيال ميديا .. تجارة مربحة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ايثار حمدى

انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الـ«فود بلوجرز» أو متذوقو الطعام، ممن يقومون بتقييم الوجبات التي يتم صناعتها داخل المطاعم، عبر صفحاتهم المنتشرة على السوشيال ميديا، خطورة الظاهرة تتمثل في أن كل من هب ودب اقتحم هذه المهنة ليحقق الربح السريع..


كما أنها تتسبب في أضرار كبيرة لبعض الأماكن إذا لم يكن الشخص الذى يقوم بالتقييم على السوشيال ميديا منصفا، وكذلك الترويج لأماكن أخرى لا تستحق الدعاية إذا قام صاحبها بدفع المعلوم، أيضا عدم وجود الخبرة الكافية لدى الكثيرين منهم في الحكم على الأطعمة التي يقومون بتذوقها يهدد أكل عيش الكثيرين.


مصطفى علاء الدين، مهندس معماري (28 عامًا) من أشهر الـ«Food bloggers» على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول لنا: «للأسف هناك اتجاهان فيما يتعلق بأمر بيزنس الفود بلوجرز، فهناك جزء كبير منهم ينشرون رأيهم دون مراعاة أي شيء، الأهم لديهم الحصول على الأموال مقابل رأيهم، والاتجاه الآخر الذى أنتمى له هو عرض الآراء بمنتهى الأمانة، فأنا لم أنشر أي شيء حتى لو سأتقاضى عليه أجرا إلا إذا كنت مقتنعا به تماما، وهناك الكثير من الأماكن أتكلم عنها في الفيديوهات دون حتى أن يعلم أصحابها شيئا.


ويرى أن التحكم في هذه الظاهرة صعب جدا، ولكن الشخص غير الأمين ستسقط شعبيته من تلقاء نفسها، لأن الناس ستدرك بعد فترة أنه غير أمين في تقديم المحتوى الخاص به، وكبار الفود بلوجرز حاليا لم يصلوا لهذه الأعداد من المتابعين إلا بعد عناء والذهاب للأماكن وطرح آراء بمنتهى الأمانة، ويؤكد: أحــــاول قــــــــدر المستطاع ألا أظــهــر الأمــــور السلبيــة لأنهــا ستكـون الأكــثر تأثيرا مع الناس.


أمــا شيفستا، صــــاحبة قـــناة يوتيــــوب متخصصــة في تقـييــــم المطاعم والأكلات وعرض طرق ووصفات طعام، فتقول إن انتشار الفود بلوجرز شىء طبيعى لأن أى موهبة ومهنة لاحظ الناس أنها تحصل على الشهرة، يقوم الآخرون بتقليد أصحابها، على أمل أن يصبحوا مثلهم، لكن الفود بلوجرز الأوائل موجودون منذ زمن ومعروفون ومعدودون على الأصابع.


وتختتم: «لا أعتقد أن ما أقوله يعنى أن الموضوع أصبح بيزنس أكثر منه ممارسة هواية لحاجة حد بيحبها»، فبالنسبة لى بدأت منذ أربع سنوات «شيفستا للطبخ»، ولم تكن تقريبا تغطى تكاليفها، وبعدها قررت أن أوضح للمشاهدين أن أكل البيت أفضل من المطاعم، ومن هنا بدأت رحلة تقييم الأكل وعمل ريفيوهات للمطاعم.


ويتأسف الشيف شربينى على انتشار هذه الظاهرة فى الفترة الأخيرة خاصة أنها تهدف للحصول على مصلحة معينة، وصناعة الترند، من أجل الحصول على نسب مشاهدة عالية، وهناك من يقومون بتصوير الفيديوهات دون إبلاغ صاحب المكان، بينما أخلاقيا يجب عليهم إخطاره بالأمر الذى سيعملون عليه داخل مطعمه.


وأضاف: المسألة سلاح ذو حدين فهم يعطون للمشاهد حقه فى أن يعرف الصواب من الخطأ، لكن ليس من الضرورة لكى أعطى تقييما أن أقوم بشن هجوم على صاحب المكان الذى يأكل منه عيشه وأحطمه، ويجب أن يكون هناك شورى وتجارب كثيرة قبل عرض هذه الآراء لأنها بالطبع ستؤثر بالسلب على العديد من أصحاب المطاعم.


ويرى أن فكرة طلب الطعام وتذوقه فى المنزل وعمل تقييم له أمر ظالم للغاية، فهم سيتناولون الأكل بعد خروجه من المطعم بساعة تقريبا ولن يكون طازجا، وعلى من يريد تقييم أى نوع من المأكولات أن يذهب ويتذوقها فى مكانها وهى ساخنة ليستطيع عمل تقييم محترم ومنصف.


وتابع: هؤلاء الأشخاص لديهم صفحات وقنوات ويطالبون المتابعين بعمل إعجاب ومتابعات لهم، وأنا أرى أن هذا الأمر يقتصر على التجارة فقط، وإذا كان هناك بعض أصحاب مطاعم، وأنا منهم، ممن يحصلون على قيمة الطعام الذى يتناوله أى شخص يرغب فى عمل أى تقييم للطعام فى المطعم الخاص بى.


ويوضح أنه فى النهاية ليس مقبولا أن كل من هب ودب يعرِّف نفسه على أنه قادر على تقييم الطعام، فالأمر يحتاج إلى الكثير من المهارات، وأنا بنفسى أشاهد الكثير من الأشخاص «وأقول فى نفسى مين دول وإيه تاريخهم اللى يؤهلهم لعمل هذه النوعية من الفيديوهات»، ومن أين حصلوا على هذه الخبرة، فليس من المنطقى أن كل شخص يدخل على اليوتيوب يكون فاهما في تقييم الأمر، وأنا ضد هذا الأمر بالكامل فهناك متخصصون فى تقييم الأكل يجب الرجوع لآرائهم «واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».

 

اقرأ أيضا:  احتفالات المصريين ليله رأس السنه بين المولات و الكافيهات و المتنزهات

 

ترشيحاتنا