سكان العالم يتخطى الـ 8 مليار.. ماذا بعد؟

سكان العالم يتجاوز الـ 8 مليار نسمة
سكان العالم يتجاوز الـ 8 مليار نسمة

منذ أيام قليلة أعلنت الأمم المتحدة عن تجاوز عدد سكان العالم عتبة الثمانية مليارات نسمة، الأمر الذي أثار جدلا واسعا بين الناس، وهل هذا أمر ايجابي أم سلبي؟، وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن "هذه العتبة فرصة للاحتفال بالتنوع والتطوّر مع مراعاة المسؤولية المشتركة للبشرية تجاه الكوكب".


وترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية إذ أن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية.


ولمعرفة تفاصيل أكثر حول الوصول لهذا الرقم، وما يحمله من رسائل للبشرية، تحدثنا إلى المختصين...


في البداية أشار دكتور عاطف الشيتاني مقرر المجلس القومي للسكان سابقا، إلى أن هذا الرقم يذكرنا ببداية الإحتفال باليوم العالمى للسكان، عندما وصل عدد سكان العالم إلى 5 مليار في 11 يوليو 1987، أى زيادة نحو 3 مليار فى 35 سنة، منذ ذلك الوقت والعالم يحتفل بهذا اليوم كيوم للسكان العالمي.


ورغم هذه الزيادة إلا أن الأمم المتحدة أعلنت أن معدل النمو السكاني بطيء، حيث بلغ 1% في 2020، وهذا يجعلنا نتوقع أن عدد السكان بعد حوالى 50 سنة سيكون 10.4 مليار نسمة، وسنجد أن الزيادة 2.5 مليار أخذت 50 سنة تقريبا، في حين أن الـ 3 مليار أخذو 35 سنة.


لافتا إلى أنه من المهم أن مع الزيادة السكانية ومعدل السكان البطيء كان هناك تحسن فى نوعية السكان، فالعمر المتوقع عند الميلاد زاد، مع انخفاضات في معدلات وفيات الأمهات والأطفال.


وأضاف دكتور عاطف أن هناك رسائل تحذيرية في بيان الامم المتحدة لعدد سكان العالم، موجه إلى نوعين من الدول، نوع يقل عدد السكان ونوع أخر يزيد عدد السكان لديها، فهناك 61 دولة سينخفض بها عدد السكان بنسبة 1%، وهذه الدول ومن هذه الدول غرب أوروبا واليابان، حيث يتناقص بها عدد السكان مع الزمن، لأن معدل الإنجاب يقل عن طفلين لكل أسرة، وهذه الدول يقل بها عدد المواليد ويزيد عدد من هم فوق الـ 65 عاما.


 معطيا مثالا بدولة اليابان أنها فى سنة 2050 سيكون 40% من السكان أكثر من 60 سنة، وهذا يعنى أنه ستختلف التركيبة السكانية وستحدث شيخوخة فى السكان، الأمر الذي يترتب عليه قلة الايدي العاملة، وزيادة التكاليف للمحافظة على صحة كبار السن، وهذا يعنى أنه ليس كل الدول تعانى من مشاكل جراء الزيادة السكانية، ولكن هناك دولا تعانى مشاكل بسبب نقص الزيادة السكانية.


وعن الدول التى تزيد فيها أعداد السكان، فأوضح الشيتاني أن تقرير الأمم المتحدة تحدث عن أن هناك بعض الدول لديها مشكلة حقيقية بسبب زيادة عدد السكان في المستقبل، ونحن الآن في أزمة، فمع كورونا والوباء الواقع فى العالم والحرب القائمة،  جميعها أمور وضعت العالم كله تحت ضغط اقتصادى رهيب، لأن عجلة الانتاج على مستوى العالم قلت، ومعدل البطالة يرتفع، والمشكلة تتفاقم مع الدول التى لديها عدد سكان متزايد ومعدل نمو مرتفع.


وأشار مقرر المجلس القومي للسكان سابقا إلى أن مصر الآن أصبحت في لحظة فارقة، لابد أن تواجه المستقبل بأن لديها زيادة سكانية، ولا يمكن أن نغفل نتائج مسح الأسرة المصرية الذى تم إعلانه منذ شهرين من قبل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الذي أوضح أن معدل استخدام وسائل منع الجمل متزايد ووصل 66%، ومعدل الإنجاب بعد أن كان 3.5 فى 2014 انخفض إلى 2.8، "وان كنا نهدف إلى أن يصل إلى 2 فقط"، ومع ذلك فان هناك مشكلة أشار لها المسح وهى أن معدل وفيات الاطفال الرضع زاد من 14% إل 18%، وهذا يعنى أننا لا نقف ففقط أمام الاعداد وانما أيضا النوعية السكانية.


منوها أنه لابد أن تكون هناك خطة عاجلة وجريئة للتعامل مع زيادة المواليد، وأن نصل للشباب المقبل على الزواح، وتكون هناك مشورة جادة لكل المقبلين على هذه الخطوة، مع ضرورة رفع جودة الخدمة والبحث عن منافذ تقديم للخدمة أكثر من الوحدات الصحية. 


 مستكملا أنه يجب مشاركة القطاع الخاص بشكل فعال، ومن أهم مافي القطاع الخاص الصيدليات، وان تقدم الخدمة بجودة لمن يشترى منها الوسائل الخاصة بالتنظيم أو منع الحمل، وأن يأخذ المعلومات الصحيحة، ولا يمكن أن نغفل دور التلفزيون، والذي لابد أن يبدأ في تغيير الرسالة، ويقوم على توجيه الناس والسيدات إلى أماكن تقديم الخدمات ويتحدث عن الوسائل المتاحة، قائلا " 20% من المواليد من قبل أن يتم مسح الأسرة بخمس سنوات، لم يكن مخطط لهم كما أشارت الأسر، أى أن هناك ألاف من المواليد تأتى من سوء التخطيط أو الخطأ فى استخدام الوسيلة".

 

دكتور مجدى خالد المدير السابق لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أشار إلى أن النمو السكانى فى أوروبا وأمريكا واليابان قد توقف تقريبا، بينما هبطت الصين الى المركز الثانى، وصعدت الهند الى المركز الأول فى عدد السكان.


موضحا أن هناك 8 دول"مصر واحدة منهم" فى أفريقيا وآسيا مسؤلين عن 50 % من اجمالى الزيادة السكانية العالمية حتى2050، وهم  "نيجيريا، الكونغو، اثيوبيا، تنزانيا، مصر، الهند، باكستان، والفلبين".


ولفت دكتور مجدى إلى أن معدل النمو السكانى العالمى قد انخفض إلى أقل من 1 %، بينما في مصر وبعد كل الجهود ومحاولات ترشيد النمو السكانى فهو ضعف المعدل العالمى " 1.8" اى نزداد مليون و 800 الف سنويا .


وعن تداعيات هذه الأعداد فى سكان العالم، أكد المدير السابق لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن زيادة عدد سكان الكرة الارضية يساهم بدور كبير فى التغيرات المناخية، نتيجة للتدهور البيئى المصاحب لتوفير احتياجات السكان من الغذاء والطاقة والمياة والصناعات المختلفة والتعديات على المساحات الخضراء.


متابعا أن التغيرات المناخية والتدهور البيئى سوف يحدث فى أماكن كثيرة من الكرة الأرضية وخاصة القارة الأفريقية، وقد ينتج عن ذالك نزوح للسكان وهجرة داخلية وخارجية، وسوف يصبح حصول أعداد هائلة من السكان على خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الاسرة أمرا صعبا، فتزداد حالات الحمل غير المخطط لها، وتزداد المشاكل السكانية فى الدول الى تعانى من الكثافة السكانية العالية.


وأضاف دكتور مجدى أن نسبة السكان فوق 65 سوف تزداد فى البلدان التى توقف فيها النمو السكانى، وتصبح مجتمعات بها أعداد هائلة من كبار السن، وسوف يصبح عددهم ضعف عدد السكان تحت 5 سنوات، ويمثل ذالك ضغطا شديدا على الانظمة الصحية لتلبية احتياجات كبار السن من الخدمات الصحية وتوفير اموال لأنظمة التامين الصحى الشامل .

 

اقرأ أيضا : "المركزي للتعبئة والإحصاء": 17.8% نسبة إفريقيا من سكان العالم خلال 2022

ترشيحاتنا