الأسعار من 120 إلى 300 جنيه للكيلو .. والإقبال محدود

«ستات مصر» تعود للـ«الخبيز البيتى» لمواجهة غلاء كعك العيد

صورة موضوعية
صورة موضوعية

محمد العراقى

دائما المرأة تكون هى كلمة السر، فهى كالعادة تنتصر فى معركتها ضد الغلاء، حيث أنها مع استقبال عيد الفطر المبارك، والإقبال على شراء كعك العيد، بدأت فى التفكير فى بدائل لتوفير من ميزانية المنزل بدلا من شراء الكعك من المحلات بأسعار مرتفعة ومبالغ فيها، فلجأت «سيدات مصر» إلى خبزه فى المنازل وابتكروا طرقا عديدة لتوفيره واستكمال فرحة العيد، الكعك والأسعار وإبداع سيدات مصر فى السطور القادمة، من خلال جولة على بعض محال بيع «كعك العيد» ومنافذ التموين تحدثنا مع المواطنين عن طرق مواجهة ارتفاع الأسعار باللجوء إلى «خبزه» فى المنزل..


أكد المواطنون أن الغلاء لن يمنع فرحتنا بالعيد، وأن الكعك البيتي أوفر وأفضل، وأن التجار يستغلون الوضع، لأن الاحتفال بشراء الكعك والبسكويت أمر اعتاده المصريون للاحتفال بعيد الفطر المبارك، وأشاروا إلى أن الأسعار مبالغ بها واستغلال واضح وأن الكثير من المواطنين سيلجأ للعزوف عن الشراء، وأوضحوا أن هناك أيضا تفكيراً فى العودة مرة أخرى للخبز فى المنازل وهذا الأمر بدأ يحدث بالفعل، وناشدوا بأن يكون هناك حل للأسعار بشكل عام وفى أسعار الكعك بشكل خاص، لأن الإقبال على شراء هذه المنتجات يعد احتفالاً خاصاً يحرص الجميع عليه وهو من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك..فيقول عبد الله محمود، "موظف" إن أسعار الكعك والبسكويت هذا العام مرتفعة جدا ولا يعرف كيف يستطيع هو وأسرته تدبير الأموال الخاصة بها.

 

لذلك قامت زوجتى بشراء كميات من الدقيق وعمل كمية كبيرة من الكعك فى البيت واكتشفنا أنه أوفر كثيرا وأفضل من كعك المحلات، موضحا أنه مسئول عن أسرة تتكون من 3 أبناء، بالإضافة إلى زوجته وبالتأكيد عند شرائه سيحتاج إلى شراء أكثر من 4 كيلو حتى يكفى أسرته فقط، فما بالك بالضيوف فكيف سيستطيع أن يقوم بشراء هذه الكمية إذا كان سعر الكيلو يتخطى الـ 170 جنيها.

 

ويشير إلى أنه لولا العادة بشرائه للكعك والبسكويت مع قدوم العيد لكان القرار الأول الذى سيتخذه بالاستغناء عنها، ولكن فرحة أبنائه ستكون السبب فى إقباله على الشراء، ولكن بكميات قليلة حتى لا يغير من عاداته ويشعر أبناءه بالحزن.

 

دواء وخبز
«يا ابنى خلاص الكعك والغريبة والبيتي فور ديه رفاهيات خلينا فى الأساسيات بعدها نفكر فى شراء الرفاهيات» .. بهذه الكلمات بدأ محمود مجدى، على المعاش، حديثه، قائلا: "أنا موظف على المعاش وبالكاد يكفينى معاشى لتدبير احتياجاتى  وزوجتى، فضلا عن أنه لم يعد هناك فائدة لشراء هذه المنتجات سوى زيادة فى الإرهاق المادي، كل اللى بيشغل بالى دلوقتى هو الأساسيات من دواء وخبز وغيرهما من سلع ارتفعت أسعارها وأصبحت لا تطاق.

 

 تقليل الكميات
ويقول على محمد، محامٍ : إنه اختار أن يرفع شعار التوفير هو الحل حتى يتغلب على غول الأسعار الذى اجتاح الكعك والبسكويت وغيرهما من المنتجات، مضيفا أنه يقصد بهذا الأمر أنه سيقوم بتقليل الكميات التى كان يشتريها وسيشتري ما يُدخل البهجة عليه وعلى أسرته وفى نفس الوقت سيقوم بتقليل الكميات التى كان سيهادى بها لباقى عائلته، قائلا: "هذا المنهج أصبح التفكير الأول الذى يلجأ له الجميع والسلاح الأهم لمواجهة هذه الأزمة، بالإضافة لسياسة الاستغناء.

 

الموروثات القديمة

«يعنى هنكسر فرحة ولادنا، أنا عن نفسى قررت بلاها جاهز ارجع اخبز الكعك انا وجيرانى فى بيوتنا زى زمان»، بهذه الكلمات بدأت هدى محمد، "موظفة" حديثها، مضيفة أن أسعار الكعك والبسكويت فى المحلات أصبحت لا تطاق وأنها فكرت فى الأمر مع زوجها ووجدت أنها ستحتاج إلى أكثر من 1000 جنيه حتى تشترى احتياجاتها من الكعك والبسكويت.

 

وتشير إلى أنها قررت بسبب ارتفاع الأسعار أن تلجأ للموروثات القديمة التى تربت عليها قديما من والدتها ، حيث إنها كانت تقوم بتجهيز الكعك فى المنزل وصنعه يدويا وإرساله بعد الانتهاء للفرن، وهذا الأمر على الأقل سيقلل من التكلفة بنسبة 40 %.

 

وتوضح: أن ما فعلته مع الكعك أمر ليس جديداً عليها، فصناعة احتياجاتها فى المنزل سياسة بدأت تنتهجها فى كل شىء كصناعة الزبادى وغيرها من الاحتياجات المنزلية، قائلة: "صنع احتياجاتى فى المنزل تضمن جودة ما اصنعه أولاً وفى نفس الوقت توفر لى فى التكلفة والأهم أنها تصنع غذاء صحياً لها ولأبنائها.


أما التجار فقد دافعوا عن أنفسهم، وبرروا الزيادة كالعادة بارتفاع أسعار الخامات المستخدمة، يقول محمد فريد، بائع: إنه لا حيلة لـلمحلات فى الأسعار فكافة مدخلات الإنتاج فى ارتفاع، ومع هذا فإن الأفران تحاول أن تُخرج المنتج من كعك العيد بجودة جيدة وأسعار مناسبة للمواطنين.

 

ويضيف: أن هناك الكثير من أنواع المنتجات بأسعار مختلفة تُحدَد على حسب الجودة، فمثلا العلبة الكيلو المشكل والتى تحتوى على كعك وبسكويت و «الغريبة والبيتى فور تتراوح أسعارها ما بين 120 جنيهاً وتصل إلى 300 جنيه وفق الجودة للمُنتج.

 

ويشير إلى أن المنتجات أيضا تختلف وفق احتياج الزبائن فهناك مثلاً علبة كعك فقط وتبدأ أسعار الكيلو منها 120 للكعك السادة وتصل الى 170 جنيهاً للكعك المحشو ملبن ، بينما يبلغ المحشو عين جمل سعر الكيلو به 220 جنيهاً.

ويوضح أن الذى يسرى على الكعك أيضا يحدث مع المنتجات الأخرى سواء كانت البسكويت أو « البيتى فور ، والغريبة « فتختلف الأسعار أيضا فمثلا يبدأ سعر كيلو البسكويت السادة من 100 جنيه وأيضا يبلغ اللوكس منه 150 جنيها للكيلو.

 

 مدخلات الإنتاج
ويقول فهمى سعيد بائع: أصحاب المحلات أو منافذ البيع مظلومون فى هذا الارتفاع الجنونى للأسعار، ومن غير المعقول أن يتم اتهامهم أنهم وراء هذا الارتفاع، ولكن المتهم الحقيقى هو ارتفاع مدخلات الإنتاج من دقيق وسمن وغيرها من مدخلات الإنتاج.

 

ويضيف متعجبا: "أيُعقل أن يحارب التاجر نفسه هذا أمر مستحيل، فالتاجر فى الأخير يريد أن يحقق مكسباً ومكسبه فى أن تتوافر منتجاته بأسعار مناسبة حتى يقبل المواطنون على شرائه".

 

ويشير إلى أن الإقبال هذا العام ضعيف مقارنة بالأعوام السابقة، خاصة أن الأسعار فعليا مرتفعة، فكيلو الكعك بلغ 180 جنيهاً هذا للسادة، بينما بلغ الكيلو من المحشو فستق 250 جنيهاً، بالإضافة إلى أن « الغريبة « يتراوح أسعار الكيلو منها بين 120 جنيها الى 240 جنيها ، بينما بلغ سعر الكيلو المخصوص من « البيتى فور» 240 جنيها أما « القراقيش» فسعر الكيلو أيضا يبدأ السادة منها من 110 جنيهات.

ويوضح أن التجار أنفسهم يبحثون عن حلول حتى يزداد الإقبال، بل إن هناك محاولات منهم لتخفيض الأسعار حتى تتناسب مع المواطنين إلا أن مدخلات الإنتاج كما ذكرنا أصبحت فوق طاقة أصحاب الأفران.

 

 يومية الصنايعية
ويلتقط طرف الحديث مسعد عبد الحميد ، بائع فيقول: «والله يا فندم احنا مش عارفين نلاقيها منين ولا منين يعنى انا مطلوب منى ادفع يومية الصنايعية وفى نفس الوقت اشترى الحاجات اللى هاعمل بيها الكعك اللى أسعارها بقت نار وفى نفس الوقت كهربا وغاز وفرن وأكل للعمال اللى بتسهر وفى الآخر أبيع بأسعار قليلة برغم كل التكلفة ديه».

 

ويضيف: أن الجميع ينظر للأسعار العالية ولا ينظر للسبب الرئيسى وهو أن هناك عوامل كثيره تتسبب فى الارتفاع لهذه الأسعار ومع هذا نحاول بأقصى ما نستطيع ان نضبط الأسعار، ولكن ما باليد حيلة.

 

هذا بالنسبة للكعك كذا الأمر فى البسكويت السادة منها يختلف عن « الشيكولاتة» أو الذى يتم خلطه بـ» الكاكاو» والقراقيش أيضا فهناك السادة والمحشو ملبن ولكن نستطيع أن نقول إن العلبة المشكلة يمكن أن تتراوح أسعارها من 150 إلى 300 جنيه وقد يزيد هذا السعر وفق الإضافات كما ذكرنا.

 

اقرأ أيضا: كعك العيد.. البيتى فرحة وبهجة من ريحة الزمن الجميل 

 

ترشيحاتنا