فيصل مصطفى يكتب: يناير.. شهر الأعياد والمناسبات الوطنية

الكاتب الصحفي فيصل مصطفى
الكاتب الصحفي فيصل مصطفى

يأتي شهر يناير حاملاً معه طابعاً مميزاً يجمع بين النفحات الدينية والأحداث الوطنية، حيث تتوالى فيه المناسبات التي تعكس تنوعاً ثقافياً ودينياً يعزز روح الوحدة والتآخي بين أفراد المجتمع.

افتُتح هذا العام الميلادي الجديد مع بداية شهر رجب، وهو أحد الأشهر الحرم التي خصها الله سبحانه وتعالى بالذكر في القرآن الكريم تشريفاً لها وتحذيراً من الظلم فيها، كما في قوله تعالى:

(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة: 36].

في السابع من يناير، يحتفل المسيحيون بعيد الميلاد المجيد، حيث تتجدد مشاعر الفرح والمحبة بتلك الذكرى التي تحمل في طياتها معاني العطاء والسلام، مستلهمةً من ميلاد السيد المسيح الذي جاء برسالة الحب والتسامح.

وفي التاسع عشر من يناير، تحتفل الكنيسة القبطية بعيد الغطاس، الذي يُحيي ذكرى معمودية السيد المسيح على يد القديس يوحنا المعمدان في نهر الأردن. يمثل هذا العيد محطة مهمة للتأمل في معاني التجدد الروحي والنقاء.

تحتفل مصر في الخامس والعشرين من يناير بعيد الشرطة، تخليداً لذكرى صمود أبطال الشرطة في معركة الإسماعيلية عام 1952 ضد الاحتلال البريطاني. يرمز هذا اليوم إلى التضحيات التي يقدمها رجال الشرطة في سبيل حماية الوطن والمواطنين.

وفي السابع والعشرين من يناير، يحتفل المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج، وهي رحلة النبي محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم عروجه إلى السماوات العلا. وقد وردت الإسراء في قوله تعالى:

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء: 1].

أما المعراج، فقد ورد ذكره في سورة النجم:

(وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) [النجم: 13-15].

يجسد شهر يناير نموذجاً فريداً لوحدة النسيج الوطني من خلال تلك المناسبات التي تجمع بين الديني والوطني. إنه شهر يحمل بين طياته رسائل المحبة، التسامح، والتضحية، ليظل محفوراً في الذاكرة كعنوان للترابط والتلاحم.

[email protected]

 

 

ترشيحاتنا