بلاطات القاشاني: شاهدة على عظمة العمارة فى رشيد

العمارة الإسلامية
العمارة الإسلامية

شيرين الكردى

مدينة رشيد، التي تعكس جمال العمارة الإسلامية وروعة الفن الشرقي، تزخر بتراث معماري فريد يشمل المساجد والمنازل الأثرية. 

من أبرز معالم هذا التراث بلاطات القاشاني التي زينت الجدران والمحراب والأسقف، مانحةً هذه المباني طابعًا جماليًا فريدًا يعكس التأثيرات المغربية والأندلسية في الفن الإسلامي.

رغم تعرض العديد من هذه البلاطات للتلف والنهب، إلا أن الجهود المبذولة للحفاظ على ما تبقى منها تظل شاهدة على عظمة العمارة في رشيد.

في هذا التقرير، سنلقي الضوء على استخدام بلاطات القاشاني في مساجد رشيد ومنازلها الأثرية، كما أكده مدير آثار رشيد، أحمد حبالة الذي أبرز الأمثلة التي وثقها.

أصل التسمية
يعود اسم «القاشاني» إلى مدينة قاشان في إيران، حيث برع الحرفيون في صناعة هذه البلاطات المزخرفة.

تتميز بلاطات القاشاني بزخارفها النباتية والهندسية المتقنة، والتي تأثرت بالفنون المغربية والأندلسية.

انتشر استخدام بلاطات القاشاني في تزيين المساجد والقصور والمنازل، حيث أضافت لمسة من الجمال والرفاهية.

 بلاطات القاشاني في مساجد رشيد


١- مسجد المعلق الأثري

تغطي بلاطات القاشاني جدران المسجد ومحرابه، مما يضفي على المكان جمالًا وروحانية.

تحتوي البلاطات على زخارف نباتية متداخلة بألوان زاهية تعكس التأثيرات المغربية والأندلسية.

يظهر جناح القبلة كمثال فريد للعمارة الإسلامية في رشيد.

يتميز مدخلا المقصورة الجنوبي والشمالي للمسجد بزخارف من القاشاني تعكس دقة الصناعة.

٢- مساجد أخرى في رشيد

لم يقتصر استخدام القاشاني على مسجد المعلق فقط، بل زُينت العديد من المساجد الأخرى بهذه البلاطات، مثل مسجد المحلي الأثري.

  بلاطات القاشاني في منازل رشيد الأثرية
١- منزل علوان الأثري

يوجد المنزل بالدور الثاني في الحجرة الجنوبية، تغطي البلاطات جدران الحجرة الرئيسية، تحتوي على زخارف نباتية متقنة ذات تأثيرات مغربية وأندلسية، وتعتبر مثالًا رائعًا على استخدام القاشاني في تزيين المنازل.

٢- منزل محارم الأثري

يوجد المنزل بالدور الثاني في الحجرة الشمالية، تزين البلاطات الجدران برسومات تمثل زهرة القرنفل بألوان بديعة، تحتوي على تصاميم تمثل أشكال الزهور المختلفة، تعكس براعة الحرفيين في تصميم القاشاني.

٣- منزل الميزوني الأثري

فوق باب السبيل، مزينة بزخارف ورقية وفروع وأزهار بألوان متناسقة، تضفي لمسة من الفخامة على المدخل.

 أهمية بلاطات القاشاني في عمائر رشيد

١- من الناحية الفنية:

تعكس بلاطات القاشاني جمال التصميم ودقة الصناعة.

تُظهر التأثيرات الثقافية المتبادلة بين مصر والمغرب والأندلس.

٢- من الناحية التاريخية:

تُعد بلاطات القاشاني جزءًا من التراث المعماري لرشيد.

توثق استخدام الزخارف في العمارة الإسلامية.

٣- من الناحية الثقافية:

تُبرز هذه البلاطات الترابط بين الفن والدين، حيث زينت المساجد والمنازل على حد سواء.

تُظهر الفنون الإسلامية كوسيلة للتعبير عن الجمال الروحي والمادي.

 تحديات واجهتها بلاطات القاشاني في رشيد

١- التلف والنهب:

تعرضت العديد من البلاطات للتلف بسبب عوامل الزمن وسوء الاستخدام.

شهدت المنازل الأثرية نهبًا للبلاطات قبل تدخل الجهات المسؤولة.

٢- سوء الصيانة:

قبل الاهتمام الحالي بالآثار، لم تكن هناك جهود كافية للحفاظ على هذه البلاطات.

٣- تأثير الظروف المناخية:

الرطوبة العالية في رشيد أثرت على حالة البلاطات، مما أدى إلى تآكل بعضها.

  جهود الحفاظ على بلاطات القاشاني
 ١- دور دار الآثار العربية:

قامت دار الآثار العربية بحفظ ما تبقى من البلاطات وترميمها.

أُعيدت بعض البلاطات إلى مكانها الأصلي في المساجد والمنازل.

٢- التوعية بأهمية التراث:

نظمت الجهات المعنية برامج توعية لتثقيف السكان بأهمية الحفاظ على التراث المعماري.

٣- مشروعات الترميم:

شملت مشروعات الترميم تنظيف البلاطات وإعادة تثبيتها.

أُعيدت بعض البلاطات المنهوبة بعد اكتشافها في الأسواق السوداء.

بلاطات القاشاني ليست مجرد زخارف تُزين عمائر رشيد الأثرية، بل هي قطع فنية تحمل تاريخًا طويلًا من التفاعل الثقافي والإبداع. 

رغم التحديات التي واجهتها هذه البلاطات، فإن جهود الحفاظ عليها تُظهر التزامًا بحماية التراث ونقله للأجيال القادمة.

 تُعد مساجد رشيد ومنازلها المزينة بالقاشاني دليلًا حيًا على جمال العمارة الإسلامية وأهميتها في تشكيل هوية المدينة وتراثها العريق.
 

 

 

ترشيحاتنا