خبير آثار: «معارض بريطانيا» فرصة كبيرة للترويج للسياحة المصرية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لأول مرة فى بريطانيا يقام ثلاثة معارض فى نفس التوقيت، معرضان ثابتان لإحدى الشركات رحلة إلى مصر القديمة عن حجر رشيد واكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ومعرض متجول للمتحف البريطانى بعنوان "الهيروغليفية المصرية اكتشف الغموض" يطوف على السكان المحليين وأطفال المدارس.
 
وفى ضوء ذلك يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أن هذه المعارض فرصة كبرى للترويج للسياحة إلى مصر وزيادة نسبة السياح من بريطانيا خاصة المعرض المتجول الذى يدعو طلاب المدارس ويدخل كل منزل بعيد عن العاصمة لندن.
 
وأردف بأن لمصر تجربة سابقة فى الثمانينات فى المعارض المتجولة حيث خرجت كف القديسة كاترين فى معرض متجول فى اليونان كان لها أبلغ الأثر ليس فى زيادة أعداد السياح القادمين من اليونان ولكن فى زيادة أعداد السياح من كل الجنسيات نتيجة إقبال دول كثيرة على طلب معارض خارجية من مقتنيات دير سانت كاترين من أيقونات ومخطوطات ووثائق وغيرها وخرجت المقتنيات فى معارض إلى اليونان والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وإسبانيا وكان مرافقًا لمعرض بارشلونة بإسبانيا الدكتور عبد الرحيم ريحان وشاهد مدى استقبال أهل بارشلونة لأيقونة سانت كاترين والذى كانت لها دعاية خاصة تمتد من مطار بارشلونة وحتى مكان عرضها.
 
وأطلق الدكتور ريحان على هذه المعارض اسم "إحياء الولع بالحضارة المصرية بين الأجيال الجديدة" حيث نشأ هذا الولع فى الأجيال الماضية منذ اكتشاف رموز اللغة المصرية القديمة 1822 ثم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون 1922 والتى تحتفل بهما بريطانيا فى هذه المعارض الممتدة حتى 18 يونيو القادم 
وأن تجول المعرض فى مناطق بعيدة عن لندن ودعوة طلاب المدارس إليه سيساهم فى تعريف الأجيال الحالية بقيمة الحضارة المصرية وهم من يملكون المعارف والتقنيات للترويج السياحى وبالتالى سيحيى الولع القديم بالحضارة المصرية.
 
ونوه الدكتور ريحان بأنه يجب أن تستفيد مصر من هذه المعارض بالمشاركة بمنتجات مصرية من نماذج أثرية طبق الأصل تنتجها الشركة الخاصة بوزارة السياحة والآثار نسخة طبق الأصل ولها حقوق ملكية فكرية وعمل تى شيرتات وشنط وإكسسورات مختلفة يقبل عليها الشباب عليها رسومات لحجر رشيد أو إحدى مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون التى تبلغ 3500 قطعة بأشكال مختلفة منها  27 كفًا و427 سهمًا و12 كرسيًا صغيًرا و69 صندوقًا و34 عصا معقوفة حيث تعرض متاحف هال فى لندن مجموعاتها المستنسخة من كنوز توت عنخ آمون التى صنعها النحات ويليام جونيور وفريقه من الحرفيين قبل صدور قانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 وتعديلاته لمعرض الإمبراطورية البريطانية الذى أقيم فى ويمبلى فى عامى  1924- 1925.
 
وتابع بأنه طبقًا للمادة 39 من قانون حماية الآثار يمكن السماح لشركات ببريطانيا بعمل مستنسخات ونماذج لها مقابل مادى حسب كم المبيعات بحيث يكون لمصر عائد من الترويج السياحى وعائد من ترويج منتجاتها التراثية وتنص المادة 39 من قانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 وتعديلاته على أن للمجلس الأعلى للآثار أن ينتج نماذج حديثة للآثار على أن يتم ختمها منه، وللمجلس الترخيص للغير أو بالتعاون مع أي جهة يحددها بإنتاج هذه النماذج طبقًا للمواصفات والشروط التي يحددها والتي يتضمنها الترخيص الصادر في هذا الشأن وعلى أن تكون بمواصفات مخالفة للأثر الأصلى التي يصدر بتحديدها قرار من الوزير ويحظر تداول أو سفر أية نماذج يتم إنتاجها بالمخالفة لهذه المواصفات.
 
وتطرق الدكتور ريحان إلى العلاقات بين بريطانيا ومصر فى مجال الآثار حيث جاء العديد من علماء الآثار البريطانيين إلى مصر وقاموا بأعمال حفريات أثرية وأشهرهم هاورد كارتر الذي عمل في مواقع أثرية كثيرة منها تل العمارنة والدير البحري وإدفو وأبو سمبل وأبرزها اكتشافه لمقبرة "توت عنخ آمون" نوفمبر 1922 وجهوده في اكتشاف بعض الآثار المتعلقة بالملكة حتشبسوت، أشهر ملكات مصر في الأسرة الثامنة عشرة، وذلك بالدير البحري عام 1899
والعالم البريطانى ألفريد لوكاس 1887 – 1945 الذي وضع اللبنة الأولى لدراسة التحليل الكيميائي للمعادن والأحجار الأثرية، وكان له فضل كبير في تحليل العديد من العينات التي استطاع كشفها في بعض الحفائر، إضافة إلى توثيقه لطرق المحافظة على الآثار وحمايتها من التلف نتيجة العوامل البيئية والكيميائية المختلفة، ومن أشهر مؤلفاته في مجال الترميم كتاب: المواد والصناعات المصرية القديمة.
 
والعالم البريطاني جون ويكنسون وكان مهتما بدراسة التاريخ المصري القديم، وجاء إلى مصر وعمره 24 عامًا واستقر بها تسع سنوات كاملة استطاع خلالها أن يوثق سلوكيات المصريين القدماء من خلال الرسوم والنقوش والمناظر العامة على جدران مقابر كبار الشخصيات في البر الغربي، مما أهله لأن يلقب بـ"مؤرخ" العادات المصرية، ومن أشهر مؤلفاته: سلوكيات وعادات المصريين القدماء، الذي نشر في ثلاثة مجلدات عام 1837.
 
والعالم البريطانى الشهير فلندرز بيتري 1853- 1943 أول من اكتشف الطرق الهندسية لبناء أهرامات الجيزة، كما قام بالعديد من الحفائر في هذه المنطقة، واكتشف العديد من المقابر الموجودة بها، إضافة إلى قيامه بعدد من المشروعات البحثية في مجال التنقيب عن الآثار في منطقة تانيس (صان الحجر بمحافظة الشرقية) ومنطقة تل نيشة بدلتا النيل.
 
والعالم البريطانى ستيفن كويرك من أبرز الباحثين المتخصصين في دراسة اللغة المصرية القديمة، كما قام بالعديد من عمليات الحفر والتنقيب في منطقة اللاهون بمحافظة الفيوم، وتوصل من خلالها إلى توثيق الحياة العامة لسكان تلك المنطقة سواءً من حيث طبيعة التعليم، حياة المرأة والأطفال، والطب، وغيرها من مظاهر الحياة الاجتماعية.
 
وأوضح الدكتور ريحان أن حجر رشيد اكتشفه  القائد الفرنسى بوشار عام 1799 بقلعة رشيد الأثر رقم 44 الذى يقع على الشاطئ الغربى لفرع رشيد شمال المدينة بحوالى 6 كم ثم انتقل إلى منزل الجنرال مينو بالإسكندرية ثم إلى القاهرة وألقى عليه نابليون نظرة إعجاب وسرعان ما أذيع خبره فى العالم، وخرج من مصر ليستقر فى المتحف البريطانى باتفاقية مع الدولة العثمانية وكانت مصر ضمن ولاياتها فى فبراير عام 1802  .
 
وبدأت دراسة الحجر عام  1805 عندما بدأ العالم الفرنسى شامبليون فى مصاحبته  17 عامًا حتى أعلن للعالم نجاحه فى فك رموزه  فى 27 سبتمبر 1822، ولم يخرج بعد ذلك من المتحف البريطانى إلا مرة واحدة ولمدة شهر فى أكتوبر عام 1972 حيث انتقل إلى متحف اللوفر بباريس بمناسبة مرور 150 عامًا
وبخصوص مقبرة توت عنخ آمون يوضح الدكتور ريحان أنها اكتشفت فى 14 فبراير 1922 بواسطة العالم البريطانى هوارد كارتر وهى المقبرة الملكية الوحيدة بوادى الملوك التى تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا وذلك عند قيامه بحفائر علمية عند مدخل النفق المؤدى إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك
وأمام هذه الترويج السياحى الكبير فى معظم دول العالم حيث تصدرت صورة الأهرامات غلاف مجلة التايم الأمريكية ويتم وضع مصر ضمن أفضل وجهات سياحية فى العالم يطالب الدكتور ريحان بتعيين مستشار سياحى خاصة فى البلدان السياحية مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية حيث أن المستشار الثقافى مهمته المبعوثين من الجامعات المصرية على أن تكون مهمة المستشار السياحى التنسيق بين المكاتب السياحية ووضع الخطط لعملها فى الترويج والتنشيط وتغيير الصورة النمطية فى الدعاية إلى مصر وهى صورة الهرم فقط حيث تتنوع الآثار فى مصر ويجب أن تشمل البانرات والبوستات السياحية بالخارج وحدة آثار مصر وتنوعها من آثار ما قبل التاريخ واليونانية والرومانية والمسيحية والإسلامية خاصة مع دخول مصر سياحة المسارات الروحية مثل مسار نبى الله موسى ومسار العائلة المقدسة ومسار الدرب الأحمر ومثلث سور صلاح الدين.
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

ترشيحاتنا