تهجين وزراعة نوع جديد من القطن يقاوم النيران

تعبيرية
تعبيرية

 

تضيف شركات تصنيع الملابس القطنية حديثا، مواد تقلل من اشتعال القطن في النسيج القطني، ولكن تلك المواد مضرة بالبيئة، وتتسبب أيضا بحساسية جلدية لبعض الأشخاص، فضلا عن زوال المواد بعد غسيل الملابس مرات عدة.

ولاحظ الباحثون وجود صفات مؤخرة للاحتراق في بعض أنواع القطن البني؛ ما دفعهم إلى البحث عن الجينات المسؤولة عن مقاومة الاشتعال فيها.

لذلك ابتكر باحثون من قسم الزراعة الأمريكي تقنية وراثية غير مسبوقة لإنتاج نوع جديد من القطن المقاوم للاحتراق من خلال تهجين أنواع عدة من القطن وتبادل الجينات فيما بينها.

وأوضح الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة "بلوس ون" العلمية، آلية خلط الجينات بين أنواع القطن القابلة للاشتعال؛ ما أدى إلى ظهور صفات تقاوم النيران في نوع جديد من القطن، لكن تبقى المنتجات القطنية كما هو معلوم عرضة للاحتراق بسرعة وسهولة؛ ما قد يسبب أضرارا بالبشر عند اقترابهم من مصدر حراري.

وبعد اختبار مزاوجة أنواع مختلفة من القطن عبر الأعوام السابقة لتحسين صفاتها، اختار الباحثون بعض الأنواع الأكثر ترشيحا لمقاومة الاشتعال، وعرضوا عينات منها للاحتراق المباشر، واختاروا العينات الأفضل منها.

واستخلص الباحثون عينات نسيجية من أنواع القطن التي قاومت الاشتعال، وعند تعريضها للنيران، استطاعت إطفاءها مع الحفاظ على قدرتها في مقاومة الاشتعال أثناء الاختبار.

ويسعى الباحثون إلى استكمال جهودهم في فهم آلية عمل الجينات المسؤولة عن مقاومة الاحتراق، وتحسين الصفات الوراثية للقطن، مع الحفاظ على صفاتها بعد تكرار غسلها واستهلاكها مرات عديدة.

وقد يفتح القطن المقاوم للاحتراق آفاقا جديدة أمام إدخال تقنيات مشابهة إلى مختلف أنواع المنتجات الزراعية القابلة للاشتعال في المناطق الحارة مثل القمح؛ .

يُذكر أن الجهود البحثية لإجراء تعديلات وراثية على القطن مستمرة منذ عقود، وسبق أن نجح باحثون في إنتاج قطن معدل وراثيا لمقاومة الحشرات من خلال إدخال بروتين معين إلى حمضه النووي.

وتستمر التقنيات الحيوية بالتقدم في مجال تعديل النباتات الزراعية لتتلاءم مع الظروف الاقتصادية والاحترار العالمي وما يصحبه من تغيرات بيئية تؤثر على صحة النبات ودورة حياته.

ترشيحاتنا