طعام أهل الجنة (اللبن)

الحليب من طعام أهل الجنة
الحليب من طعام أهل الجنة

في الجنّة عدّة أنواع من الطعام والشّراب، وجاء ذِكر العديد منها في القرآن الكريم، فقال الله تعالى: (وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) وقال أيضاً: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) وقد ورد في القرآن الكريم أنّ من طعام أهل الجنّة اللحوم، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) وممّا أعدّ الله -سبحانه وتعالى- لعباده المؤمنين في الجنّة: أنهار من العسل المُصفّى، وأنهار من اللبن، وأنهار من الخمر؛ فقال: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى) وخمر الجنّة هو خمر يختلف اختلافاً كليّاً عن خمر الدنيا.

قال الله تعالى في سورة النحل آية 66: {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين} وقال الله تعالى في سورة محمد {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه}.

واللبن يبدأ تكوينه من المواد الغذائية التي تتغذى عليها إناث الثدييات، بعد أن يتم هضم الطعام وامتصاصه ووصوله إلى الكبد عبر الأوعية الدموية ومن ثم إلى خلايا الضرع أو الثدي وقنواته ليفرز اللبن الخالص من كل الشوائب في قنوات الضرع.

والمصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى أخبرنا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا بما توصل إليه العلم الحديث بعد رحلة شاقة من الأبحاث والدراسات حول أهمية اللبن الغذائية والصحية للإنسان، وأن اللبن غذاء كامل أو هو أكمل غذاء للإنسان، ولا يوجد ما هو خير منه للإنسان.

أما في الأحاديث النبوية، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (من أطعمه الله طعاماً فليقل اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خير منه ومن سقاه لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي يسمي التمر واللبن الأطيبان)، وفي حديث الإسراء والمعراج ورد انه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم اناءان في أحدهما خمر وفي الآخر لبن فاختار الإناء الذي فيه اللبن فقيل له "هديت وهديت أمتك".

ولا يخفى على أحد أهمية اللبن للأنسان وحاصة الأطفال وكبار السن حيث يعطي لهم كثيرا ًمن المغذيات بطريقة سهلة التمثيل، ويمدهم بفيتامين ( د ) والذي قد يكون مفيدا لكبار السن الذين لا يستطيعون الخروج إلى ضوء الشمس.
ذكر تقرير خبراء المركز الصحي الأمريكي أفضلية منتجات الألبان كمصدر للكالسيوم حيث لوحظ انخفاض حدوث تسوس وسقوط الأسنان بزيادة تناول اللبن خاصة وان إضافة الفلوريد إلى اللبن أكثر تأثيرا في منع تسوس الأسنان من إضافته إلى الماء.

كما أظهرت الأبحاث أن الغذاء المكون من منتجات الألبان الفقيرة في الدهن والخضروات والفاكهة لها تأثير مفيد على ارتفاع ضغط الدم.

وتشير الكثير من الدراسات إلى دور بروتينات اللبن في الوقاية من السرطانات، وقد أظهرت نتائج قدرة منتجات اللبن على منع تكوين الأورام في القولون والثدي.

وقد أوضحت الدراسات الحديثة أن لبن الإبل يمتاز بميزات مناعية فريدة، حيث أنه يحتوي على تركيزات مرتفعة للغاية من بعض المركبات المثبطة لفعل بعض البكتريا الممرضة وبعض الفيروسات.

وفي الهند يستخدم لبن الإبل كعلاج للاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو والأنيميا والبواسير ووظائف الكبد في المرضى المصابين بالتهاب الكبد .

و روي البيهقي عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه ( رضي الله عنه ) قال: سمعت رسول الله ( صلي الله عليه و سلم ) يقول:” في الجنة بحر للماء و بحر للبن و بحر للعسل .. و بحر للخمر ثم تشقق الأنهار منها بعد”

ترشيحاتنا