مؤلف كتاب «أكذوبة الحجاب»: آية تغطية الرأس ظنية الدلالة والثبوت

ماجد إبراهيم وكتابه
ماجد إبراهيم وكتابه

ماجد إبراهيم: كنت مدافعًا شرسًا عن الحجاب.. وتحولت على يد فريدة الشوباشي

«أنا إرهابي» أرصد فيه تجربة اعتقالي في عهد مبارك.. وتأثرت أدبيًا بنبيل فاروق وأحمد خالد توفيق

 

كتاب عنوانه مثير، على أحد الأرفف بمعرض الكتاب، مؤلفه شاب لا ينتمي للمشاهير، لكنه يستند إلى أدلة علمية، قد يعارضها البعض وقد يتقبلها آخرون.

«أكذوبة الحجاب» كتاب يسبح به مؤلفه ماجد إبراهيم، في غمار بحور ملتهبة، حول موروث يعتبره كثيرون من فروض الدين، ويزدرون منتقديه، في معركة قديمة، تتناثر فيها تهم "التكفير" والانحلال" من جانب، و"الانغلاق" و"التخلف" من الجانب الآخر، إلا أنه يبدو أن تلك الحرب لن تضع أوزارها، ولو بعد ألف كتاب.

 

- كلمنا عن دراساتك العلمية التي أهلتك لتأليف هذا الكتاب؟

أنا خريج جامعة الازهر.. كلية التجارة.. ولكن ازهري التعليم منذ المرحلة الإعدادية.. ثم الثانوية ثم الجامعة ودرست نفس المناهج التي يدرسها كل الازهريين.

- أنت ضد الحجاب، فما تفسيرك للآية (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) اللي بيستند إليها كل أنصار الحجاب؟

آية (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) في عرف الفقه الإسلامي، تسمى آية ظنية الدلالة والثبوب، يقابلها في فروض أخرى آيات قطعية الدلالة والثبوت.. والآيات ظنية الثبوت هي ما لم تأت ألفاظها واضحة وصريحة ومحددة.. فمثلا في آية الوضوء، الأمر واضح بغسل اليدين إلى المرفقين والمسح على الرأس، أما في هذه الآية فالله يطالب النساء الذين يرتدون بالفعل خمارًا يغطي بعض أو جزء من الرأس بأن يضربن به الجيوب، أي يغطين كل ما له فتحة أو شق، والمقصود وفق لسان العرب ووفق معظم المفسرين "الأثداء".. وتجاهلت الآية تماما الرأس فلم يشملها الأمر، بل لم يؤكد على بقاء الخمار على الرأس، وهنا نحن أمام جدلية يفرضها دعاة الحجاب لا أساس لها من الصحة؛ وهو الادعاء بأن الخمار هو غطاء الرأس، رغم أن تعبير الخمار يطلق على أي غطاء دون تمييز، وأن على النساء تغطية صدورهن ورؤوسهن به.. وهنا نسأل رافضي هذه الرؤية: من أضاف الرأس إلى الجيوب، بينما الآية لم تنص عليها صراحة؟.

 

- ورد في تفسير الطبري لتلك الآية: "يقول تعالى ذكره: وليلقين خُمُرهنّ، وهي جمع خمار، على جيوبهنّ، ليسترن بذلك شعورهنّ وأعناقهن وقُرْطَهُنَّ"، فما ردك عليه وعلى باقي المفسرين، خاصة القدماء، وهم أكثر معرفة منا باللغة، وهم جيل أقرب للرسول والصحابة، ونقلوا عنهم وعن التابعين؟.

يقول الطبري وغيره إن الخمار هو غطاء الرأس، وإن مقصد الآية تغطية الرأس والصدر، والسؤال: من الذي يقول إن هذا مقصد الله في الآية.. نحن لا نتحدث عن كيمياء.. إنها ألفاظ العرب وأي دارس للغة العربية يدرك تعدد المعاني للفظ الواحد، فلماذا كل الألفاظ لها معانٍ عدة، ونأتي للخمار فيصبح غطاءً لراس النساء فقط، وإذا كانت عمامة الرجل يطلق عليها أيضا خمار، فهل العمامة كالطرحة.. وإذا كانت السيدة عائشة قالت في حديث حادثة الإفك "فخمرت وجهي بجلبابي"، فهل الجلباب أيضا خمار.

هنا دعاة الحجاب يتلاعبون بالألفاظ ويصرون على رؤية قاصرة لا يصح أن تخضع لها النساء أبدا، ولا يصح أن نقول إنهم الأعلم منا باللغة، لأن التاريخ اللغوي فيه مرادفات كثيرة مختلفة، والادعاء بأنهم الأعلم هو من سبيل البلطجة الدينية التي يمارسها الدعاة الجدد لنغلق أفواهنا، وهذا لن يحدث لأن القدامى بشر ونحن بشر ومن حق الجميع الاجتهاد في فهم النص القرآني.

 

الشوباشي

الشوباشي

- هل تأثرت في معارضتك للحجاب، بسابقين لك مثل نوال السعداوي؟

 كنت قديما مدافعا شرسا عن الحجاب، حتى التقيت الكاتبة والإعلامية الكبيرة فريدة الشوباشي، وكنت أود مواجهتها في هذا الصدد، ولأنها دارسة للشريعة ولديها رحابة صدر في مواجهة المخالفين، فقد استقبلت اعتراضاتي بشكل لين وتساؤلات جعلتني أفكر في صحة ما تقول، وكانت هذه هي البداية التي غيرت أفكاري قبل نحو عشرين عامًا من الآن، ولها أدين بالفضل بعد الله في فهم الحقيقة، ولا شك أنني تأثرت بها جدا وبغيرها أيضا، وعلى رأس من أثروا فيّ، الكاتب الكبير وأستاذي إبراهيم عيسى والكاتب الطبيب المستنير د. خالد منتصر، واعتبر نفسي تلميذا من تلامذتهم.

عيسى

عيسى

 

- حسابك على «فيسبوك» يذكر أنك صحفي، ففي أي جريدة أو موقع؟

كنت أعمل صحفيا في الفترة من 2002م وحتى 2017م، وعملت في أماكن عدة؛ أبرزها مجلة "كلمتنا" وجريدة "الدستور" وأيضًا في صحف "البلاغ" و"الجيل الجديد" و"الطريق" و"مسرحنا و"باباراتزي"، وموقع "بص وطل".

فاروق وتوفيق

فاروق وتوفيق

- لك أربع روايات، بجانب كتابين.. فبمن تأثرت أدبيًا؟

 حتى الآن أصدرت أربع كتب، وكتاب الحجاب هو الرابع.. فالأول رواية بعنوان "حكايتي مع ش" عام 2011، ثم رواية "يوم ما اتقابلنا" عام 2016، ثم رواية "العانس" هذا العام، وكلهم روايات اجتماعية رومانسية، وفي عام 2018 كنت قد أصدرت كتاب "أنا إرهابي" بعنوان فرعي "يوميات صحفي معتقل"، أما التأثر الأدبي فهو بكثيرين، أبرزهم بالنسبة لي الأديبان الكبيران الراحلان د. نبيل فاروق ود. احمد خالد توفيق.

 

- كلمنا عن كتاب "أنا إرهابي"؟

 "أنا إرهابي" يحمل عنوانًا استنكاريًا، فلابد من الانتباه لعلامة التعجب في نهاية كلمة "إرهابي"، والمعنى استنكار لكوني إرهابيًا.. ومؤخرا اعترضت الجهات الأمنية على اسمه، وأنتوي التقدم بطلب لإعادة طرحه بالعنوان الفرعي فقط "يوميات صحفي معتقل"، مضيفا له عنوانًا فرعيًا جديدًا هو "في زمن الرئيس الأسبق مبارك"، والكتاب يحكي باختصار تجربة شخصية لتعرضي للاعتقال في زمن الرئيس مبارك، على خلفية إجرائي لحوار صحفي مطول مع القطب الإخواني آنذاك محسن راضي.. والكتاب ينتقد بعض السلوكيات الخاطئة لرجال الداخلية في زمن مبارك ولأوضاع السجون حينها.

 

- هل لك تجربة مع الفكر الإرهابي، أو مع الفكر السلفي وأشباهه، أو مع جماعات الإرهاب؟

لي تجارب عدة مع الإخوان والسلفيين، من خلال أمرين؛ الأول تعليمي الأزهري واختلاطي المباشر بالطلبة الإخوان والسلفيين، وشجاري الدائم معهم، حيث كنت أرفض دائما فتاويهم المتشددة، وعندما عملت صحفيًا كانت لي بعض العلاقات العابرة مع بعض أقطاب الإخوان، لكني لم أنخرط بشكل مباشر مع الجماعات الإرهابية.

ترشيحاتنا