في ذكرى مولد الهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحرص كثير من المسلمين على شراء وتناول "حلاوة المولد" التى تعد واحدة من أهم الطقوس والعادات التى يتبعها الناس في هذه الأيام، باعتبارها من مظاهر الاحتفال بهذا الحدث العظيم، إلا أن الإفراط في تناولها، أو تناول أنواع غير مضمون تصنيعها يكون له بالغ الأثر السلبي على الصحة العامة، وخاصة مرضى السكر، بسبب احتوائها على نسب عالية من الدهون والسكريات.
دكتور هشام الوصيف استشاري التغذية و العلاج الطبيعي والسمنة والنحافة وعضو الجمعية المصرية لدراسة السمنة أوضح في بداية حديثه أن حلاوة المولد عبارة عن سكر وجلوتين ومكسرات، وهذه المكونات عادة ما ننظر لها بكونها من الأشياء الممنوعة أو المحظور تناولها بشكل كبير، لأن نسبة السعرات الحرارية بها تكون مرتفعة، وتختلف حسب كمية السكر والجلوتين والمكسرات المضافة، ويختلف أيضا حسب طريقة الإنتاج وتوقيته، أى هل المنتج طازج وانتاج العام الحالى، أم أنه منتج من العام الماضي ومخزون وكيف كانت طريقة تخزينه.
مؤكدا أن المنتج الفريش بالطبع أفضل من المخزون، لأن المخزون قد تنمو عليه بكتيريا وفطريات في حال عدم التخزين السليم أو الإنتاج من فترة طويلة، وهذا بالطبع له أضراره على الصحة، بخلاف أضرارة على زيادة الوزن والسمنة وارتفاع السكر فى الجسم، فإن الإفراط فى التناول يتضاعف مع كونها غير سليمة.
ولفت الوصيف أنه يمكننا تحديد ما إذا المنتج سلم أم لا من المنتج نفسه، قائلا " هذا يظهر من قرمشة الحلاوة، وطعمها ما إذا كان مخزون، ولونها لا يميل للغمقان وكذلك رائحتها".
وعن الوضع فى التغذية فأشار أنه لابد عند تناول مثل هذه المنتجات عدم الإفراط، ويكون التناول بنظام وبقدر معين، لأن الإفراط له عواقب وخيمة، قائلا "يمكننا ان نأخذ مرة أو اثنين فى الاسبوع 50 جرام".
موضحا أن الـ 100 جرام من الحلويات تتراوح السعرات الحرارية لها من 400 إلى 600 سعر حراري، ومن يقوم بعمل حمية غذائية لا مانع من وضع الحلاوة في نظامه الغذائي يوميا، ولكن مع حساب سعراتها بما يحتاجه جسمه من دهون وسكريات.
أما لو شخص عادي لا يتبع نظام غذائي محدد فالإفراط في تناولها سيضره، لذا عليه أن يأخذ فقط قطعة أو إثنين في الاسبوع، موضحا أنه من الممكن لمن يريد أن يتناول الحلويات أن يشرب شاي أخضر أو كمون بالنعناع او كمون بالليمون، وهذا يجعله لايفرط في تناولها، كذلك يفضل تناولها بعد تناول وجبة رئيسية، لأن تناولها على معدة فارغة والشخص جائع يجعله يستهلك منها كمية أكبر من التي يحتاجها جسمه لتشبع جوعه، فيكون وقتها أخذنا كل احتياج الجسم من بروتينات والياف وفيتامينات ومعادن فقط من السكريات والدهون.
معلقا على أن مريض السكر لابد أن يكون حريص جدا في تناول هذه الأنواع من الحلويات، وبالتوافق بما يأخذه من علاج هل الأنسولين أم حبوب أم هو داخل على سكر، فلكل حالة وضعها، ولابد من تحديد هذا مع الطبيب المعالج، فهناك حالات ممنوع تماما لها تناول الحلويات، وهناك حالات يسمح لها بكميات محددة بالتنسيق مع وجبته الغذائية ووحداته من الانسولين.
وعن الاختيار الأفضل لحلوى المولد أكد استشاري التغذية أن ارتفاع السعر ليس هو المقياس لجودة وسلامة المنتج، ولكن لابد من التأكد من سلامة التغليف وشكل المنتج أمامنا ورائحته ولونه وطريقة البيع والعرض، وهل هي معرضة للشمس أم لا، وجودة الطعم حتى لو من خلال شراء كمية بسيطة للتجربة وبعدها نشتري الكمية التى نريدها.
اقرأ أيضا : نقيب الأشراف يهنئ الرئيس السيسي والأمتين العربية والإسلامية بالمولد النبوي الشريف