محمود الخولي يكتب: إبادة "نموذجية"!!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

كثر الجدل داخل إسرائيل والمجتمع الدولي، عن مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب بين حماس والكيان الصهيوني، لاسيما وأن تل أبيب سبق  وأكدت منذ بداية الحرب، أن هدفها هو القضاءعلى حماس،ما ترك علامات استفهام كثيرة، حول مستقبل القطاع سياسيا وأمنيا، ومصير سكانه الذين يتجاوز عددهم المليونين. 
يبدو  أن نتنياهو لا يري مايراه نصف شعبه، جزما  بإنتهاء مستقبله السياسي، وأنه لن يستمر في رئاسة الحكومة حتى يمكنه تنفيذ ما يُصرح به حول مستقبل الوضع في غزة بعد الحرب، ولعل تصريحات جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي  بأن حماس لا يمكنها ادارة غزة بعد الآن، وأن السلطة الفلسطينية، هي الوحيدة التي يمكنها إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، ولا أحد سواها، ماعمق الجدل، وبات خيار تسليم السلطة المسؤولية في قطاع غزة هو الخيار الأكثر ترجيحا مستقبلا، لا سيما وأن الجامعة العربية والولايات المتحدة فضلا عن المجتمع الدولي، فجميعهم يؤيد عودة السلطة للحكم في غزة. 
 
أذكر أنه في مطلع الألفية الثانية وتحديدا نهاية عام 2001، كان الرئيس الأمريكي جورج دبليوبوش قد صرح ومعه توني  بلير رئيس الوزراء  البريطاني وقتها، بحق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة، وقد لاقت التصريحات ردود افعال واسعة النطاق، غير أنها تباينت في صداها بين الاستخفاف والهزلية، فبينما سخر اريل شارون رئيس وزراء العدو الصهيوني آنذاك من  التصريحين، وأنه لا يمانع قيام الدولة لفلسطينية، غير أنه اشترط خضوع حدودها الخارجية لسيطرة اسرائيلية، في رسالة واضحة الي الادارة الأمريكية، بعدم التدخل والضغط علي اسرائيل لإجبارها علي التفاوض مع ياسر عرفات.
 
من ناحية اخري فقد تعاملت السلطة الفلسطينية مع الإشارات الصادرة عن واشنطن ولندن بإيجابية هزلية مبالغ فيها، إذ أنها  وكما نقول بلعت "الطعم" وقبلت ان تكون جزءا من التحالف الدولي ضد الإرهاب، دون ان تعرف شيئا عن مفهومه لدي الغرب، وما اذا كان ينطبق علي ما تقوم به المقاومة الفلسطينية ضد المحتل، بل واعتبرت مواطنيها المناضلين ضده من جماعات حماس والجبهة الشعبية خارجين علي القانون- اي ارهابيين- في مبادرة لم يكن ليحلم بها الجانب الصهيوني لتوصيف الإرهاب، وهو ما ينطبق علي "حماس" المقاومة والمقاومين علي ارض غزة ضد الإحتلال والإعتقال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة والمجتمع  العربي –الاسلامي،  العاجزين جميعا عن  التصدي لمنظومة إبادة وللأسف نموذجية، لا تخطيء الرصد، ولا يعرف نهايتها إلا الله..فيارب نصرك معانا.
 
 

 
 
 

ترشيحاتنا