«ان كنت ناسى أفكرك» من 17 سنة توفت يوم الأثنين 5 يونيو.. هدى سلطان أمرأة على الطريق

الفنانة هدى سلطان
الفنانة هدى سلطان

تحل اليوم الأثنين 5 يونيو ذكرى وفاة الفنانة هدى سلطان التي رحلت في مثل هذا اليوم الأثنين عام 2006 وتركت خلفها ميراث فنى عظيم وسيرة شخصية وفنية وحكايات لا تنسى.

وهى ولدت في قرية كفر أبو جندي تابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية على بعد 14 ميل من مدينة طنطا اسمها بهيجة حبس عبد العال الحو، هي شقيقة المطرب والممثل محمد فوزي ، وهي من عائلة إقطاعية استطاع شقيقها الأكبر محمد فوزي أن يفرض رأيه على والده المحافظ ليعمل في الفن والذي لم يعترف بابنه حتى حقّق نجاحاً فنياً كبيراً، وهذا شكّل دعماً قوياً لشقيقته الأولى والثانية لدخول عالم الفن بدعم منه مع بعض التحفظ، وهذا مهّد لانطلاقة هدى سلطان لتعلن ولادتها الفنية في عام 1950 مع فيلم «ست الحُسن». ولكنها دفعت ثمن هذا النجاح بطلاقها أكثر من مرة بسبب الغيرة الفنية ، فقد طلقها أول أزواجها محمد نجيب بعد أن أنجبت كبرى بناتها نبيلة وقد تزوجته وهى فى عمر 14 عاما ، ثم تزوجت وتطلقت من المنتج والموزع السينمائي فؤاد ثم من بعده فؤاد الأطرش شقيق فريد وأسمهان الأطرش، ثم فريد شوقي الذي أنجبت منه ابنتيها ناهد ومها وعاشت معه 15 عاماً ، ثم تزوجت بعده المخرج المسرحي حسن عبد السلام.

وفى كتابه «عشر نساء في واحده» للكاتب كمال رمزي والذي يحكي مسيرة الفنانة الراحلة هدى سلطان أكد فيه أن هدى سلطان فنانة عالمية وليست مصرية فقط ، وهي حالة فنية مكتملة المعالم ومميزة جدًا وسط جيلها، ولن نجد من يوازيها.

فقد عاشت سبعين عاماً من التألق والفن، حيث أن هناك دائما وسط كل جيل شخص يعتبر حدث ، و كانت الفنانة هدى سلطان هي هذا الحدث في جيلها وما بعدها، فمنذ ظهورها وهي واضحة الأداء وكانت سيدة جاده جداً، وكان زواجها من فريد شوقي فترة تألق لها، فطموحه ليكون منتجاً شاملاً كما كان الفنان أنور وجدي كان دافعاً له لإنتاج الكثير من الأعمال الفنية التي تألقا فيها، إلا أن سفره لتركيا ولبنان في فترة زمنية تعرقل فيها الانتاج في مصر جعل الانفصال بينهما أمر حتمى ، فهي على الرغم من قوتها إلا انها الأم والزوجة الحنونة، لذا فهي قدوة لأي سيدة في المجتمع.

وأضاف الكاتب كمال رمزي أنها كانت سيدة الشفاء فلم تكن تزور أحد وهو مريض إلا ما كان يشفى، وعندنا علمت بمرض شقيقها الفنان محمد فوزي هاتفت زوجته حينها الفنانة مديحة يسري وطلبت منها استئذانه في زيارته لانهما كانا على خلاف في ذاك الحين.

و في لقاء تلفزيوني نادر مع المذيعة سوزان حسن قالت هدى سلطان بأن القطيعة بينها وبين شقيقها الفنان محمد فوزى استمرت نحو 4 سنوات من عام 1947 وحتى عام 1951 ، ووصفت خلافها معه ، بأنه كان خوفًا عليها من الوسط الفني ، لكن عندما تأكد من حبي للفن وأنني غاوية غناء وتمثيل، قام بمساعدتي، وقدم لي أنجح الأغنيات منها لاموني وضاربين الودع والسد، بخلاف عدد من أغاني الأفلام.
وقالت أبنتها المنتجة ناهد فريد شوقى  إلى أن والدتها كانت تمتلك إرادة حديدية، حتى تم التصالح بينهما، وقدّم لها محمد فوزي عددًا من الألحان، وأنتج فيلم فتوات الحسينية الذي جمع بينها وفريد شوقي عام 1954.

وكشفت ناهد فريد شوقي أن هناك سرا في أغنية "إن كنت ناسي أفكرك" التي كانت تغنيها من حين لآخر هدى سلطان، حيث كانت ملامح وجه فريد شوقي تختلف بمجرد سماعه للأغنية، وهو ما يؤكد وجود سر وراء الأغنية لا تعلمه حتى الآن.

وعن فيلم "امرأة في الطريق" الذي قامت ببطولته هدى سلطان ورشدي أباظة، حيث قيل إن فريد شوقي شعر بالغيرة من رشدي أباظة ، وناهد فريد شوقي أكدت أنه في تلك الفترة كان والدها يقوم بتصوير فيلم آخر، وفي طريق عودته كان يمر على والدتها هدى سلطان أثناء تصويرها للفيلم، فكان صناع الفيلم يحجبون عنه الألبومات خوفا من غضبه حينما يراها.

و هدى سلطان كانت تسكن في حي مصر الجديدة بمفردها ولم يكن معها سوى الخادمة والتي تجهز لها الطعام في آن واحد وما أن نتتهي من وضع الإفطار تغادر المنزل فورًا ، وفى ليلة من ليالى رمضان سمعت أصوات غير طبيعية فى شقتها حيث كانت تسمع صوت فى المطبخ وتحريك أثاث.

ووقتها تأكدت أن لديها لصوص بالمنزل فامتلكها الخوف ولم تستطع الحركة من مكانها ثم سمعت طرقات عنيفة على باب حجرة نومها فلم تعرف ماذا تفعل إلى أن نزعت قطعة الرخام الموجودة بجوارها على المنضدة وفي نفس الوقت أضاءت النور لتساءل من الطارق على الباب، ولكن لم تجد إجابة.

وصرخت هدى سلطان بشدة طالبة الاستغاثة من الجيران، لتجد صوت نسائي يطمئنها ويقول: «متخافيش ياستي متخافيش»، لتفتح لها الباب وتتفاجئ بخادمة الجيران وسألتها عن سبب الحضور فأخبرتها بأن خادمتها أوصتها بالدخول لتحضير الطعام لها وإيقاظها في وقت السحور، ومنحتها مفتاح الشقة وقالت سلطان عن هذا الموقف كادت خادمة الجيران تتعرض للقتل على يدي.

وأشار الإعلامي الراحل وجدي الحكيم إلى أن فريد شوقي بكى في يوم زواج هدى سلطان من حسن عبد السلام، وكان متواجدا حول منزلها وهو يبكي.

توفيت هدى سلطان بمرض السرطان الإثنين الخامس من شهر يونيو عام 2006 بمستشفى دار الفؤاد ، عن عمر يناهز 81 عاماً وذلك عقب وفاة ابنتها مها فريد شوقي بحوالي 50 يوماً

ترشيحاتنا