قال الدكتور عبدالسلام المنشاوى استاذ البحوث الحقلية بمركز البحوث الزراعية ان الخدمة والإعداد الجيد للأرض تضمن الحصول على إنتاجية عالية لمحصول القمح
وتابع لذا لابد فإن الإعداد الجيد للأرض يعمل على وجود بناء جيد للتربة ويساعد البادرات على الخروج سريعا ويساعد على إضافة احتياجات النبات من المحسنات أو الأسمدة او المبيدات الخاصة بمقاومة الآفات للتربة. كما تساعد الخدمة الجيدة على مقاومة الحشائش والحشرات والأمراض.
كما يؤدي الإعداد الجيد للأرض إلى تشكيلها بصوره تسمح بإضافة ماء الري بكفاءة وعدم حدوث تغريق وسهولة صرف الماء الزائد، ويعد هذا من أهم أهداف خدمة الأرض نظرا للمشاكل التي تنتج عن التغريق وسوء الصرف بالأراضي القديمة وخصوصا في مناطق الدلتا والتي تسبب العديد من المشاكل.
وشدد بحوث المحاصيل الحقلية على البدأ في عمليات الخدمة في وقت مبكر حتى يمكن إجراء عمليات الخدمة الكاملة والتهوية الجيدة والتشميس للأرض لما لها من فوائد وبعد ذلك تتم الزراعة في الميعاد المناسب وخاصة إذا كان المحصول السابق أرز حيث تحتاج الأرض إلي التهوية لفترة طويلة.
وأوضح الدكتور عبدالسلام المنشاوى أن عمليات الخدمة تختلف اختلافا كبيرا حسب نوع الأرض وقوامها والمحصول السابق وطريقة الزرعة التي سوف يتم اتباعها فالأرض الخفيفة تحتاج خدمة أقل من الأرض الثقيلة والأرض الرملية تختلف عن الطينية في طريقة الحرث وتجهيز مهد مناسب للبذرة.
واشار إلى انه يجب الأخذ في الاعتبار طريقة الزراعة، فالخدمة في حالة الزراعة الحراتي تختلف عن الزراعة العفير وتختلف زراعة التسطير وكذلك تختلف عن المصاطب وهكذا، وخلاصة الكلام أن يتم تجهيز المهد المناسب للبذرة حسب طريقة الزراعة نوع التربة والمحصول السابق.
وشدد الخبير الزراعى على أن تكون الأرض مستوية بشكل مناسب وليس بها قلاقيل (كتل) كبيرة حتى لا تعوق خروج البادرات أو تسبب اختلافات في عمق البذور مما يسبب عدم ظهور كثير من البادرات فوق سطح التربة بسبب عدم قدرة غمد الريشة على اختراق التربة من الأعماق الكبيرة والتي تتجاوز 6-8 سم و يجب العناية بالتخلص من بقايا المحصول السابق.
واوضح المحاصيل الحقلية ان القمح محصول جذره ليفي سطحي ولا يحتاج إلى خدمة عميقة، ويكفي أن تتم خدمة الأرض بإجراء حرث غير عميق (حرث قماحي) مرتين متعامدتين لفك التربة وتهويتها ثم التزحيف لتنعيم وتسوية السطح وتكثير القلاقيل (الكتل) ويفضل أن تكون التربة ناعمة خصوصا إذا كانت طريقة الزراعة المتبعة هي تسطير باستعمال آلة التســــــــطير في الزراعة وفي حالة الزراعة عفير بدار لا يشترط نعومة التربة بشكل كبير مثل في حالة التسطير بل يجب أن تكون التربة خشنة نسبياً. ويجب في حالة الزراعة العفير بدار أن تتم تغطية البذور جيدا بعد بذار التقاوي وقبل تقسيم الأرض بأي وسيلة متاحة لكي نضمن الانبات الجيد ، حيث أن الحبوب المكشوفة معرضة بشكل كبير لأكل الطيور او تحميص الحبوب وعدم إنباتها بسبب عدم تغطيتها وبالتالي عدم كفاية الرطوبة لاستمرار الجنين لاكتمال الإنبات.
كما ينصح بإجراء التسوية في حالة عدم استواء الأرض ووجود مناطق مرتفعة أو منخفضة ويفضل لو تم التسوية بالليزر ولو علي فترات كل 3-5 سنوات لضمان تسوية الأرض وسهولة استخدام الماكينات في الزراعة وسهولة الري والصرف.
ويمكن في حالة التأخير في الخدمة أن يلجأ المزارع إلى زراعة القمح في جور نقرا على خطوط المحصول السابق خصوصا بعد القطن أو الذرة أو محاصيل الخضر المزروعة على خطوط. كما يمكن اجراء العزيق بالعزاقة ثم النثر والتزحيف لتغطية الحبوب في حالة وجود نسبة رطوبة بالتربة تناسب إنبات البذور في حالة الزراعة الحراتي.
كما أنه من المهم جداً ضرورة إضافة السماد الفوسفاتي خلال خدمة الأرض حتى يكون في متناول جذر النبات لكي يسهل للنبات امتصاصه. حيث يتم امتصاص عنصر الفوسفور عن طريق الاعتراض للجذر مع العنصر لأنه عنصر غير متحرك بالتربة وبالتالي لابد من إضافته أثناء عملية الخدمة، وهو من العناصر الكبرى الضرورية للنبات. ويضاف السماد الفوسفاتي بمعدل 100 كجم (2 شيكارة سوبر) من السوبر فوسفات الأحادي أو 50 كجم في حالة السوبر فوسفات التربل ( شيكارة واحدة) مع عدم الإسراف والمبالغة في الكمية المضافة، حيث يتحول إلى الصورة المعقدة في التربة ولا يستفيد منه المحصول اللاحق.
كذلك يجب التأكد من جودة الصرف الحقلي وعدم وجود مناطق بالحقل بها رطوبه عاليه أو مشبعه بالماء خصوصا في المناطق المنخفضه، حيث ان المناطق المتشبعه بالماء لفتره طويله تؤدي الى موت البادرات بعد الإنبات ويكون نمو النباتات فيها ضعيف جدا وغير طبيعي
وشدد الدكتور عبدالسلام المنشاوى على ضرورة إضافة السماد البلدي أو الكومبست أثنا الخدمة في حالة ما أذا كان متاح، لما له من أثر جيد على التربة حيث يحسن من خصائص التربة بما يفيد محصول القمح ويزيد من إنتاجيته كما يفيد أيضا المحاصيل المتعاقبة له على المدى الطويل. ويضاف السماد البلدي في حالة توفره بمعدل 20م3 للفدان بشرط أن يكون مصنع بمواصفات جيدة وخالي من بذور الحشائش والحشرات والأمراض التي تصيب التربة.
خدمة الأرض الارض الرملية وتحت نظام الري المحورى يتم في البداية ري الأرض رية كدابة لمدة 10أيام، مع ضبط سرعة الرشاش على 50 درجة وذلك لضمان انبات بذور الحشائش الموجودة بالتربة أو تخفيفها من التربة ثم حرث الأرض بالدسك سكتين متعامدتين لضمان دفن بقايا المحصول السابق والأعشاب والحشائش المستنبتة، ثم تترك الأرض للتشميس والتهوية حتي تكون مهد مناسب لجذور النبات و يتم التسوية بألة التسوية أو بالماسورة على أن تكون آخر سكة تسوية في اتجاه الزراعة بالسطارة حتى لا يكون هناك مطبات تعمل على عدم تغطية البذور وعدم انتظام الزراعة.
كما يتم تشغيل الرشاش بالماء على سرعة 80 درجة قبل الزراعة بيوم واحد مباشرة، وذلك لتثبيت سطح التربة وتحديد بداية ونهاية الأماكن المراد زراعتها وتسهيل عمل آلة التسطير.
إذا كان هناك إمكانية لإضافة سماد السوبر فوسفات مع الزراعة بواسطة آلة التسطير فهو الأفضل ويجب وضع 100 كجم سوبر فوسفات محبب 12,5 % للفدان حتى يشجع الإنبات وخروج وانتشار الجذور في التربة وفي حالة عدم إمكانية إضافة السوبر مع الزراعة يضاف السوبر مع الخدمة وأثناء تجهيز الأرض بنفس المعدل السابق لكي يتحقق الهدف والاستفادة من الإضافة.