محمود الخولي يكتب: مصالحة علي ورق سوليفان !!

محمود الخولى
محمود الخولى

حين تدقق في تفاصيل بيان المصالحة المشترك الأخير، عقب  اجتماع وزيري خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان الخميس الماضي بالعاصمة الصينية بكين، تشعر وكأن هناك دلالا ممتدا بين البلدين منذ سنوات، وليست مقاطعة ممتدة لسنوات مغلفة بالتوتـر، اذ تسابق كل طرف خلال الاجتماع الذي حل موعده  بعد نحو شهر من الاجتماع الأول، في حث الطرف الآخر علي الاسراع في تنفيذ ما سبق وتم الاتفاق عليه، نحو إعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين بحلول شهر مايو المقبل، والبدء في تفعيل بنود اقتصادية وثقافية واستثمارية وفنية و..و.. برحابة سياسية ودبلوماسيةـ وان شئت فقل طبطبة سياسية ودبلوماسية متبادلة، باختصار مصالحة مكتوبة حروفها علي ورق سوليفان عن طيب خاطر.
 
أخيرا..  وبعد عقود كانت أنشطة "الحرس الثوري" الإيراني الخارجية أحد العوامل الرئيسة المؤدية الي اضطراب العلاقات بين ايران ودول الخليج العربية، تراجعت تلك الانشطة وعقليتها السوداء  وما سببته من مشكلات امنية وسياسية، تحت راية "الولي الفقيه".
وأخيرا ..وبعد ان كان لعدد من قادة "الحرس الثوري"،  تصريحات عدائية ضد المملكة العربية السعودية، تحديداً، حتى في الأوقات التي كانت "الخارجية الإيرانية" تسعى فيها إلى الحوار مع المملكة وتقليل مستويات التوتر ، يهددون من خلالها بقصف المنشآت الحيوية السعودية، ويتهمونها بأنها تقف خلف الاضطرابات الحاصلة في إيران، فقد ذابت مثل هذه التصريحات في اجتماع بكين، بعد ان اصبح لها وكما يقال ظهر وسند.
من الآخر ..المصالحة  او العلاقة  بين إيران والسعودية  ودول الجوار العربي بشكل عام، كما يراها" باحثون ايرانيون" جاءت بقرار أعلى، صادر عن مرشد الثورة علي خامنئي، لقناعة الاخير بأن الوقت حساس للغاية، وانه إذا لم يتم إصلاحها في عهده وبقرار حاسمٍ منه، فإن "الولي الفقيه" الذي سيأتي من بعده، لن يستطيع القيام بذلك، بل سيكون في موقع أضعف،  إذ لديه الكثير من الملفات الداخلية المعقدة التي تحتاج لأن تُحل، تنتظره شبكة تحالفات مع القوى النافذة، ستمنعه من تحقيق التوازنات الدقيقة الخارجية.بالتالي لن تتجرأ القيادات المتشددة الممتعضة – برأيهم- على "الولي الفقيه" الذي هو نفسه مرشد الثورة، لأنه سيظهرها في صورة  المخالفة لأوامره. 
 اخيرا..مابثته وكالات الانباء، من مداعبة الوزير السعودي نظيره الايراني قائلا : " الرحلة بين الرياض وطهران لا تزيد علي الساعتين" ، ردا علي تعليق نظيره الايراني بشأن طول الرحلة الي بكين ، هي من الشياكة الدبلوماسية ترحيبا بدعوة متبادلة لزيارة البلدين، تنتظرها القاهرة اليوم، من أجل مصالحة مماثلة، علي ورق سوليفان!!
 
 
 
 

ترشيحاتنا