محمود الخولي يكتب : التعاونيات..الي أين؟!                                        

.
.


بحثت عن حصة للجمعيات التعاونية، في بيع اللحوم الحمراء السودانية الطازجة، تلك التي تباع بمنافذ المجمعات التابعة للقابضة الغذائية التابعة لوزارة التموين، فلم اجد، وقدعلمت بعد السؤال ان الدولة ممثلة فى الوزارة ذاتها ، قد حلت العديد من  تلك الجمعيات، بدعوي  وضع ما اسمته "خطة "استباقية لتأمين مخزون استراتيجى من كافة  السلع ، بالتوسع فى السلاسل التجارية الكبرى بالمحافظات  لتقليل حلقات التداول للسلع، فلا تزيد تكاليف النقل ومعها السعر النهائى للمنتج.

ولما كانت تكلفة تلك السلاسل تجاوز خمسين مليار جنيه وفق تصريحات د.علي المصيلحي في سبتمبر من العام الماضي، بما يرهق ميزانية الدولة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، فقد ازدادت الطين بلة  مع اطلاق  وزارة التموين، منافذ متنقلة بالميادين العامة والمناطق النائية والتي تفتقر لوجود مجمعات استهلاكية لتوفير اللحوم الحمراء لها بالتخفيضات المطروحة، وكأن الحكومة  تعشق الحرث في البحر، خاصة مع صعوبة السيطرة علي  اسواق البيع، وتوسيع دائرته للمواطنين.

 الواقع يقول ان الاعتماد علي المجمعات التعاونية، ومشاركته في التصدي لمافيا السوق السوداء والدلالات، من الشراء، بهدف اعادة البيع وتحقيق ارباح غير مشروعة، كان اجدي، خاصة وان سعر بيعها 195 جنيه للكيلو، بواقع 2 كيلو بحد أقصى لكل مواطن.

 لعل ذلك ما جعل الدكتور احمد عبد الظاهر رئيس الاتحاد العام للتعاونيات، والذي يشرفني انني علي اطراف دائرة اصدقائه،  يركزفي كلمته خلال جلسة الحوار الوطني منتصف مايو الماضي، علي شرح  وتوضيح دورالحركة التعاونية المصرية واهمية التعاونيات بشكل عام في مصر والعالم، و ان دورها بالأساس حل المشكلات ومواجهة الأزمات حسب قوله. 

اذكر انني كتبت مرتين منذ عقد ويزيد، وفي مناسبتين مختلفتين وبنفس المكان  عن التعاونيات.. مرة تحت عنوان "التعاونيات تريد  دعما "، بينما الثانية: " التعاونيات تريد حلا".. لا اتذكر أيهما اسبق، وفي كل مرة  يصلك وعد حكومي، باعادة النظر في التشريعات المنظمة لحركة التعاونيات في مصر، وفي كل القطاعات( زراعي –استهلاكي- انتاجي- ثروة مائية)، 

زادت معها قناعات قيادات الاتحاد التعاوني، بضرورة اعادة النظر في العمل علي تعديل التشريعات التعاونية،  واصدار القانون الموحد لحركتها، وانشاء بنك تعاوني، و جامعة اهلية، \فضلا عن اهمية استحداث مادة لتدريس التعاونيات في المدارس والجامعات المصرية.

التعاونيات ياسادة ليس هدفها منافسة الحكومة، وأري انه لا بأس وهي تضم قامات علمية  وخبرات واسعة في مجالاتها، من المشاركة في رسم السياسات العامة ذات االصلة، مادامت حسنة النية، ووطنيتها لا تقبل الشك.

[email protected]

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا