يحكي خبر صحفي مفزع، كانت قد نشرته "العربية نت" قبل ايام، عن نمو أعشاب في بركة موحلة اسفل ضريح أثري، تصل إليها المياه من انابيب مثقوبة، تتسرب منها كميات من مياه الشرب.
الخبر علي هذا النحو، يدلل، وبحسب خبراء، علي تهالك شبكات المياه في البلاد، خاصة وأنهم كشفوا عن ان النباتات التي تنمو، وتحديداعند ضريح اشرف خليل الأثري، لا تتغذي من مياه جوفية في باطن الأرض، " لكنها مياه تحت سطح الارض مباشرة".
ليس هذا فحسب، بل انه وبإجراء تحاليل للمياه الراكدة، أسفل الآثار في أماكن عدّة بين منطقتي الخليفة والإمام الشافعي في القاهرة، تبين انه في كل مرة كانت النتائج متطابقة، وأن"مياه شرب مختلطة بمياه صرف صحي"، تصل معه إلى عمق متر، تحت المساجد والأضرحة في القاهرة الفاطمية"، وهو ما يعني، في رأي الخبراء، وجود مشكلة تسرّب في شبكات المياه، التي تغذي أكثر من 20 مليون شخص يقطنون القاهرة، ثاني أكبر عاصمة في إفريقيا.
التسرّب في مصر، مرجعه بحسب متخصصين، تهالك شبكات الأنابيب وكثرة الثقوب بها، من ناحية أخري، فإن المشكلة الأكثر تعقيدا تكمن في سرقة المياه، عن طريق أنابيب فرعية عشوائية، يتمّ ربطها بالشبكة العامة، بما اعتبره البعض، تبديدغير مقبول، في بلد يمر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، خاصة بعدما بات مستوى الشوارع أعلى من المستوى الذي شيّدت عليه هذه الأبنية الأثرية.
من المعلوم ان مصر ليس لديها فائض أموال، لكي تتحمل كلفة إنتاج مياه لا يستخدمها أحد، وأن ما يسمّيه الخبراء بـ "المياه غير المدفوعة الثمن" تؤدي في العالم كله، إلى خسارة عشرات المليارات المكعبة من المياه.
ووفقا للأرقام الرسمية، فإن نسبة 26,5% من مياه الشرب المنتجة في مصر، لم تصل إلى المستهلك خلال 2021/2022 ، بحسب الأمم المتحدة، فيما يعتقد الخيراء ان نسبة مايفقد من مياه الشرب أكبر من ذلك، ناهيك عن الأضرار الصحية والبيئية المترتبة علي الخلط أو الفقد ، ولا اعرف كيف فات علي جلسات " الحوار الوطني" بحث ذلك الملف، ووضع حلول مستقبلية له علي طريق انقاذه من التلوث والعطش؟!!