عبدالنبي النديم يكتب:

«كدة كدة .. مقضية» دعوة للتكافل بين الجميع

النديم
النديم

دعوة جميلة من أحد أصدقائي الأعزاء، هشام أبو شادية، أطلقها بكلمات راقية وجميلة، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تدعو للتواصل والمحبة والمودة بين الجميع، الأهل والأصدقاء والجيران .. فكتب «أنا ضد جملة «ده بيكلمني علشان مصلحة» .. ميكلمني علشان مصلحة، ميسأل علشان محتاج حاجة، ميطلب اللي هو عايزه.. وأنا لو في ايديا والله ما هتأخر،  ده كلمه عيوني ليك، كلمه بسيطه تحمل كل معاني الرقي والذوق والأصل الطيب، ما هي حوائج الناس كده كده مقضية.. بيا من غيري مقضيه بأمر الله، أجي أنا العبد الفقير الذليل أقول ده عارفني مصلحة؟!

لو كده إعرفني مصلحة يا أخي..

محتاجين نتعلم ثقافة إننا مسخرين لبعض، وأننا مجرد أسباب، وبينا من غيرنا عون الله ومساعدته لخلقه هتوصل 

في احترم نعمة ربنا فجعلك سبب لقضاء حاجة حد وإحمد ربنا عليه وأنت ساكت».

دعوة راقية تحمل بين حروفها القيم والأخلاق والأصل الطيب، لإحياء قيم تاهت في زحام البحث عن لقمة العيش، ومعارك البحث عن حياة كريمة، تنم عن الانتماء إلى الأصل الطيب والتربية في بيت يتسم بالأصول العريقة، أن يكون الفرد في خدمة المجتمع والمحيطين به، النابعة من التدين السليم، فحديث سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى ‏الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».

والدين الحنيف يحثنا دوما في السعي لقضاء حوائج الناس، والتي تعد من الصالحات، فقال الله عزوجل في سورة العصر «والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين أمنو وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر» صدق الله العظيم.

«كدة.. كدة مقضية» دعوة سامية من إنسان يحمل صفات نبيلة وكريمة، أضم صوتي لصوته، للسعي لقضاء حوائج الناس، وإن الكل مطالب بالسير بكل جهده في الوقوف بقوة إلى جانب كل من يلجأ إليه، أملا في الخروج من أزمة أو ظروف صعبة تنغص عليه معيشته، لأنه سيجد المولي عزوجل معه في قضاء حوائج الناس.

دعوة أطلقوها لمد حبال المودة والوصال بين الأهل والأصدقاء والجيران، لتكون لبنة في بناء مجتمع متكاتف متعاون، حتى ولو كانت في سبيل المصلحة، والتي سوف تتحول إلى سنة حسنة بين الجميع، فمن ستقف بجواره اليوم، سيكون سندا لك غدا، وهكذا سيتواصل الجميع، حتى يكون المجتمع المحيط متكافل ومتعاون.. إنشروها بنية الخير والثواب .. وسيكون الجزاء من الله عزوجل ليعم الخير على الجميع.

 
 
 

ترشيحاتنا