«الماء».. طعام أهل الجنة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في الجنّة عدّة أنواع من الطعام والشّراب، وجاء ذِكر العديد منها في القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) وقال أيضاً: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) وقد ورد في القرآن الكريم أنّ من طعام أهل الجنّة اللحوم، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) وممّا أعدّ الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين في الجنّة: أنهار من العسل المُصفّى، وأنهار من اللبن، وأنهار من الخمر؛ فقال: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى) وخمر الجنّة هو خمر يختلف اختلافاً كليّاً عن خمر الدنيا.

الماء سر الحياة، وأصل من أصولها ولا يمكن أن توجد من دونه، وجعل الخالق العظيم الأرض أغنى الكواكب ثراء به، فأنشأه وأخرجه من داخلها ليتكثف ويعود إليها مطراً وبرداً وثلجاً

وقد وردت كلمة «ماء» في القرآن الكريم ثلاثاً وستين مرة منها قوله تعالى:«إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون» سورة البقرة- الآية 164.

و قال تعالى:«وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء....» سورة الأنعام- الآية 99، وقوله سبحانه «أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها.....» الرعد- الآية 17 وقوله عز وجل:«الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الانهار» سورة إبراهيم- الآية 32، وقوله سبحانه «وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين» سورة الحجر- الآية 22.

وذكر الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى أسبغ على الناس النعم الظاهرة والباطنة بأن جعل لهم الأرض فراشاً أي مهداً، والسماء بناء وأنزل من السماء ماء، والمراد بالسماء السحاب، فأخرج لهم به من أنواع الزروع والثمار رزقاً لهم ولإنعامهم.

ومن أشهر أنهار الجنة هو نهر الكوثر ، و جعل الله في الجنة عيونًا متعددة من أجل أن يرتوي منها أهل الجنة ، وهي مختلفة الأوصاف والطعوم والمشارب ، وقد ذكرها الله تعالى في عدة آيات بالقرآن الكريم ؛ حيث يقول المولى عزّ وجل “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ” ، كما قال سبحانه وتعالى “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ”ومن أشهر تلك العيون هى :

عين كافور حيث قال الله تعالى فى سورة الأنسان : ” إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا” ، وقد وُصفت بأنها عين ماء جارية في الجنة ومعروفة باسم عين.

عين زنجبيل قال الله تعالى في سورة الإنسان ” وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا” ، وعُرف عنها أنها عين تحتوي على طعم الزنجبيل.

عين سلسبيل وقد ورد في سورة الإنسان أيضًا قوله تعالى “عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا” ، وذُكر أنها قد سميت باسم سلسبيل لسلاسة وحدة جريها ، وهي نابعة من جنة عدن إلى أهل الجنة.

عين طهورومما ورد كذلك في سورة الإنسان ” وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا” ، وقيل أنها عين ماء موجودة على باب الجنة ونابعة من ساق شجرة.

ويُكوّن الماء ما نسبته 60% من جسم الإنسان، ولذلك فإنّه يُعدّ مهمّاً جدّاً للحياة؛ حيث إنّه يدخل في جميع وظائف الجسم الحيوية، وهو متوفر في جميع الخلايا، والأنسجة، والأعضاء في جسم الإنسان، كما أنّه يعمل على تنظيم حرارة الجسم، ولذلك يجب على الإنسان أن يعوّض الماء الذي يفقده الجسم عن طريق الهضم، أو التنفس، أو التعرّق، ومن الجدير بالذكر أنّ كميات الماء التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخصٍ إلى آخر، وذلك بالاعتماد على العديد من العوامل، مثل النشاط البدنيّ للإنسان، أو المناخ الذي يعيش فيه، أو معاناته من أيّ أمراض أو مشاكل صحيّة أخرى.

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا