محمود الخولي يكتب: قبل خيانة اليونسكو!!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

أن تعلن منظمة السياحة العالمية، عن اختيار الوزير السابق الدكتور خالد العناني سفيرًا للسياحة الثقافية، شيء، وأن ترشحه مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو شيء مختلف تماما تماما، فالأول وان جاء اعترافًا بدوره في دعم السياحة الثقافية وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وما يمكن ان نسميه تجاوزا منصبا سلميا ، غير ان الثاني يمثل حال الفوز به فرصة لفتح ملفات التراث الثقافي الانساني العالمي، المعرض للخطر، و حمايته ممن يستهدفون تدميره، خاصة اذا آل هذا المنصب الرفيع لدولة عربية، وبالأخص مصر، التي يعنيها تطوير سياسات المنظمة مع التركيز على المساواة والتنوع الثقافي.
 
الأجندة المصرية علي هذا النحو من المسئولية العالمية، جعلت  أعداء المحروسة يتحرشون بالمنصب بالغالي والرخيص، لإجهاض المحاولات العربية للفوز به، ولنا في ترشح الفنان فاروق حسني، ثم السفيرة مشيرة خطاب، ما يغني عن الإسهاب في البيان.
 
خد عندك وصف  وزير الثقافة الأسبق لما حدث فى الجولة الخامسة والأخيرة من انتخابات 2009، بعد خسارته لصالح البلغارية إيرينا بوكوفا  وقوله: "خيانة بكل المقاييس،ولعبة قام بها يهود أمريكا بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الغربية التي دائما ما تتشدق بالديمقراطية والشفافية ، تم طبخها في نيويورك قبل الانتخابات بـ أسبوع"، مشيراً إلى أن سفير الولايات المتحدة الأمريكية فى اليونسكو كان يتصرف ضده بقوة لمنعه من الفوز، وأن كل الصحف والضغوط الصهيونية  كانت ضده بشكل رهيب، فيما كانت الحملات المضادة تستخدم جميع وسائل التهديد المتاحة".
 
ذلك ناهيك،ومن ناحية أخري، عما كشف عنه الكاتب الكبير محمد سلماوي بالأهرام  في  أكتوبر 2017 وقد فضح وقتها السيناريو الفرنسي، وما بذلته باريس من جهود كبيرة فى أفريقيا، مكنتها علي حد تعبيره من الحصول على الكثير من أصوات الدول الفرانكوفونية التى تربطها بها علاقات وثيقة خاصة فى المجال الثقافى، ضاربة عرض الحائط، هى وإفريقيا، بقرار القمة الأفريقية فى يوليو من نفس العام، الذى اعتبر مشيرة خطاب المرشحة الرسمية للقارة. 
 
ماكتبه سلماوي، ولإعتبارات "الخوازيق" التصويتية الافريقية السابقة، كنت قد حذرت في 27 اغسطس 2017 تحت عنوان" لكي تفوزمشيرة"، من الاعتماد كلية علي مجاملات رسائل القادة ووعودالرؤساء عبر  الهاتف وفي القمم، وقلت بالحرف:" لا ينبغي الارتكان الي عواطف القادة والحكومات، التي ينقلها اثير الهواتف المتبادلة، ثم لا تلبث ان تفتر مع اول اتصال هاتفي من دولة اخري".
.
لن اقف كثيرا عند قول  السفيرة خطاب- الحالم- أنه كان يجب علي اوروبا التي فازت بالمنصب ست مرات، ان تتيح الفرصة مرة للصوت العربي، ولكني سأتوقف عند اعلانها صراحة آنذاك، أن هناك نية للاستبعاد المتعمد للعرب من قيادة المنظمة، وان امريكا واسرائيل تتخوفان من ان تفتح مصر الملف الانساني ومسئولية تدمير مدينة "تدمر" السورية، لتجريد الشعب السوري من ماضيه ومستقبله، وحضارة بابل وآشور العراقية،  والتراث الاغريقي في ليبيا، لذا نزلت الرشاوي الانتخابية "ترف "علي رؤوس مندوبي بعض دول افريقيا الفرانكفونية، وصلت بحسب الروايات وقتها، الي خمسين ألف دولار، فخسرفاروق حسني، ثم مشيرة خطاب، بنفس الطريق والطريقةـ وهو ما يجب ان يتحسب له العناني ويحذر من مطبات اليونسكو..  أقصد خيانتها!!

 

 

ترشيحاتنا