المهنة.. متذوق طعام بدرجة فدائى

متذوق طعام بدرجة فدائى
متذوق طعام بدرجة فدائى

 

هل تخيلت نفسك يوما ان تكون مهنتك هى متذوق طعام  قد يبدو الأمر سهلا وممتعا وانه حقا هذه المهمة شهية وسهلة وممتعة ولكن ما خفي تحت تلك المهنة التي تبدو أسهل أمر تقوم به جبل جليدي تصطدم بممنوعاته التي لا تحصى.

فعلاً ربما يبدو الأمر ممتعاً إذا كنت سائحاً وتريد أن تتذوق طعاماً أو شراباً ما ولكن أن تصبح مهنتك التي تطارد تفاصيل حياتك وتلزمك  بشروط لا تنتهي، فالأمر يصبح عبئاً.

الذواق تاريخياً كان الشخص الذي يقع على عاتقه تذوق الطعام قبل سيده للتأكد من خلوه من السم في عصر الأباطرة الرومان والسلاطين العثمانيين والملوك خلال تلك الممالك الغابرة، بحيث دس السم في الطعام كان أسهل وسيلة للتخلص من رأس السلطة الذي يشك بأقرب المقربين، والوصول إلى السلطة كان أحياناً يمر عبر قطرات السموم

 ولطالما قرأنا عن ملوك أسقطهم السم عن عروشهم إلى قبورهم، وهكذا كان لا بد من التضحية بمن يتلقى الطعنة الأولى متذوق الطعام، أو يمكن تسميته في هذه الوضعية فأر التجربة، فإن ظهر عليه ما يقلق، يمتنع سيده عن تناول الطعام وإن مات فإنه كبش فداء وغالباً ما كان الطباخ ذاته هو المتذوق، حتى يصبح طابخ السم آكله!

لكن اليوم لم يعد المتذوق درع معدة سيده، بل بات خبيراً بمكانة عالية ومهنة صعبة ودقيقة للغاية، إذ يحتاج إلى موهبة تعطيه هذه الصفة ليكون محل ثقة وتحتاج الشركات إلى موافقته على الأطعمة التي تريد طرحها في الأسواق الغذائية والمطاعم، ولا يقتصر الأمر على الطعام والشراب بل يتعداه إلى الأدوية، بخاصة أدوية الأطفال التي يجب أن يكون طعمها مرغوباً.

والمتذوق الموهوب تظهر عليه حساسية حسية عالية منذ طفولته، فيفرق بين الروائح والمذاقات ويلاحظ الفرق الطفيف بمهارة عالية ويشكل أولئك 15 في المئة من سكان الكرة الأرضية، ولا يمكن تعليم هذه الحساسية، لكن يمكن تطوير القدرات وكلما زادت المذاقات في الذاكرة زادت قيمة المتذوق كمتخصص وهذا ينطبق على متذوقي القهوة والشاي والنبيذ بشكل رئيس.

وللحفاظ على مهارته وتطويرها مهاراته يجب أن يركز ويبتعد من الضوء الساطع والروائح الغريبة وتحضير مستقبلات التذوق لديه وتجنب الروائح النفاذة والمذاق اللاذع والتدخين وشرب الكحول القوي وعليه عدم استخدام العطور، إذ إن براعم التذوق لدى المتذوقين الخبراء مثل العضلات المصقولة للاعب مصارعة والحبال الصوتية للمطرب، هي أساس عمله.

ومن اشهر الذواقة فى الوقت الحالى ديف روبرتس، المتذوق الرئيس لقهوة "نستله"، عام 2011 بالتأمين على أنفه مقابل مليوني جنيه استرليني أي 2.136.680 دولار أميركي، لأنه من خلال الشم يحدد جودة حبوب البن ومكانها الأصلي.

ترشيحاتنا