كثيرا ماكان سيد القراء الشيخ محمد رفعت يناجي ربه بوساطة أهل البيت، فكان يذهب بالحنطور،
حسبما قال لي صهره الدكتور عبده فراج قبل نحو خمسة وثلاثين عاما بمنزل العائلة بمدينة نصر،.الي مسجد السيدة زينب، قبل توجهه الي مبني الاذاعة، ليقف أمام ضريحها مناجيا بصوت مسموع:"النبي تسترينا ياست".
تذكرت مناجاة الشيخ رفعت ربه بوساطة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم، بينما كنت أتابع اصداء زيارة السيد عباس عراقجي وزير الخارجية الايراني، لمساجد أهل بيت النبوة بالقاهرة الاسبوع الماضي، على هامش مشاركة بلاده على رأس وفد رئاسي يتقدمهم الرئيس الايراني مسعود بزشكيان، في قمة مجموعة الدول الـ8 الاسلامية النامية، وكأني بالوزير عراقجي يتمتم بلسان الحال من أمام ضريح السيدة زينب، مستلهما، وساطة الشيخ رفعت في الدعاء وقوله "النبي تسترينا ياست"، راجيا امله وتطلعه لتعزيز مسار العلاقات الإيرانية-المصرية،
حيث يحرص الإيرانيون على رفع مستوي التمثيل الدبلوماسي إلى درجة سفير، وليس كما يقتصر الأمر الآن على وجود مكتب لكلا البلدين لرعاية المصالح، وربما امتد عشم "الستر" والوساطة بستنا السيدة زينب من امام ضريحها إلي عودة السياحة الدينية عما قريب، من باب ان «ما فرقته المسافات، جمعه حب آل البيت" حسبما أشار عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس»فور عودته الي بلاده بساعات.
أظنه و كما يقال في مصر"عشم ...." ، أوالمستحيل بعينه، خاصة في الوقت الراهن،ا والي حين علي الأقل، ليس من جانب القاهرة، إنما من الجانب الآخر، و كتب لي عبر تطبيق الواتساب جاري وصديقي اللواء طبيب محمد حسين يقول في ست كلمات حاسمات: " بل الحذر والترقب لأنهم أهل غدر".
القول الأخير له دلالة سياسية واقعية، فالدولة الفارسية تستغل حتي شوارعها لمكايدة خصومها السياسيين، فأطلقت مثلا اسم قاتل الرئيس السادات "الإسلامبولى" على أهم شوارع طهران، و"الخليج الفارسى" علي أحد شوارع سفارات الخليج، وكذلك اسم الشيعي "النمر" علي شارع السفارة السعودية.
للأمانة التاريخية، حاول الرئيس احمدي نجاد 2005-2013 فى زيارة له لمصر، فتح أبوابها المغلقة فى وجه الإيرانيين بعد أن قام الإمام الخمينى بقطع العلاقات بين البلدين احتجاجاً على توقيع الرئيس السادات اتفاقية كامب ديفيد، واستضافة الشاه محمد رضا بهلوي في مصر، قبل ان توافيه المنية ويدفن الي جوار الاسرة المالكة في مسجد الرفاعي بالقاهرة،
وفى الوقت الذى بذل فيه الرئيس نجاد وحكومته جهوداً مكثفة لتطبيع العلاقات مع مصر، يكون شارع «خالد الإسلامبولى» قاتل الرئيس السادات فى طهران، إحدى العقبات التى عرقلت المساعى الإيرانية لدخول مصر، وقد تسبب تأخر بلدية طهران فى تغيير اسم الشارع إلى «شهداء الثورة المصرية" في استياء السلطات المصرية، ولا زالت طهران في انتظار أصداء شفاعة "الستر السياسي" لـ ستنا السيدة زينب، تطلعا نحو تطبيع العلاقاتـ ومنح الايرانيين تأـشيرة دخول المحروسة، حاضنة اهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم وفقا للأيدلوجية الشيعية، تبركا بها!
"