عبر القنوات الدبلوماسية السرية، وصلت الي إسرائيل برقية أمريكية، تطمئن الحليف المدلل علي حسن سير العمليات العسكرية بالعراق، وفقا لما تم رسمه، وأنها بصدد تحقيق جانب من الحلم المنشود للدولة الصهيونية "من النيل الي الفرات".
في البرقية أيضا: " نحن نعمل بكامل قواتنا، لضمان انهاء التهديد العراقي لإسرائيل، فالعمليات الأمريكية الحالية، وفي المستقبل، تخدم اسرائيل، بالرغم من أنها سببت بعض التوتر بيننا وبين العالم العربي".
وكانت البرقية قد سبقت سلفيان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي إلي تل أبيب، عشية مغادرته واشنطن خلال الإسبوع الماضي، في لقاء خاطف مع نطيره الأمريكي، وقد كشفت صحيفة هاارتس الإسرائيلية مضمونها في الخامس من ابريل الجاري، قبل ان تضيف في جانب آخر منها: " سنتعامل مع الأنظمة الراديكلية الأخري في الشرق الأوسط - ليس بالضرورة بالوسائل العسكرية - لإجبارهم علي تحديث أنظمتهم، وبهدف محاربة الإرهاب"، انتهي نص البرقية.
فهل استوعبنا المغزي، أم مازلنا بحاجة للتأكيد علي أن غزو العراق، كان ومازال لمصلحة اسرائيل واطماعها في المنطقة؟
ثم هل من حاجة للتأكيد علي أنها كانت ولازالت حربا صليبية، وأن المسألة لم تكن زلة لسان، تلك التي فضحت بوش وكشفت عما يحيق في صدره، من حقد اسود تجاه العرب والمسلمين، ولم تكن كذلك سقطة قلم، تلك العبارة التي ضمها كتاب "الفرصة السانحة"، للرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون، يقول فيها: " حلف الأطلنطي باق ببقاء الإسلام".
للأسف يدعوني التخاذل العربي، للإشادة بموقف ربما يبدو شاذا، علي خلفية توقيع 65 ألف أمريكي من النخبة، علي بيان، يعبرون خلاله عن رفضهم أن يتحدث بوش الإبن بإسمهم، في مسألتي الأمن والسلام، بعد أن اتخذ قرارا بالحرب ضد العراق.
ما سلف هومقال نشر لكاتب السطور، في الزاوية نفسها، وبالعنوان نفسه، بجريدة "السياسي المصري" في 13 ابريل 2003.
تري هل من انتصار سياسي قد تحقق علي الأرض، في ملف الصراع العربي- الاسرائيلي، بعد مرورعقدبن علي حرب العراق ؟ ثم هل اجتماع قادة 57 دولة عربية واسلامية بالرياض السبت الماضي، أسفر عن تغيير ديناميكي في قناعات الولايات المتحدة والغرب، بالتراجع عن استمرار دعمها الكيان الصهيوني لمصلحة الملف الفلسطيني؟
الاجابة: أبدا ؟!
فقد رفضت واشنطن الضغط علي تل ابيب لإصدار قرار بوقف اطلاق النار في غزة، متجاهلا المجازر الدموية لشعبها، لتبدو وكأنه لا يعنيها من الأمر شيئ!!