.تراهن مصر دائما وأبدا علي ثقلها الإقليمي والدولي، في الضغط السياسي علي الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي من ناحية، للضغط بدورهم، علي الجانب الاسرائيلي للقبول ولو مؤقتا بحل أي عارض انساني مثلا، لمصلحة الجانب الفلسطيني، علي شاكلة ما أكده وزير الخارجية الأمريكي أنتونى بلينكن، امس، الأحد، أن بلاده تضع آلية مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل، لإيصال المساعدات لمن يحتاجونها، مشيرا في تصريحات بمطار القاهرة قبيل مغادرته البلاد، إلى أن جميع الدول التي زارها مصممة على عدم اتساع رقعة الصراع.
من المعلوم انه ومنذ بدء تنفيذ معاهدة السلام المصري – الاسرائيلي عام 1979، والمفاوض المصري يحرص علي محاولة تحقيق ربط قوي بين شقي التسوية المصرية- الاسرائيلية من ناحية، والفلسطينية-الإسرائيلية من ناحية اخري. لذا فمصر تعد الحاضنة للشعب الفلسطيني، باعتراف اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، وأن "الأخيرة، وضعت عبر عملية "طوفان الأقصى" ، البداية الحقيقية لزوال الاحتلال عن أرض فلسطين والقدس حسب تعبيره.
لعل أكثرنا تابع كيف ان الجانب الصهيوني اتهم بارتكاب المجازر والإبادة الجماعية، ومحاولات تهجير سكان غزة، بعدما لم تتمكن قواته من مواجهة "المقاومة"، رغم ان ممارساته تحظى بدعم من جانب الولايات المتحدة، ومن بعض الدول الأوروبية، على قاعدة ازدواجية المعايير والنفاق السياسي.
العالم ياسادة يقف عند اطراف اصابعه، ففي مصر المحروسة استعرض رئيس الجمهورية في اجتماع مجلس الأمن القومي امس الأحد، تطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين وأن الأمن القومي لمصرر خط احمر.
الحال نفسه تكرر، علي خلفية تشديد مستشار الأمن القومى "جيك سوليفان" وقوله أمس انه من السابق لأوانه تحديد مستقبل قطا ع غزة بعد أن حذرت إسرائيل المدنيين بضرورة الإخلاء.
نهايته.. كان من اللافت أن يوجه النجم الفرنسي كريم بنزيما، أسطورة ريال مدريد الأسباني ونجم اتحاد جدة السعودي الحالي، دعمه الكامل للقضية الفلسطينية من خلال تغريدة عبر حسابه بموقع "إكس" مضمونها "كل صلواتنا من أجل سكان غزة الذين يقعون مرة أخرى ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لا يستثني النساء ولا الأطفال".
فعلها بنزيما ومحمد النني لاعب ارسنال الانجليزي، وغيرهما كثر، غير ان النجم المصري محمد صلاح قائد المنتخب المصري لكرة القدم، لاعب ليفربول الانجليزي، وجه تضامنه مع غزة توجيها ساميا، أكثر نفعا وتواصلا مع الفلسطينيين، يخالف طريق التغرايدات، الذي هو اضعف الإيمان، بالتبرع المادي للهلال الأحمر المصري/ الذي علمنا بلسان احد مسؤوليه عبر فضائية ام بي سي مصر، تفسيرا للغز صمته، حول موقفه من أحداث غزة، بما يستوجب الاعتذار ليظل فخر العرب في القلب.. فعذرا.
