سمية زهير تكتب| مريم وثورة الأخلاق

الكاتبة الصحفية سمية زهير
الكاتبة الصحفية سمية زهير

تعيش في أيامك الحالية وترى عينك وتسمع أذنك، ما لا تحب أن تراه ولا تحب أن تسمعه من إنحدار في الأخلاق والثقافة و عدم الرحمة بالإنسان والحيوان، لتجد نفسك في عالم مليئ بالإحباط، تجد شباب  بلا نخوة أو رحمة بلا هوية أخلاقية أودينية ليس له قدوة، وبيوت خربة تقودها الأهواء لتدمرها ويدفع ثمنها الأبناء،

رجال ونساء عجزة بالشوارع بلا مأوى وأبنائهم يتنعمون ، وأساتذة  وأطباء يستغلون الحيوان والإنسان في التجارب العلمية بحجة التعليم والعلم،وأناس أصحاب نفوس مريضة تقوم بتعذيب  قطط وكلاب الشوارع وأخرون يقوموا بقتلهم  بحجة  انهم خطر عليهم  و عددهم في تزايد،وأخر يستغل حماره أوحصانه بحمولة تزيد عن  طاقته،

متناسي انه لا عمل له بدون  حماره وأن الله سخر  له هذا  الأعجم   ليكون رأسمال عمله، ومع هذا لا يرحمه،مع أنه إنسان ضعيف وبرغم ضعفه  فهو يستقوى علي الأضعف منه، ومن الضعيف للقوى، ترى أصحاب مشاريع مشبوهة ظاهرها طيب وباطنها سئ، مستغلين شباب أيتام بلا مأوى في اعمال منافية للأخلاق،

وفي وسط هذا العالم المغيب، تأتى ثورة الأخلاق كشمعة وسط الظلام، شابة صغيرة  قامت بعمل أخلاقي إنسانى  عجزوتقاعس  عنه الكبير، وقامت الصغيرة مريم  بعمله،لم تتردد عند سماعها صوت كلب ضعيف صغير أمام العقار الذى  تقنط فيه وهو يصرخ كطفل صغير بعد أن داهمته سيارة مسرعة،

تسببت في كسر ساقه وتورمها، وفي لمح البصر حملته الصغيرة والدماء تنزف منه إلى سيارة والدها، وعلي الفور تحركت الأسرة بأكملها للطبيب، لإسعاف الحيوان الصغير الذى لا حول له ولا قوة، لتتحمله الأسرة وتحتويه في منزلها بكامل مصاريفه العلاجية الباهظة التكاليف، في حين أنها أسرة عادية،

هذا المشهد الأخلاقي قد يراه البعض بصورة  ما هى البطولة في ذلك، ولكن الأمر ليس كذلك، الفكر الأعمق هى أسرة مريم  المتزنة في القيم الدينية والأخلاقية، التى زرعت  في هذه الشابة الصغيرة المسؤلية والرحمة والإنسانية والأخلاق،وهو ما ظهر في هذا الموقف الذى يبدوا وكأنه بسيط للبعض،

ولكنه ليس بالبسيط،فهو المطلوب أن نراه في كل أسرة،هى  ثورة للأخلاق، هذه  هى الأسر المصرية التى كنا نسمع عنها في الماضى، ذكرنى موقف مريم، بجدعنة المصريين وأخلاقهم الحقيقية، نتمنى أن  نرى مريم في كل بيت، تحية لأسرة مريم.

 

 

ترشيحاتنا