أخر الأخبار

اضطراب في المزاج وشعور بالحزن .. أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بعد اطلالة كل فتاة بالفستان الأبيض يبدأ حلمها الجديد فى خيالها، وهو أن تكون أم، وبمجرد علمها بأنها ستنجب أول طفل لها، تبدأ فى التجهيزات الخاصة بالولادة، ولكن ما تغفله هو تأهيل نفسها نفسيا قبل تجهيز أى شئ مادى، وهو ما يقع فيه الكثير من السيدات وأمهاتهن فالفتاة تحتاج لدعم نفسى بعد الولادة حتى لا تقع فريسة لمرض اكتئاب ما بعد الولادة، حيث تتأثرن بسبب التغيرات الهرمونية والبيولوجية المصاحبة للحمل والولادة، "اكتئاب ما بعد الولادة" قد يصيب من 10إلى 15% من الأمهات في العالم، وترتفع نسبة الإصابة بالمرض في البلدان النامية إلى 20%، طبقا لبيانات منظمة الصحة العالمية..

 

 فمع التغيرات التي تحدث للأم يزداد الأمر صعوبة وتبدأ احتمال إصابة المرأة بالاكتئاب مع لحظة ولادتها طفلها، حيث تشعر الأمهات في بداية الأمر باضطراب في المزاج، وشعور بحزن شديد وقلق وإرهاق، ولكن أغلب السيدات لا تعبر عن مشاعرهن، حتى لا تتهم بـ "الدلع والتخاذل".

 

كشفت دراسة جديدة أجرتها مستشفى بريجهام للنساء في الولايات المتحدة الأمريكية تزايد معدلات الإكتئاب والقلق العام واضطراب ما بعد الصدمة، بين النساء الحوامل والنساء بعد الولادة، وذلك بسبب الحزن والمخاوف الصحية المتعلقة بفيروس كورونا".

 

وقام الباحثون في الدراسة، التي نُشرت في مجلة Psychiatry Review، بمسح النساء الحوامل واللاتي ولدن حديثًا، وأطلقوا تجربة ودراسة آثار كورونا على الصحة النفسية ورفاهية الحوامل وبعد الولادة داخل الولايات المتحدة.

 

من بين 1123 من هؤلاء النساء اللائي شملهن الاستطلاع، وجد الباحثون أن أكثر من (36.4 %) أبلغوا عن مستويات عالية من الاكتئاب.

 

 قبل الوباء ، كانت معدلات اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة (الاكتئاب الذي يحدث أثناء الحمل أو بعده) تعتبر بشكل عام 15-20٪. علاوة على ذلك، أبلغ (22.7 %) عن مستويات مهمة سريريًا من القلق العام ، وأبلغ (10.3 %) عن أعراض أعلى من العتبة السريرية لاضطراب ما بعد الصدمة.

 

على وجه الخصوص، وجد الباحثون أن ما يقرب من 9 % من المشاركين أفادوا بأنهم شعروا بإحساس قوي بالحزن أو الخسارة أو الإحباط نتيجة للوباء، كانت هذه المجموعة أكثر عرضه بنحو خمس مرات لتجربة مقاييس مهمة سريريًا لأعراض الصحة العقلية.

 

"بوابة الأخبار المسائى" .. ترصد قصص لسيدات عانين من إكتئاب ما بعد الولادة:

 

تحلم سناء محمد طيلة حياتها بتكوين أسرة كبيرة وحياة زوجية هادئة، فبعد إنجاب طفلها الأول  تبدلت حياتها الهادئة المملة إلى حياة تمتلئ بالمرح والنشاط والعناية، ومساعدة الأهل لها لرعاية حفيدهم الأول.


لكن بعد انقضاء الشهور الأولى للحمل الثاني بدأت ملامح الإكتئاب تظهر عليها رويداً رويداً، لم تبالي سناء بالحزن الذي أصابها، واعتقدت أنه تخوف من المستقبل وزيادة المسؤولية فهي قد مرت بتجربة الولادة في وقت سابق ولم تتعرض لأي نوع من الاكتئاب، لذا حاولت أن  تشغل ذاتها بتحضيرات ملابس الطفل الجديد.

 

كان الشعور الدائم لسناء هو حزنها المستمر والبكاء بعد إنجاب رضيعها ورفضها الدائم له وعدم رعايته أو ارضاعه أو التعامل معه، جعل والدتها تتخوف لتعرضها على طبيب نساء وتوليد مختص، ليتم تشخيصها بعد الفحوصات بإكتئاب مابعد الولادة.

 

أما هناء تعرضت لإكتئاب شديد أثناء فترة الحمل في مولودها الأول، حاولت طيلة فترة حملها تخفيف العبء والضغوط النفسية التي كانت تشعر بها، من خلال ممارسة بعض الرياضة أو تحضير أطباق حلوى مختلفة، ولكن دون فائدة، فاستمر الحزن الشديد وعلامات الإكتئاب حتى بعد ولادة صغيرها، مما عرضها لحالة تشاؤم شديدة وانعزال تام، حيث تم تشخيصها من قبل الطبيب المعالج بإكتئاب مابعد الولادة شديد.
 
"مشاعر الحزن والخوف الشديد كانت طول الوقت ملزماني، لكن عائلتي كانت ترى أنه شئ طبيعي"، هكذا قالت هناء، مضيفة: "بعد الولادة اعتقدت أن نوبات القلق والخوف سوف تقل، لكنها زادت مع الوقت، وكنت دايما بسمع انتي بتدلعي عشان أول طفل، كل الستات لازم تستحمل في الأول، لكن الحزن كان فوق طاقتي".

 

قال الدكتور محمود حبيب أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن أسباب اكتئاب ما بعد الولادة غير معروفة حتى الآن، فأغلبها أسباب بيولوجية بسبب الإضطراب الهرموني أثناء الحمل ومابعد الولادة، والتغيرات الشديدة التي تحدث في الهرمونات، بجانب الضغوطات التي تقع على عاتق المرأة وتغير نظام حياتها تماما.

 

وتابع حبيب قائلا: لا يوجد احصائيات واضحة حتى الآن عن نسب اكتئاب ما بعد الولادة في مصر، وبالأخص بعد فترة كورونا، ولكن تشير الأبحاث إلى ارتفاع نسب اكتئاب مابعد الولادة بسبب فيروس كورونا وما تحمله الأم من تخوفات على رضيعها من الإصابة أو الخروج به.

 

ويشير حبيب إلى عدم انتباه الطبيب المتابع لحالة الأم أثناء الحمل وبعد الولادة وما يظهر عليها من علامات تدل على دخولها مرحلة اكتئاب مابعد الولادة، وبالأخص السيدات التي لا تستمر في استشارة الطبيب والمتابعة بعد الإنجاب، ويحدث في الغالب بالمجتمعات الريفية.

 

 ويوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أعراض اكتئاب مابعد الولادة، والتي تشبه أعراض الإكتئاب لحد ما، ولكنها تبدأ بعد الولادة مباشرة وتستمر لمدة أسابيع بعدها، وتتمثل في حالة حزن شديدة طوال اليوم، وإرهاق شديد مما يجعلها لا تفعل شئ، والشعور بمشاعر سيئة تجاه ذاتها والمستقبل، ويسيطر عليها حالة التشاؤم، وفي بعض الحالات يصل الأمر إلى أفكار انتحارية وإيذاء النفس، بجانب اضطراب النوم وتناول الطعام بكثرة.


ونوه حبيب إلى أن بعض الحالات تصل إلى مرحلة فصام مابعد الولادة، وهي تتمثل في ضلالات في الأفكار دائمة، قد تصل بها إلى إيذاء رضيعها، لذا يجب استشارة طبيب متخصص في الأمراض النفسية وطلب المشورة الطبية عند ظهور أي من هذه الأعراض.

 

وأضاف قائلا: مرض اكتئاب ما بعد الولادة لا يمكن منعه لأنها مرحلة بيولوجية ولكن يمكن رفع الحالة النفسية للمرأة بعد الإنجاب، عن طريق التجهيز قبل الولادة بأخذ كورسات أو دورات تدريبية على كيفية رعاية الطفل والتعامل معه، والمعرفة المسبقة عن المعاناة التي قد تحدث لها بعد الإنجاب، بالإضافة إلى مشاركة الزوجين في أعمال المنزل، وتوفير وقت لراحة الأم لحد ما، ومشاركتهم في العناية بالطفل، والاهتمام بحالتها الصحية.


اقرأ أيضا: الولادة القيصرية .. أضرار بالجملة 


 

ترشيحاتنا