سجلت الأسهم الأمريكية أكبر تراجع أسبوعي لها منذ ديسمبر 2022 على خلفية تصاعد الضغوط التضخمية، وتزايد التوقعات باحتمالية استمرار الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية لفترة أطول. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 2.93% للأسبوع الثالث على التوالي، بقيادة قطاع السلع الاستهلاكية الكمالية (%6.35-)، وقطاع العقارات (%5.36-)، وقطاع المواد الأساسية (%3.69-). وبالمثل، تراجع كل من مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite، ومؤشر FANG+ بنسبة 3.62%، و4.85% على التوالي، حيث كان قطاع التكنولوجيا من بين القطاعات الأكثر تضرراً خلال تداولات هذا الأسبوع. علاوة على ذلك، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 1.89%. وارتفعت تقلبات الأسواق طبقًا لقراءات مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 3.41 نقطة ليستقر عند 17.20 نقطة، ولا يزال أقل من متوسطه البالغ 17.440 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه. وتتبعت المؤشرات الأوروبية هذا الأسبوع خطى نظرائها في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تراجع مؤشر STOXX 600 بنسبة 1.88%، بقيادة قطاع السفر والترفيه (-5.17%)، وقطاع المنتجات والخدمات الاستهلاكية (-3.69%)، وقطاع المواد الكيميائية (-3.39%).
اما أسهم الأسواق الناشئة فلم تتمكن مؤشرات الأسهم بالأسواق الناشئة من مواجهة الضغوط الناجمة عن تشديد البنوك المركزية بالاقتصادات المتقدمة لسياساتها النقدية، حيث اتفق صانعو السياسات على أن معركتهم ضد التضخم لم تنته بعد. وتصاعدت المخاوف من استمرار الضغوط التضخمية خاصة بعد الزيادات الأخيرة في أسعار الطاقة. وعلى الرغم من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا والبنك الوطني السويسري بتثبيت أسعار الفائدة، إلا أن المخطط النقطي لبنك الاحتياطي الفيدرالي حاز على تركيز المستثمرين والذي يعكس عزم الاحتياطي الفيدرالي رفع سعر الفائدة في وقت لاحق من هذا العام. وتراجع مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 2.11%، ليسجل أسوأ أداء أسبوعي له في أكثر من شهر ووصل يوم الخميس إلى أدنى مستوى له منذ شهر مارس 2023. علاوة على ذلك، خسر مؤشر هانج سنج Hang Seng في هونج كونج للأسبوع الثالث على التوالي نحو 0.69%. وفي نفس الوقت، تمكن مؤشر شنغهاي المركب الصيني Shanghai Composite من عكس جميع خسائره خلال الأسبوع في يوم الجمعة، حيث ارتفع نسبة 0.47% على خلفية الأخبار التي تفيد بأن الحكومة تدرس تخفيف القواعد التي تحد من استثمارات الشركات الأجنبية مقارنة بالشركات المحلية المتداولة بالبورصة. وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر قد صعد بنسبة 1.55% في جلسة الجمعة، مسجلًا أفضل أداء يومي له منذ شهر يوليو 2023. وفي أمريكا اللاتينية، أدى تصاعد المخاوف بشأن ابقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة مرتفعاً لفترة أطول، إلى هبوط مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI LATAM بنحو 2.16%. وصعد مؤشر اسطنبول 100 في تركيا نسبة 0.97% مع تركيز غالبية المكاسب خلال جلسة الخميس (+3.64%) بعد أن رفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة بواقع 500 نقطة أساس متماشيًا مع التوقعات، متخليًا عن السياسة النقدية التيسيرية الغير تقليدية.