فيصل مصطفي يكتب : وزير الخارجية الهُمامْ

الكاتب الصحفي فيصل مصطفي
الكاتب الصحفي فيصل مصطفي

بعد رفض السيد سامح شكرى وزير خارجيتنا الهمام ، قرار الاتحاد الأوروبي بإلغاء الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي ، بسبب عودة سوريا إلى الجامعة العربية .. رأيت من واجبى الوطنى والمهنى ، ألا أترك هذا الموقف ،  يمر مرور الكرام لأنه ، يتنافى مع كل الأعراف الدبلوماسية فى العلاقات  .

هذا القرار لا ينطوى على أى إهانة موجهة للأمة العربية ، كما يتخيل أصحابه الذين أصدروه ، وإنما يعكس ضيق أُفقهم وضحالة فكرهم ، ويزيد الأمة العربية شموخا ، ويؤكد أن أمة العرب ، رغم كل ما تتعرض له من مؤامرات وحروب ، إلا أنها مازالت بخير ، فهى أمه حية ، قوية ، لم ولن تمت ، ولها وزنها وثقلها الحقيقى والصحيح بين الأمم .

كنت أتمنى أن يصدر بيانا قويا من الجامعة العربية ، يتضمن ردا مفعما قويا على هؤلاء الأوربيين الإستعماريين ، ويدعم ويقوى من البيان القوى ، الذى أصدره وزير الخارجية سامح شكرى .

عموما ، هذا الموقف ، يؤكد أن الأحقاد والأمراض الإستعمارية ، ما زالت قابعة فى أذهان هؤلاء الناس . وعليهم أن يتنبهوا لحالهم ، الذى تدهور كثيرا ، بسبب عدم إستطاعتهم مواجهة الأزمة الطارئة لظهور مرض ووباء كورونا فى بلادهم . 

كما جاءت الحرب الروسية الأوكرانية ، لتؤكد أن أوروبا هذه ، نمر من ورق ، لأنها تعيش عالة على الإنتاج الزراعى الروسى والأوكرانى .

ولعل الرد المصرى على إلغاء الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي ، يجعل قادة أوروبا ، يشعرون بأن دولهم ، ليسوا قوى إستعمارية كبرى ، تهيمن على العالم ، كما كان الحال فى القرن 18 والقرن 19 ، والنصف الأول من القرن ال20 ، بل أن الدنيا تغيرت ، وما كان يصلح فى مراحل "دبلوماسية البوارج" أو ما يُسمى بسياسة العصا الغليظة ، التى كانت سائدة  فى القرن التاسع عشر ، لايصلح الآن للاستخدام مع الأمم الحية والقوية .

أتمنى أن نجد ردودا عربية قوية وعملية أخرى على الموقف الأوروبى ، لكى يتم تلقينهم درسا لا ينسوه أبدا ، فى احترام شعوب العالم ، وإرادتهم الحرة المستقلة ، وقراراتهم السيادية ، ويفهموا أن عصر التبعية للغرب الأوروبى ، قد ولى ، ولن يعود .

[email protected]

ترشيحاتنا