خالد عبدالحميد يكتب : «تحذيرات الرئيس .. ورسالة بلال في المنارة»

خالد عبدالحميد
خالد عبدالحميد

بدعوة كريمة من الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وبتشريف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية كان لي شرف حضور  الندوة التثقيفية الـ 37 للقوات المسلحة احتفالاً بيوم الشهيد 9 مارس تحت عنوان«الثمن» .
لم تكن هذه الندوة كبقية الندوات التثقيفية التي حضرناها من قبل ، بل اختلفت الـ 37 عن قريناتها السابقين ، لقد كانت احتفالاً من نوع خاص بشجاعة أبطال الجيش بشكل عام وبشهداء القوات المسلحة بصفة خاصة .
احتفال امتزج فيه الفخر بالدموع ، والفرح بالحزن ، والحنان بقسوة الفراق .
 طفل لم يتعدي عمره 9 سنوات استشهد والده وهو في سن العام ونصف العام ثم ماتت أمه بعد استشهاد والده بـ 6 أشهر ليصبح «بلال» يتيم الأب والأم لتتكفل بتربيته جدته التي حضرت معه احتفال يوم الشهيد .
«بلال» نجل الشهيد محمد جمال محمد الأشقر طلب من الرئيس السيسي وهو يكرمه علي المسرح أن يلقي كلمة أمام الحضور .. «بلال» يتحدث والقاعة بأكملها تنصت له وتستمع بقلبها قبل أذنيها .. «بلال» يتحدث فيبكي الرئيس وكل الحضور تأثراً بكلمات الطفل الذي وجه رسالة لأبويه قائلاً : «جدتي وأصحاب بابا دائمًا يقولوا لي بابا كان بطل وعمره ما خاف .. كنت بحلم أعيش مع بابا وماما .. كان نفسي أعيش معاكم، لكن ربنا عايز كده وأنا مش زعلان، أنا عايزكم تكونوا مبسوطين في الجنة، أنا بكتب لكم جوابات وبقولكم وحشتوني أوي، اطمنوا عليا أنا هكبر وهبقى ظابط أجيب حق بابا وأحقق حلم ماما»..
ثم كان المشهد الأكثر تأثيراً وتأثراً هو مشهد الخريجين الثلاثة والذين ظهروا في طابور عرض يوم تخرجهم بالكلية الحربية ويشاء الله أن يُستشهدوا جميعا بعد سنوات من تخرجهم .
ثم لقطة بكاء شيخ الأزهر فضيلة الدكتور أحمد الطيب والذي بكي تأثرًا أثناء مشاهدته فيلم "رموز خالدة"، والذي استعرض دور الشهيد لحماية الوطن، وكيف استقبل أهالي الشهداء خبر رحيل أبنائهم.
استراحة قصيرة يعود بعدها السيد الرئيس ليلقي كلمة مكتوبة ولكنه وتأثراً بأحداث يوم الشهيد لم يقرأ منها كلمة واحدة وارتجل سيادته في كلمته التي خرجت من القلب ليواسي أهالي شهداء الوطن ويكشف النقاب عن المؤامرات التي حيكت لمصر في 2011 ومخططات إسقاط الدولة ، وقال الرئيس أن الشباب كانوا يتظاهرون في الميدان بينما كان أهل الشر يفجرون أقسام الشرطة والمنشآت الحكومية في سيناء وكانوا في سبيلهم لتفجير الوضع علي الساحة المصرية الإسرائيلية بتوجيه ضربات لاسرائيل لتكون ذريعة لرد اسرائيلي علي الاعتداء في ظل الظروف الصعبة التي كانت تمر بها مصر ، ولكن القيادة العسكرية وقتها فطنت لهذا المخطط وأجهضته .
وحذرالرئيس المصريين بعدم تكرار ما حدث حفاظا علي الدولة المصرية ، فقد دفعت القوات المسلحة الثمن غاليا من دماء أبنائها الذي سقطوا شهداء دفاعا عن تراب مصر الغالي وخلفوا ورائهم يتامي وأرامل وآباء وأمهات كانوا أحوج ما يكون لأبنائهم الشهداء وهم في هذا السن المتقدم من العمر .
إنه الثمن الذي دفعه الجيش المصري للحفاظ علي الدولة المصرية وهو علي استعداد لتقديم المئات ، بل والآلاف من الشهداء للحفاظ علي تراب الوطن وتلك هي عقيدة الجيش المصري البطل « النصر أو الشهادة »
نعم .. ستظل القوات المسلحة هي الدرع الواقي لهذه الأمة شاء من شاء وأبى من أبى ، ويقينا لن تفلح مساعي قوي الشر وأذنابها في الداخل من الوقيعة بين شعب مصر وجيشه عن طريق نسج الشائعات والأباطيل والمحاولات المستمرة لتشويه صورة القوات المسلحة في نظر الشعب .
علينا أن نأخذ العظة والعبرة من « رسالة بلال » الذي فقد أبويه وهو لا يزال ابن التاسعة من عمره وكل أمله في الحياه أن يصبح ضابطا في الجيش ليثأر لاستشهاد أبيه البطل .. تلك هي جينات المواطن المصري الذي نتوارثها جيل بعد جيل إلي قيام الساعة
الجيش للشعب.. والشعب للجيش .. تلك هي المسألة ، والرباط المقدس بين الشعب وقواته المسلحة .

ترشيحاتنا