د. منجى على بدر يكتب :تأثير التغيرات المناخية على الاقتصاد العالمى

الوزير المفوض والمفكر الاقتصادى الدكتورمنجى على بدر 
الوزير المفوض والمفكر الاقتصادى الدكتورمنجى على بدر 

ان تأثير التغيرات المناخية يتمثل في ظاهرة الأحتباس الحراري ، حيــث أدت الأنشــطة البشــرية المتمثلــة فــي الثــورة الصــناعية إلــى زيــادة معــدل انبعاثــات غــازات الاحتباس الحراري الذي أدي إلي زيادة درجة الحرارة.
ويتطلب ذلك ضرورة تحول العالم إلى اقتصاد جديد يعتمد على موارد جديدة للطاقة، وتكنولوجيا جديدة فى الصناعة، وأنماط مختلفة فى الاستهلاك والحياة، وتوجه أكبر نحو الاقتصاد الأخضر والمحافظة على البيئة.
   ونعرض لأهم تأثيرات التغيرات المناخية على على العالم كالتالي:-
1-تراجع الاقتصادات الكبرى: ستشهد البلدان الأعضاء فى «منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية» وهى مجموعة من أغنى دول العالم، انخفاضا بنسبة 5% فى حجم اقتصاداتها، مقارنة بـ 9 % فى أمريكا الجنوبية، ونحو 17% فى الشرق الأوسط وإفريقيا، و 25% فى دول «رابطة جنوب شرق آسيا/ تجمع الآسيان»
 وفى المقابل، تشير بعض الدراسات إلى احتمال أن يؤدى ارتفاع الحرارة، بمعدل 2 إلى 2.6 درجة مئوية، إلى خسائر اقتصادية عالمية بنسبة 11% إلى 13.9%.
2-تدهور الاقتصادات الضعيفة: قد تسفر التغيرات المناخية عن ارتدادات سلبية على اقتصادات الدول الفقيرة ويمكن أن تصل التكاليف فى البلدان الجزرية الصغيرة إلى 20% من إجمالى الناتج المحلى ، وتشكل تبعات التغير المناخى خطرًا على القارة الإفريقية. وبالرغم  من إسهام إفريقيا بنسبة ضئيلة فى إجمالى الانبعاثات الكربونية ، فإنها الأكثر تضررًا من تداعيات المناخ،إذ تعتمد معظم الاقتصادات فى القارة على الموارد الطبيعية.
3-تهديد الإنتاجية الزراعية: تمثل التأثيرات المحتملة لتغيُّر المناخ تهديدًا للإنتاجية الزراعية فى  المناطق التى تمثل الزراعة فيها الجانب الأكبر من اقتصاداتها، والأقل قدرةً واستعدادًا للتكيف مع تلك المخاطر، نتيجة لضعف إمكانيات تلك الدول من النواحى البشرية والمؤسسية والتقنية والمالية.
   وقد يسفر تراجع الإنتاج الزراعى بفعل التغيرات المناخية عن ازدياد محتمل لعدد الفقراء فى العالم ويُقدر عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع بنحو 800 مليون شخص ، وإن البلدان التى ليس لديها الأمن الغذائي لديها أعلى معدلات الهجرة الغير شرعية . 
4-ارتفاع أسعار الغذاء: قد يؤدى ارتفاع درجات الحرارة إلى تغير محتمل فى طبيعة التركيب المحصولي، مما يؤدى إلى ارتفاع أسعار الأغذية وانخفاض مستوى الأمن الغذائي، خاصة بالنسبة للدول المستوردة للغذاء. ويتطلب العمل المناخي استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والشركات ، ولكن التقاعس عن العمل المناخي هو أكثر تكلفة،  وتعتبر إحدى الخطوات الحاسمة هى وفاء البلدان الصناعية بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا إلى البلدان النامية حتى تتمكن من التكيف وتحقيق التنمية المستدامة.
  وبدأت العديد من دول العالم بالفعل اتخاذ عدة خطوات من أجل مواجهة التغيرات المناخية، إلا أن تلك الخطوات لم تعتمد على خفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، خاصة في ظل إصرار بعض الدول الصناعية الكبرى على استخدام الفحم والبترول في الصناعة.
الاستثمارات العالمية المطلوبة للتكيف مع التغيرات المناخية:-
  سيحتاج العالم إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية خلال الـ15 عامًا المقبلة، تصل إلى 90 تريليون دولار بحلول عام 2030، والتحول إلى الاقتصاد الأخضر قد يوفر وظائف اقتصادية جديدة، لأن استثمار دولار واحد في الاقتصاد الأخضر يدر 4 دولارات من الفوائد. وأن الاستثمارات العالمية المطلوبة للتكيف مع التغيرات المناخية سيتطلب التحول في سياسات الدول نحو الحياد الكربوني قبل عام 2050، وهناك 6 مجالات ذات أولوية للعمل المناخي منها : الاستثمار في الوظائف المناسبة ، وعدم إنقاذ الشركات الملوِّثة للبيئة ، والتخلي عن دعم الوقود الأحفوري، وإنهاء الاستثمار في محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ومراعاة المخاطر والفرص المتعلقة بالمناخ في جميع القرارات المالية والسياسية، وتنمية التعاون الدولي وضمان انتقال عادل لا يترك أي دولة خلف الركب.
الجهود المصرية لمحاربة التغيرات المناخية:-
تحاول مصر  الارتقاء بالأداء الوطني في مجال التكيف مع تغيرات المناخ خاصة بعد نجاح مصر فى ترتيبات قمة المناخ التى عقدت فى شرم الشيخ فى نوفمبر عام 2022 وأهمها : المساهمة في انتهاج استراتيجية تنموية منخفضة الكربون لتحقيق التنميــة المستدامة - زيادة القدرة الوطنية على اجتذاب الدعم الدولي والاستفادة منه - التنسيق مع الجهات الدولية والدول النامية لتجنب فرض أية التزامات لخفض الأنبعاثات على الدول النامية ومنها مصر التي تتعارض مع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية - رفع الوعي بقضية تغير المناخ على جميع المستويات والتوسع فى انتاج الهيدروجين الاخضر باستثمارات مشتركة تربو على 7 مليار دولار وأيضا التوسع فى انتاج الطاقة من مصادر متجددة .
 هذا ، ويمكن للعالم الآن سداد فاتورة التغيرات المناخية واذا تقاعس سيتم سداد ثمن باهظ في المستقبل.
==
 كاتب المقال
  عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة                                 
 

 
 

ترشيحاتنا