«توسونامي العشق» للأديبة إيمان الشافعي ..هويس مشاعر على بساط أساطير العاشقين

غلاف تسونامي العشق
غلاف تسونامي العشق

«تسونامي العشق» مجموعة قصصية، للروائية والمبدعة إيمان الشافعي ذات الخيال الجامح، وسعة ثقافتها وإطلاعها على الثقافات المختلفة، تأخذنا في رحلة في عالم الأساطير، تضع أساس لكل إحساس لدى الأنثي على مر التاريخ، تتسم باسقاطات عالية على ما نعيشه الآن من حالات، بالربط بما ورثناه وعشقناه من خلال الأساطير العالمية من مختلف الحضارات.
مجموعة «تسونامي العشق» قصص منفصلة ولكنها متصلة، بطلتها الأنثى في كل العصور، تحمل بين سطورها مشاعر قلما نجد هذا الوصف بدون إبتزال أو خوض في غمار الشهوات، محملة بـ«هويس» من المشاعر الجياشة، كل قصص المجموعة بلا استثناء بطلتها هي «الأنثى» في كل زمان ومكان، وبكل ما تحمله من مشاعر مختلفة ومحيرة، فهي العاشقة والقديسة والغانية ومفجرة الثورة والخانعة، والطبيبة، وسيدة الأعمال والخادمة والملهمة والفنانة والطفلة، نجدها في قصة «وجد»، ليجد القارئ ذاته متورط في متابعة قصة حب بين امرأة أسبانية معاصرة، ورسام عربي متمسك بمبادئه وتربيته الأصيلة، وعندما وقع معها في علاقة عشق كاملة انتحر شعوريا أو جسديا، لا نعلم نجد أنفسنا أمام ترميز عن التقاء الحضارة العربية بالأندلسية قديما وما قدمناه لهذه الحضارة، وما نحن عليه الآن من تهاوي في كل مناحي العلم والفن والإبداع.
كما نجد الأنثى الثائرة في قصة «ظمأ جرة» عندما تتجسد الأسطورة القديمة للجرة المسكوبة والفوضى الخلاقة ومراوغة البطلة، التي تبتل ملابسها في كل مرة خوفا، حتى تصل للنهاية مع الجموع في ميدان التحرير، تعبيرا عن الحرية التي مزجتها ببراعة برمزية رائعة تنم عن ثقافة عالية بظلال أسطورية، ولوحة ميتافيزيقية وفانتازيا في قصة واحدة، و«لعنة» تلك التي نعرفها منذ عهد الفراعنة، ونجد ترانيمها مذيلة بسطور القصة، بينما نكتشف معها أن الحب لعنة إذا ما أصابت الإنسان، لاحقته حتى بعد الموت، وتؤكد أن الحب الحقيقي أبدا لا يموت ويتجلى ذلك في رقصة البطلة مع جسد حبيبها بعد أن حيكته بطقوس تحنيط الموتى عند الفراعنة.
«تسانومي العشق» استولت على بساط الخيال الجامح، في ظلال الأساطير، لترسم لنا لوحة فنية متكاملة، نقف أمامها مشدوهين مندهشين من براعة الفنان، بالتنقل بين مظاهر الحب الراقية وحالات العشق الأبدية التي سردتها الأديبة إيمان الشافعي، بريشة فنان عالمي .


 

ترشيحاتنا