محمود الخولي يكتب: قد السمسمة !!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

حالة لاعب نادي مودرن فيوتشر أحمد رفعت، وإصابته بأزمة قلبية داخل أرضية ستاد الإسكندرية، خلال مباراة فريقه والاتحاد السكندري، ضمن منافسات الجولة الـ16 من منافسات دوري "نايل" الإثنين الماضي، كشفت المستور في عالم االطب الرياضي، بل والصحة بشكل عام، وذكرتنا بحادث  سقوط محمد صديق لاعب النادي الأهلي، بالدوري العام موسم 2006/2007، علي الأرض، بالعا لسانه إثر اصطدامه بحارس مرمي فريق طلائع الجيش، ما اصابه بارتجاج فى المخ، وغيبوبة مؤقتة، وقد ظل وقتها ممدداً على الأرض، لفترة توقفت خلالها قلوب الجميع، وتوقفت الحياة لدقائق بعد أن تذكر الجميع واقعة الراحل محمد عبد الوهاب نجم الأهلى، الذى توفى بعد سقوطه على أرض ملعب مختار التتش أثنا المران في اغسطس2006.
 
كان القدر رحيما هذه المرة بـ صديق، إذ نجحت الدكتورة رانيا رضوان المسعفة الموجودة فى الإستاد آنذاك  فى إنقاذ حياته.
 
وقتها كتبت بجريدة الإقتصادية نصا، وتحديدا  في17يونيو2007 تحت عنوان" قد السمسمة"، أنه لولا الأقدار وتعامل المسعفة رضوان مع حالة صديق باحترافية، لكانت رقبة رئيس المجلس القومي للرياضة المهندس حسن صقر، ومعه وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي وحسبما يقال شعبيا " قد السمسمة".
 
تسألني لماذا؟
وأجيبك: الجبلي وإن كان قد اعترف وقتها بشجاعة، بأنه ليس لدينا مرفق إسعاف قادر علي الإسعاف، علي حد تعبيره، فقد قرر تخصيص مليار جنيه للبدء في توفير المرفق، ذلك بشكل عام، وهو نفس ما صرح به سابقوه الوزراء اسماعيل سلام ، وعبد الفتاح المخزنجي، وعوض تاج الدين، ومن المؤكد أنهم كانوا يقصدون اسعاف الطرق والبلاجات والمصايف، وليس مرفق الإسعاف الرياضي!!
 
الغريب ان وزارة الدكتور الجبلي كانت قد وضعت بعد الواقعة نفسها قال إيه" خطة لتدريب الأجهزة الطبية المصاحبة للفرق الرياضية للتعامل مع اصابات الملاعب- قال إيه مرة ثانية- بالأساليب العلمية بعد تكرار حوادث المستطيل الاخضر، وطبعا التدريب لسة ماخلصش لأنه ببساطة لسة مابدأش!
 
الشهادة لله الدكتور اشرف صبحي  والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة، عمل  كلاهما اللي عليه وزيادة، فاكتفي الأول بأن يكون متحدثا صحفيا للمستشفي المعالج لـ  رفعت، يطمأننا  مثلاعن صحته أولا بأول، وعن  أحدث الأجهزة الطبية بالمستشفي التي يخضع لها، مع تقديم الشكرلرئيس نادي مودرن فيوتشر لقيامه بدوره كمسؤول، ولم يرهقنا- والدنيا صيام كما تعلمون- بمعرفة ماهو أهم- وأقصد مستقبل الطب الرياضي في مصر، ومدي وعي وزارته بتداعيات واقعة اللاعب احمد رفعت، ومدي اهمية  توفيرأجهزة صدمات القلب، وتطوير كوادر الإسعاف  الملحقة بمئات الوحدات الطبية الرياضية، المنتشرةعلي مستوي القطر المصري، فيما لم يبخل عبد الغفار بارتداء قفاز الصمت الوزاري، فلم  نسمع له حسا، أو نقرأ له مثلا، تصريحا حول مستقبل التعاون  بين وزارتي الصحة، والشباب والرياضة، وإعادة النظر في تجهيزات الملاعب الرياضية طبيا، ودعم  سيارات الاسعاف بالملاعب الرياضية بأجهزة صدمات القلب، وتدريب الكوادر المسعفة عليها، وهلم جرة نحوتجنب تكرار الأمر.
 
من المؤكد أن محنة اللاعب احمد رفعت الأخيرة كشفت عن عوار كبير في قطاع الطب الرياضي، بعد ان توقف قلبه لمدة ساعتين كاملتين، قبل أن يعود للعمل بعد الإنعاش المستمر و35 صدمة كهربائية، ولولا قرب المستشفي المنقذ لحياته من ملعب المباراة، وتوفيق العاملين به، لكانت رقبة الحكومة الآن، وللمرة الثانية، قد السمسمة!!

 
 
 

ترشيحاتنا