محمود الخولي يكتب: جحر "الحية " العبرية !!

الكاتب الصحفى محمود الخولى
الكاتب الصحفى محمود الخولى

أول مراتب السذاجة أن يلدغ المرء من جحر مرتين، فإذا استعذب اللدغ، وتلذذ بتكرار مراته،  فهو ولا شك إما أبله، أو محب للبله او يقف في طابور البلهاء انتظارا لدوره من اجل قضمة من تورتة الرضا الأمريكي، في حب الكيان الصهيوني.
عن الادارة الأمريكية وخدماتها التي لاتعد ولاتحصي لـ "الحية"
 العبرية، أكتب، خاصة بعد أن استعذب أغلب الأنظمة العربية اللدغ، باسستثناء مرة واحدة، شهد لها العالم، في اكتوبر من  عام 1973 حيث اجبرها المصريون، تجرع سمها كرها. ما لبث ان عاد بنا الحال الي سابق مآله، عشية كامب ديفيد، فأجبرتنا خيبة "رجا العرب"، علي دخول الجحر مرات ومرات، طواعية أو قسرا، لا فرق،  وجمدت القضية الفلسطينية، إلا من حكم ذاتي علي مدينة او اثنتين، تجاورهما عدة قري، عادت اسرائيل فدمرتهم واحتلتهم.
علي أعتاب الجحر نفسه، تربصت بنا الحية العبرية في اتفاق "أوسلو"، ثم تكرر المشهد مع "مرجعية مدريد"، حتي وثيقة كلينتون التي كان قد اذاعها قبل مغادرته البيت الابيض في يناير 2001 والتي تبنت قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، وقابلة للعيش مع وجود القدس، كمدينة مفتوحة، عاصمة لدولتين فلسطينية وإسرائيلية، لم نسمع عنها شيئا، ونسينا وغفلنا، فلدغتنا الحية العبرية لدغة مريرة  يوم ان رفضت التفاوض.
وإذا تابعنا تقرير ميتشل" الذي وضعته واشنطن، ومارست امام الكون- اذا جاز التعبير- تمثيلية هزلية، بالضغط الواهي علي الجانب الاسرائيلي، الذي أوهم العالم بقبوله وقف الاستيطان ، والرضا بالتفاوض،فوجيء  هذا "الكون"، اشتراط اسرائيل بضرورة توقف الفلسطينيين عن المقاومة لمدة سبعة ايام متصلة، ل"إثبات حسن النية"، في الوقت لذي لم تتورع فيه عن احتلال الأرض، وتدمير البنية التحتية، لاستفزاز الفلسطينيين، ودفعهم الي الرد والمقاومة، ومن ثم افشال العملية التفاوضية. 
ومع "خارطة الطريق"، بدت معالم الهزل في الظهور، اذ أرضت بنودها غرور العرب والفلسطينيين فقبلوها، وسعوا لاهثين لتنفيذها، فيما منحت واشنطن اسرائيل فرصة افشالها، بالطعن علي اربعة عشر بندا، وضعت بهم "العقدة في المنشار" كما يقال، بالتعديل، وهي تعلم أن الولايات المتحدة، لن تقبل بطلباتها، بل لن تعيرها اهتماما، لتستمر اللعبة، و يتأزم الموقف وتسد كل ابواب التفاوض،  وتنتهي المسألة بغلق الطريق ومحو خارطته، علي شاكلة ما تشهده أحداث غزة مؤخرا، من صراع الحية العبرية، في تحدي مجرم للمجتمع الدولي وكل شعوب العالم، والضغط بأوراق الكذب، والخداع، والرهائن، والهدنة، والمساعدات، و تصنيف المقاومة الفلسطينية. في محاولات يائسة لخداع العالم وما تبثه الفضائيات علي  رأس الساعة، ويكشف اجرامهم ، فيارب نصرك لأهلنا  في فلسطين الحبيبة. 
 
 
 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا