أثارت جريمة قتل بشعة و مأساوية في منطقة العجوزة بمحافظة الجيزة، حزنَ  وغضب النشطاء عبر منصات التواصل، بعد أن أقدم شاب على قتل والده بشكل مأساوي حيث انهال الشاب بالضرب على رأس والده بقطعة حديدية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

الجانى طالب جامعي يعانى من مرض نفسي يسمى “الذهان”، والذي كان يتسبب في فقدان اتصاله بالواقع، ويجعله خائفاً من الجميع، لذلك كان يعيش بمفرده والضحية هو الأب ( محسن ) الذى أتى من أسوان ليكون بجوار أبنه المريض ليعيش معه ويكون فى خدمته وبجواره خوفا عليه من أرتكاب جريمة أو عمل أى مشكلات بسبب مرضه .

وفى حالة من حالات مرض الأبن ودون أن يدرى أنهال على والده ضربا بحديدة حتى سقط قتيلا وغارقا فى دمائه وبعد أن عاد الأبن إلى وعيه اتصل فورا بالإسعاف في محاولة لإنقاذ والده.

وهزت تلك الجريمة أركان السوشيال ميديا وأثارت غضب المتابعين وردود أفعال متباينه وتساءل النشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي عن موقف القضاء من مثل هذه الجرائم، وكيف سيكون حكم القضاء في مثل هذه الجريمة البشعة باعتبارأن الجاني كان فاقد لعقله لحظه ارتكاب الجريمة”.

والذهان هو الشعور بالانفصال عن الواقع حيث يعاني المصاب من معتقدات خاطئة حول ما يجري، ورؤية أو سماع أشياء غير موجودة، نتيجة تأثير الذهان على طريقة تفكير الشخص ومعالجة عقله للمعلومات و الذهان مجموعة من الأعراض يصاحب العديد من الحالات النفسية والجسدية وليس مرضاً بحد ذاته والاكتئاب الحاد قد يؤدي إلى حدوث أعراض ذهانية فيما يعرف باكتئاب ذهاني.

والأشخاص الذين يعانون من الذهان قد يتعرضون لنوبات هلوسة، وتعلُّق بمعتقدات توهمية (مثلا توهمات ارتيابية)، وقد يمرون بحالات من تغيير الشخصية مع مظاهر تفكير مفكك.

تصاحب هذه الحالات غالباً انعدام رؤية الطبيعة الاعتيادية لهذه التصرفات، وصعوبات في التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص الآخرين، وخلل في أداء المهام اليومية لذلك كثيراً ما توصف هذه الحالات بأنها تدخل في نطاق «فقدان الاتصال مع الواقع.» لأنها حالة غير طبيعية للعقل تؤدي إلى صعوبات في تحديد ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.

و قد تشمل الأعراض معتقدات خاطئة (أوهام) ورؤية أو سماع أشياء لا يراها الآخرون أو لا يسمعونها (هلاوس). قد تشمل الأعراض الأخرى عدم اتساق الكلام، والسلوك غير المناسب للمواقف الاجتماعية المعتادة. قد يكون هناك أيضا مشاكل في النوم، أو الانسحاب الاجتماعي، أو عدم وجود حافز في الحياة، أو الصعوبات في القيام بالأنشطة اليومية ويلعب التغير الكيميائي في المخ دوراً أساسياً في الإصابة بالذهان.

ويعتمد علاج الذهان على تشخيص محدد (مثل الفصام، أو الاضطراب ثنائي القطب، أو تسمم بدواء) و الخط الأول للعلاج للعديد من الاضطرابات الذهانية هو الأدوية المضادة للذهان، والتي يمكن أن تقلل من الأعراض الإيجابية للذهان في حوالي 7 إلى 14 يومًا.

ونصت المادة 62 فقرة 1 عقوبات المستبدلة بالقانون رقم 71 لسنة 2009 بشأن رعاية المريض النفسى، وهو نص مستحدث، على إضافة الاضطراب النفسى للمتهم إذا ما أفقده الإدراك أو الاختيار وقت ارتكاب الجريمة واعتبره سببًا للإعفاء من المسئولية الجنائية، حيث أنه لا يسأل جنائيًا الشخص الذى يعانى وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسى أو عقلي أفقده الإدراك أو الاختيار أو الذى يعانى من غيبوبة ناشئة عن عقاقير مخدرة أيًا كان نوعها إذا أخذها قهرًا عنه أو عن غير علم منه، ويظل مسئولًا جنائيًا الشخص الذى يعانى وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسى أو عقلى أدى إلى إنقاص إدراكه أو اختياره، وتأخذ المحكمة فى اعتبارها هذا الظرف عند تحديد مدة العقوبة والمحكمة هنا تفرق فىالعقوبة مابن مريض نفسى مدرك بشكل جزئى وبين مريض نفسى فاقد الأدراك تماما.

ومن أشهر المصابين بمرض الذهان (جيم جوردون) وهو واحداً من أفضل الطبالين في عالم الموسيقى في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، وأيضا الرسام الهولندى الأشهر (فينسنت فان جوخ) وكان فى جدال مع رسام آخروسمع صوتاً بداخله يقول له ”اقتله،. فتناول سكيناً وقطع أذن نفسه وقضى معظم حياته في معزل عن الآخرين و(ليونيل ألدريج) واحدا من أشهر لاعبى كرة القدم فى أمريكا خلال ستينيات القرن الماضي وأيضا (إدوارد) أحد أبناء (آينشتاين) كان طالباً لامعاً جعل الجميع يترقب خلافته لوالده في عبقريته، لكنه كان كذلك مصابا بالفصام. .

ومن اشهر المصابات بمرض الذهان هى (فيرونيكا لايك) نجمة فيلم ”تزوجت مشعوذة“ وهى أيقونة سينمائية ومن حسناوات هوليوود ، وأيضا (ماري تود لينكولن) زوجة الرئيس الأمريكى السابق أبراهام لنكولين مصابة بالذهان كما تعانى كلا من الممثلة (كاثرين زيتا جونز)و المطربة الأمريكية المشهورة (ديمي لوفاتو) والنجمة (كاري فيشر) من اضطراب ثنائي القطب وهو أيضا درجة من الذهان.

كما يعانى النجم (جان كلود فان دام) من اضطراب ثنائي القطب ، أما النجمة ومطربة البوب الأشهر (ليدى جاجا) كشفت أنها عانت من "ذهان عقلي كامل" بعد سنوات من حملها على يد مغتصبها وهى فى سن ال19 عاما.