طعام أهل الجنة ( اليقطين )

اليقطين
اليقطين

 

في الجنّة عدّة أنواع من الطعام والشّراب، وجاء ذِكر العديد منها في القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) وقال أيضاً: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) وقد ورد في القرآن الكريم أنّ من طعام أهل الجنّة اللحوم، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) وممّا أعدّ الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين في الجنّة: أنهار من العسل المُصفّى، وأنهار من اللبن، وأنهار من الخمر؛ فقال: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى) وخمر الجنّة هو خمر يختلف اختلافاً كليّاً عن خمر الدنيا.

اليقطين

جاء ذكر اليقطين في القرآن الكريم مرة واحدة وفي سورة الصافات عند الحديث عن سيدنا يونس، في قول الله تعالى: ” وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)”.

واليقطين هومن عائلة القرع وهو بانواع واشكال واحجام عديدة وهو قابل للتخزين من دون تلف لمدة طويلة لسماكة قشرته اما قطافه فلا يحتاج الى مجهود فهو يستند على الارض كالبطيخ.

 يقول ابن كثير في تفسيره عند حديثه عن اليقطين: “…وذكر بعضهم في “القرع” (يقصد اليقطين) فوائد، منها: سرعة نباته، وتظليلُ ورقه لكبره، ونعومته، وأنه لا يقربها الذباب، وجودة أغذية ثمره، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا بلبه وقشره أيضا”.

 ويقول الدميري في كتابه “حياة الحيوان الكبرى” عند حديثه عن الذباب:” ولا يقع على شجرة اليقطين. ولذلك أنبتها الله على نبيه يونس عليه الصلاة والسلام، لأنه حين اخرج من بطن الحوت لو وقعت عليه ذبابة لآلمته فمنع الله عنه الذباب بذلك، فلم يزل كذلك حتى تصلب جسمه”.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:” إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَهُ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ فَقَرَّبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزًا وَمَرَقًا فِيهِ دُبَّاءٌ (اي يقطين ) وَقَدِيدٌ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيْ الْقَصْعَةِ قَالَ فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ”. (رواه البخاري)

ويعتبر اليقطين مصدراً للفيتامينات المضادة للأكسدة كالفيتامينات A و CوE  والمغنسيوم والحديد… علماً أنه يحتوي على النسبة الاعلى من الفيتامين A. ويعتبر فيتامين (أ) ضروري للجسم بشكل كبير وهو ضروري بوجه خاص لنمو العظام والأسنان.

ويُصاب الناس الذين لا يتناولون قدرًا كافيًا من فيتامين أ بحالة يُطلق عليها اسم جفاف المُلتْحمة، حيث يصبح سطح العين جافًا مع احتمال إصابتها بالمرض. ويشكّل فيتامين أ أيضًا جزءًا من صبغتين تساعدان العين في تأدية وظيفتها الطبيعية في الضوء المتباين الشدة ويعتبر العشى الليلي عرضًا مبكرًا لنقص فيتامين (أ).

ويحافظ فيتامين أ على سلامة الجلد وقد اثبتت الابحاث ان عصارة نبات الدباء (اليقطين) وعصارة ثمرته تعيد صبغيات الجلد وتنمي انسجته وتقوي الجسم وهذا مادل عليه القرآن الكريم حين اختار الله عز وجل اليقطين لنبيه يونس وهو هزيل الجسم بعد اخراجه من بطن الحوت.

كما إنّ مضادات الأكسدة الموجودة في اليقطين تعمل على حماية الجهاز التنفسي من الالتهابات وتساهم في الحد من نوبات الربو.

ويعتبر اليقطين خفيف الهضم مليناً للمعدة، فهو يحتوي على حوالى 80% من وزنه ماء، لهذا فهو طارد للعطش ويزيل الحرارة والحمى، مدر للبول يفتت الحصى والرمل، ويعالج مشاكل غدة البروستات كما يزيل التهابات الكلى وينشط الكبد واليقطين لا يذكر في بحث الا ويشار الى انه مهدئ للأعصاب وأمراض النفس.

وبذور اليقطين تحتوي على الTryptophan الذي يساعد على الحصول على نوم هانئ وعلى مقاومة الاكتئاب كونه يتحول إلى Serotonin8 .

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا