محمد طاهر يكتب:

« زهرة آثار كفر الشيخ » .. وداعاً

محمد طاهر
محمد طاهر

ودعت منطقة آثار كفر الشيخ أحد أنبل وأنقى أثرييها في حالة حزن ممزوجة بالألم وعدم الإستيعاب.. فقد كانت بالأمس واليوم تعمل وتسارع من أجل مناقشة رسالة الدكتوراة الخاصة بها بعدما حصلت على الماجستير منذ سنوات خلال عملها بمجال الآثار الذي عشقته وتخصصت فيه.

إنها الباحثة الأثرية شيماء إبراهيم أو كما يعرفها زملائها ب "شيماء أبومهنى" زهرة كفر الشيخ وإبنة دسوق التي لم يزد عمرها عن الإثنين والثلاثين عاما.

عرفتها بعد أن نشرت عدد من التقارير حول سرقة حرز أثري من مخزن آثار تل الفراعين حيث تلقيت منها تليفون توضح لي فيه بعض الأمور التي تخصها فيما نشرت وتدعوني لزيارة مدينة بوتو الأثرية المعروفة ب "تل الفراعين الأثري" لإستجلاء الحقيقة من المسئولين ذاتهم وهو ما حدث بالفعل وزرت لأول مرة تل الفراعين بكفر الشيخ ثم تكررت الزيارة وتعرفت على الأصدقاء العاملين بالآثار هناك وزرت الشخلوبة فيما بعد وجزر البرلس بما فيها جزيرة الكوم الأخضر بعدما شوقني وصفها لهذا الموقع الأثري الفريد.

شهد لها مديريها وخبراء الآثار جمال سالم وفريج جاويش وغيرهم أنها من أشطر شباب الأثريين بمنطقة آثار كفر الشيخ في الوقت الذي تعرضت فيه للاضطهاد في العمل من بعض زملائها وللتنمر من البعض الآخر إثر إصابتها بالغدة الدرقية التي تسببت في زيادة وزنها وفقدانها توازنها بسبب الضغوط النفسية التي مورست عليها من قبل بعض الحاقدين فقد كانت للأثرية شيماء أبومهنى نشاطاً ملحوظاً في الآثار حتى أنها كانت تصدر مجلة مطبوعة باسم تل الفراعين. 

صدمني خبر وفاتها الذي تعاملت معه لساعات كأنه مجرد شائعة يروج لها بعض الحاقدين حتى تأكدت من الخبر الحزين ومازلت لم أصدق ولم أستوعب وما أحزنني أكثر هو أنني لم أتواصل معها منذ سنوات ولم أتابع ما تمر به من ظروف وأحزان بين مرض تارة وضغوط عمل تارة أخرى.

ماتت شيماء وبقى أثرها الطيب في نفوس الأنقياء من زميلاتها الذين راحوا يجمعون أجزاء القرآن الكريم بين تلاوتهم ليقدمونه هدية ورحمة على روح زميلتهم الطاهرة التي غابت ابتسامتها عنهم لكن الأثر الطيب أبدا لن يغيب.

رحم الله روحها الطاهرة وألهم أسرتها وزملائها ومحبيها الصبر والسلوان.

ترشيحاتنا